الدكتور مانع عمار (أستاذ بالمركز الجامعي لتيبازة)

المنتخب مطالب بأن يكون محترفا في العمل الجواري

تيبازة: حاوره: علاء.م

إشكالية إلتزام المنتخب المحلي بخدمة المواطن الذي انتخبه وفوضّه لتمثيله لدى مختلف الجهات الإدارية المختصة أضحت مطروحة بحدّة وإلحاح كبيرين حاليا بالنظر إلى جنوح معظم المنتخبين لممارسة الفعل السياسي المحض على حساب التخندق مع المواطن في أفراحه وأقراحه أيضا، وأضحى المنتخب يلتزم أحيانا بتعمّد افتعال مشاكل هامشية للمجلس المنتخب في بادرة تهدف الى شلّه او الحد من سيرورته الطبيعية الهادفة الى تحريك التنمية المحلية، فيما يبقى العمل الجواري الذي يخدم المواطن بالدرجة الأولى لا يندرج ضمن أولويات المنتخب على الاطلاق لأسباب لا يدركها سوى المنتخبون أنفسهم.
 بالنظر الى ارتباط ذات الاشكالية شكلا ومضمونا بطبيعة المجتمع وسوسيولوجية الفرد فقد عرضناها على الدكتور الباحث والمحاضر في علم الاجتماع بالمركز الجامعي لتيبازة لمعرفة تصوّره حول طبيعة تصرّف المنتخب تجاه المواطن من جهة والمجلس الذي ينتمي اليه من جهة أخرى، فكانت هذه الدردشة المتواضعة.
«الشعب”: بداية من هو المنتخب المحلي وما هي وظيفته؟
مانع عمار: المنتخب المحلي يقع في مركز يسمح له ويعطيه صلاحيات ليس فقط لتمثيل المواطن والدفاع عن مصالحه، بل من الواجب عليه أن يتولى هذه المهمة ويكرّس جهده ووقته للاضطلاع بها، خاصة إذا علمنا أنه يحوز على ثقته؛ فهو إذا مكلف بوظيفة العمل والسهر على تمثيله على مستوى الهيئات والمؤسسات العمومية والحرص على الدفاع عن حقوقه، خاصة فيما تعلّق بمصالح الطبقات  الاجتماعية الضعيفة التي هي في حاجة إلى المساعدة والوقوف بجانبها.
- يندرج ضمن وظيفة المنتخب تمثيل المواطن لدى الجهات الإدارية، هل يقوم المنتخب عندنا فعليا بهذه الوظيفة؟
 * نظريا بكل تأكيد، المنتخب مهما كان مستوى تمثيله يعتبر الممثل والمدافع الأول على حقوق المواطن لدى الجهات الإدارية، كونه انتُخب من أجل ذلك،  غير أنه و للأسف، فإن وظيفة تمثيل المواطن لدى هذه الجهات، لم تعد من أولويات المنتخَب بل نجده أحيانا لا يحرك ساكنا تجاه تعسف الإدارة، أي هناك استقالة عن خدمة المواطن وتمثيله وجهل بنوعية وطبيعة المشاكل التي يعيشها المواطن وهذا لغياب العمل الجواري والاحتكاك بالمواطنين والبحث عن معرفة الخدمات التي يحتاجها المواطن.
- مما هو متداول لدى عامة الناس، أنّ المنتخب يميل كثيرا إلى ممارسة “الفعل السياسي” متخليا بذلك عن خدمة المواطنين ما هي الأسباب في ذلك؟؟
* في الحقيقة لا يجب  تعميم هذا السلوك على كل المنتخبين، فهناك من يعملون أو يحاولون تمثيل المواطن بالشكل المطلوب، غير أننا نلاحظ في غالب الأحيان بأنّ المنتخَب يميل إلى ممارسة الفعل السياسي، مبتعدا بذلك عن تمثيل وخدمة المواطن مع الدخول في صراعات تعطل المشاريع التنموية وتعطل السير الطبيعي للهيئات الممثلة للمواطنين، كما أنّ بعض المنتخبين لا يهتمون بمشاكل المواطن بقدر ما يهتمون بخدمة مصالح حزبية ضيقة مستغلين المزايا التي يمنحه لهم القانون باعتبارهم منتخبين ويسعون جاهدين من أجل شلّ المجالس المنتخبة وإبعادها عن مسؤولية خدمة المواطنين وبعث المشاريع التنموية لدوائرهم والتي هم في أمس الحاجة إليها، ويعود السبب في ذلك إلى كون هؤلاء المنتخبين يعانون من ضعف التكوين السياسي وعدم وعيهم بالمسؤولية الأخلاقية التي انتخبوا من أجلها، وقد نجد البعض منهم  يهتمون أكثر بالعمل على تحقيق مصالحهم الشخصية أو مصالح أقربائهم بدلا من العمل على تقديم واقتراح مشاريع اقتصادية واجتماعية وبعث دينامكية تنموية محلية.
- وما أهم التداعيات الناجمة عن هذه الظاهرة؟
* لعلّ من نتائج هذه الممارسات؛ اهتزاز الثقة بين المواطن والمنتخب، أيضا تعطل المشاريع التنموية بسبب ضعف مستوى أداء المنتخب وعدم تحكمه التقني والقانوني في الملفات التي تطرحها الجهات الإدارية واتساع الهوة بين المواطن والمنتخب.
-ما هو المطلوب من المنتخب إذا؟
* المنتخب مطالب حاليا باسترجاع ثقة المواطن وهي أصعب مهمة في نظري، كون إعادة بناء الثقة يتطلّب أن يصبح المنتخب محترفا ليس فقط في السياسة بمفهومها الإيجابي، لكن كذلك محترفا في العمل الجواري ويمتلك كفاءة وتكوينا يسمحان له بخدمة المواطن وتمثيله أحسن تمثيل.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024