بسبب غياب المتابعة وبرنامج وقائي

برك وأوحــــال بلديتي سيدي داود ويـــــــسر

بومرداس..ز/ كمال

أصبحت ظاهرة فيضانات المجاري المائية التي تغمر الأرصفة والطرقات العامة ببلديات بومرداس، السمة الأبرز مع فصل الخريف وسقوط أولى قطرات المطر الموسمية نتيجة غياب الصيانة من قبل الفرق المختصة، سواء التابعة للبلديات أو مديرية الأشغال العمومية، التي لا تزال تفتقد لعملية التنسيق وإعداد برنامج احتياطات لتنظيف المجاري المائية من المخلفات، وبالتالي حماية المواطن من كل الأخطار وتجنب الخسائر المادية الكبيرة للبنى التحتية والمرافق العامة..
لم نكلف أنفسنا هذه المرة مساءلة مسؤول محلي أو رئيس بلدية عن طبيعة الاجراءات الاحتياطية والاحترازية لتجنب كوارث وأخطار الفيضانات الموسمية السنوية نهاية كل صيف وبداية فصل الخريف، لأن الحدث والظاهرة قد سبقت التبريرات المحتلمة المنتظر سماعها دوريا من طرف المعنيين والجهات المختصة بهذا الملف، كما أننا شاهد عيان على الوضعية المؤسفة مثلما عاشته ولاية بومرداس خلال عاصفة الأمطار الأخيرة بعد أن غمرت الطرقات الرئيسية والفرعية، الساحات العامة لوسط المدينة وغمرت عدة أحياء على غرار حي 800 مسكن بالمدخل الغربي ومحطة المسافرين قبالة وادي طاطاريق..
وإذا كانت عاصمة الولاية التي كان من المنتظر أن تشكّل نموذجا في التسيير والتحكم في البرنامج الوقائي المتعلق بالصيانة القبلية ضحية مزدوجة للظروف الطبيعية وتهاون الإنسان، فما بال البلديات النائية المعزولة التي تفتقد حتى لإمكانيات مواجهة الوضع والحيطة قبل حدوث الكارثة، على غرار ما شهدته بلدية سيدي داود مؤخرا التي غمرتها المياه والأوحال وتسببت في اهتراء الطرقات الولائية والبلدية التي استهلكت الملايير لتعبيدها، ونفس الأمر شهدته بلدية يسر، برج منايل وعدد من المناطق الأخرى، حيث فقد البعض منها لمعنى وسط المدينة بسبب غياب التهيئة وانتشار الحفر والبرك المائية في الأحياء الرئيسية والفرعية أغلبها ناجم عن الأشغال العشوائية وانسداد البالوعات والمجاري المحوّلة لمياه الأمطار المتساقطة.
كما يمكن للزائر أن يلاحظ بأم عينه أيام تساقط الأمطار حجم الكارثة التي يعيشها حي المدينة الجديدة بدلس، حيث تتحوّل الطرقات ومداخل الأحياء إلى برك مائية وأوحال تصعب من تنقل المواطنين وتلاميذ المدارس إلى مؤسساتهم التعليمية، في حين يتحوّل الطريق الرئيسي الرابط بوسط المدينة إلى مجرى شامل متسببا خسارة كبيرة في البنية التحتية وخطرا كبيرا على مستعمليه، نظرا لانحداره الكبير التي تزيد من قوة جريان المياه في اتجاه واد تيزة الذي تسبب في هلاك سائق شاحنة خلال فيضانات 2007.
وعلى الرغم من الميزانية السنوية المخصصة لأعمال الصيانة والتحضير لفصل الشتاء، إلا أن نفس الظاهرة تتكرّر سنويا وتتكرّر معها مشكلة اهتراء الطرقات وأرصفة الأحياء التي تستهلك هي الأخرى أموالا طائلة من ميزانية الولاية التي قدرت هذه السنة بـ 160 مليون دينار أغلبها موجّه لترميم الطرقات وتهيئتها، ومبلغ 163 مليون دينار من طرف مديرية الأشغال العمومية لتصليح الطرقات الولائية وهي مبالغ كان من الممكن اقتصادها وتوجيهها لتجسيد مشاريع عمومية للمواطن بدلا من تخصيصها لأشغال يمكن تفاديها بإجراءات وقائية بسيطة.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19465

العدد 19465

الأربعاء 08 ماي 2024
العدد 19464

العدد 19464

الثلاثاء 07 ماي 2024
العدد 19463

العدد 19463

الإثنين 06 ماي 2024
العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024