بن حليمة النّاطق الرّسمي لجمعية طريق السّلامة

المندوبية الوطنية للسّلامة المرورية بديل مستعجل

جمال أوكيلي

مدارس السّياقة ورشات للتّكوين وإعادة التّأهيل

أبدى السيد مسعود بن حليمة طبيب نفساني والنّاطق الرّسمي باسم جمعية طريق السلامة، أنّ إعلان ميلاد المندوبية الوطنية للسّلامة المرورية تعدّ مبادرة جديرة بالتّنويه، تندرج في إطار وضع الآليات العملية القادرة على التحكم في ظاهرة تنامي هذه «المجازر» عبر طرقاتنا، آملا في أن يكون هذا الهيكل الذي سيعرف النّور في غضون الأيام القادمة متميّزا في أدائه، صانعا للفارق في نشاطه، من خلال الاعتماد على مبدأ الإبداع في الحلول التي تسمح عند سقف معيّـن من التّقييم، لمس تلك النّتائج الإيجابية، بنزول منحى الحوادث إلى المستويات السّفلى.
حسب السيد بن حليمة، فإنّ أولى المهام المخوّلة لهذه المندوبية هو التوجه مباشرة إلى التّفاعل مع سائقي الوزنين الخفيف أو الثّقيل، والسّعي الجاد من أجل التّأثير على سلوكاته لتغيير الأفعال السّلبية التي اعتاد عليها، وهذا بالتّقرب منه أكثر فأكثر في كل الفضاءات التي يوجد بها.
ويبدأ هذا العمل في المقام الأول بالانتقال إلى مدارس السّياقة التي تعدّ حاضنة أي نشاط في هذا الشّأن، وهنا يمكن أن تحوّل إلى ورشة لإعادة التّأهيل والتّكوين، ولا يقبل أن تمنح رخصة سياقة أي صنف من الشّاحنات والحافلات بدون أن تتوفّر البعض من الشّروط الصّارمة في المعني من النّاحيتين النّفسية والتّعليمية خاصة، زيادة على ذلك مرافقة السّائق من خلال فعل بيداغوجي وتربوي لا علاقة له بتاتا بالعقوبات، وغير ذلك من الأساليب الرّدعية التي تبين مع مرور الوقت محدوديتها، أي أنّها لا تقضي على المشكل بقدر ما تزيد في إطالة عمر الأزمة أكثر فأكثر، وهذا ما يلاحظ بالنّسبة لأسلوب المحاضر التي تدفع ثمنها للخزينة العمومية، لكن المشكل يبقى قائما لدى السّائق، الذي لم يتغيّر سلوكه أبدا كون العملية آلية وفق معادلة (خطأ + محضر = دفع قيمة مالية) تصل إلى نقطة لا يقبل بها السّائق.
وانشغال هذا الأخير فيما بعد هو البحث حول كيفية استرجاع وثائقه، لكن في نهاية المطاف لم يطرأ أي تغيير على سلوكاته، ولهذا السّبب يقترح بن حليمة أن تتوجّه المندوبية لعمق الأشياء، وهذا بتفادي الطّرق القديمة التي سارت عليها البعض من المؤسّسات المهتمّة بهذا النّشاط التي تحوّلت إلى إدارة ممّا جعلها رهينة وحبيسة إعداد تقارير ووثائق، وفي مقابل ذلك غابت عن الميدان.
وفي هذا السّياق، شدّد بن حليمة على ضرورة إشراك المجتمع المدني في هذه المندوبية انطلاقا من معرفتها بالواقع جيّدا.  وهذه الدّعوة بمثابة الانفتاح على الكفاءات والمهارات والخبرات المتوفّرة لدى هؤلاء، وهذا بإثراء الثّقافة المرورية في الجزائر بشكل قوي تجد مكانتها عند الأفراد والمؤسّسات، زيادة على ذلك بناء منظومة تخطيط لكل هذا التّراث المتعلّق بالنّقل من شبكات للطّرقات إلى حظيرة السّيارات والشّاحنات والحافلات والدراجات النّارية وغيرها.
ويرى السيد بن حليمة بأنّه من الضّروري الإسراع في الإحاطة بملف حوادث المرور انطلاقا من استشارة واسعة لا تقوم على مبدأ الزّجر فقط، وإنما التّفكير في أساليب أخرى قادرة على التّخفيف من وطأة الظّاهرة أي بالشّكل الذي يحدث حاليا، لأنّ الحادث قد يقع في كل مكان، لكنّك لا تجد الدركي أو الشّرطي في كل مكان، هذه رسالة واضحة المعالم، على السّائق أن يتحلّى بروح المسؤولية فيما يتعلّق باحترام القوانين والإشارات، ويتعامل مع تلك الوقائع بسلوك حضاري.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024