تعود مسألة حجم الاستعدادات والاحتياطات المتخذة من طرف البلديات لمواجهة حالات الطوارئ الناجمة عن التقلبات الجوية، خاصة منها فيضانات الأودية وانقطاع الطرقات إما بسبب انجرافات التربة أو الثلوج في عدد من المناطق الجبلية، لتطرح من جديد بعد أن أظهرت السلطات المحلية إمكانات محدودة في التدخل وفك العزلة على المواطنين بالخصوص ببلدية تيمزريت الجبلية لولا قيام الجيش الوطني الشعبي بهذه المهمة..
في تقرير سابق لمدير الإدارة المحلية لولاية بومرداس اعتبر أن حظائر البلديات تعيش وضعية كارثية لأن اغلب العتاد غير صالح للاستعمال نتيجة الإهمال وغياب الصيانة الضرورية بالخصوص حظيرة بلدية عاصمة الولاية، في حين ظلّت أغلب البلديات النائية شبه معدومة من هذه الوسائل الضرورية، ما تطلب إجراءات استعجاليه لتقديم إعانات للبلديات لاقتناء الآلات حسب الحاجة والأولوية تركزت بالخصوص على شاحنات نقل القمامة وإلى الحفر والرفع.
واليوم بعد الاضطرابات الجوية الكبيرة التي عرفتها الولاية وكمية الأمطار المعتبرة التي أغرقت بعض الأحياء وشلّت الطرقات البلدية والولاية وحتى الوطنية في أكثر من محور، ناهيك عن الثلوج التي عزلت بلدية تيمزريت بقراها وبعض الأجزاء من بلديات الناصرية وشعبة العامر، أظهرت بالفعل محدودية تكفل السلطات المحلية وعجزها عن مواجهة الطارئ بمفردها لولا تدخل أطراف أخرى كأفراد الجيش الوطني الشعبي والتضامن الشعبي والخواص الذين يملكون العتاد الضروري.
في هذا الموضوع بالذات، يتحدث رئيس المجلس الشعبي البلدي لبني عمران احمد عفرة لـ «الشعب» عن إمكانية البلدية والاحتياطات المتخذة لمواجهة أخطار الفيضانات والثلوج التي ضربت القرى النائية، واصفا إياها «بالمحدودة جدا ولا تتعدى آلة حفر ورفع واحدة استغلت إلى جانب إمكانية المواطنين والمقاولين في التدخل وفك العزلة على سكان القرى الجبلية التي مستها الثلوج المتساقطة وتقديم المساعدات الضرورية، ونحن نحيي الهبة التضامنية للمواطنين خاصة في مثل هذه الظروف التي تتطلّب تكاتف جهود الجميع..
وفي سؤال عن أسباب افتقار البلدية للعتاد الضروري للقيام بمثل هذه الأعمال بما فيها كاسحة ثلوج إن كانت ضرورية، أكد احمد عفرة «أن البلدية استفادة من إعانة مالية بـ1 مليار سنتيم لاقتناء كاسحة ثلوج، لكن المشكل أن سعرها يتعدى هذا الرقم بكثير وبالتالي فإن الإمكانيات الحالية لا تسمح بذلك، رغم هذا فنحن في الحقيقة نفضل تخصيص هذا الغلاف لاقتناء آلات يمكن استعمالها والاستفادة منها على طول السنة كآلات الحفر وآلة تسوية التربة «نفلوز» خاصة وأن البلدية ذات طابع جبلي وبها 35 قرية وعدة تجمعات سكنية..
وعن وضعية العتاد بالحظيرة البلدية وإجراءات الصيانة المتبعة، اعتبر ذات المسؤول «أن بلدية بني عمران ضعيفة في هذا الجانب ولا تملك عتادا كبيرا مثلما سبقت ذكره في السابق، فبالإضافة إلى آلة الحفر والرفع هناك أربعة حافلات صغيرة تقوم بنقل تلاميذ المدارس وهي قليلة جدا، في حين تتم عمليات الصيانة وإصلاح الإعطاب بالتنسيق مع بعض الخواص».
هي إذن عينة من واقع بعض البلديات بولاية بومرداس وغيرها من الولايات وحتى طريقة أداء المجالس المنتخبة طيلة هذه العهدة المخيب في الكثير من المجالات الحساسة التي تتطلب تواجدا دائما، إلى جانب المواطن في مثل هذه الظروف، كما تحول هذا الاداء إلى مادة دسمة لبعض السياسيين مع اقتراب موعد الانتخابات ومنها تصريحات رئيس جبهة التغيير عبد المجيد مناصرة الأسبوع الماضي في تجمعه الشعبي بقوله «لو كانت هناك مجالس محلية منتخبة قوية لما شهدنا تلك المهازل التي دفعت الجيش للتدخل لمساعدة المواطنين.