عبد القادر من الشلف:

التّكوين حتمية للعاملين في هذا الحقل

الشلف: و ــ ي ــ اعرايبي

انتشر الطب البديل المعروف بالتداوي بالأعشاب بين صفوف السكان والمرضى بأنواع إصاباتهم الخفيفة والحادة وأنواع العمليات التجميلية والصحية وأعراض متعدّدة، ظلّت تشكّل هاجس أصحابها منذ سنوات رغم خضوعهم لتناول أدوية شملتها وصفات طبية لأطباء عامين ومتخصصين كان فيها الأمل بالشفاء، غير أنّ عدم تحقيق هذه الأمنية غيرت وجهة هؤلاء نحو طب بديل وقفنا عنده لدى ممارسي هذه المهنة أمثال عبد القادر العقار المعروف بالولاية.
وضعية هذا الطب ومشروعية تناوله وانتشاره والمصداقية التي تبوأها وثقة العقارين والعشابين عند زبائنهم من الجنسين وبدرجة تميل إلى صنف النساء من كل الأعمار، أضحى ملفا ينبعي تناوله ودراسته من طرف المختصين والعاملين بالقطاع الصحي مادام قد فرض نفسه، وأصبح له زبائن بسطاء ومثقفين وتربويين وإطارات في الإدارات والأسلاك الأمنية، وحتى الأطباء أنفسهم والممرضين. هذا الإنتشار فرض نفسه.
ولعل العشاب والعقار عبد القادر صاحب السمعة الذي كان له الموقع المناسب في شارع إتصالات الجزائر والبريد المحاذي لثانوية الجيلالي بونعامة قد كسب رواجا كبيرا بولاية الشلف، ممّا جعله مصدر ثقة ومصداقية من خلال نصائحه وإرشاداته التي عادة ما يبنيها على التشخيص الشفهي لزبائنه من خلال الحوار، وهو ما أكّدته لنا العجوز صاحبة 77 سنة الحاجة «بن زينة»، مشيرا أنها منذ سنوات وهي مداومة على الأعشاب والعقاقير التي تقتنيها من العشاب عبد القادر، الذي كسب هذا الكم من المعارف والمعلومات بواسطة أحد أجداده والمتضلعين في طب الأعشاب، والذين كان بعضهم يلقون محاضرات بمدرجات الجامعة بالشلف، حسب قوله.
ومن جانب آخر، فالولوج إلى عالم الأعشاب فسيح ومتشعب شأنه شأن الأدوية التي تعد في الأصل متفرعة منه عن طريق الأبحاث العلمية الدقيقة والمتخصّصة، يقول إطار بمفتشية التربية الطاهر بلقاسم الذي وجدناه يقتني أعشابا طبية  بعدما نفذت لديه، مع أنواع أخرى جديدة يرى فيها ذات الإطار التربوي منفعة وشفاء، معتبرا تردّده على متجر العشاب عبد القادر حلال يخلصه من الأعراض التي لم يتحكّم فيها الطبيب بل صارت متوقّفة على طب الأعشاب، وهو دواء من عهد الرسول الكريم ــ صلى الله عليه وسلم ــ كان يستعمل حسب الطاهر بلقاسم الذي ينحدر من أسرة عريقة ومطلعة على مثل هذه الأعشاب كونها ذات جذور ريفية بالقرب من الونشريس الأشم.
البحث عن تناول واستعمال طب الأعشاب يزداد رواجا بل يكلف مصاريف في البحث عنه والوصول إلى مصدر ومعرفة بائعيه سواء عن طريق الخلطة الآنية والفورية أو المحضّرة المحلية منها والمستوردة من بلدان إفريقية وأسياوية يقول العشاب عبد القادر، الذي أكد لنا أن بعضها من السودان والمغرب وتونس ومالي والنيجر ودول إفريقية أخرى ومناطق من الصين وآسيا الكبرى، أما الكميات الأخرى فهي محلية من الصحراء الشاسعة بكل من أدرار وتندوف وتمنراست والجلفة وغرداية وغيرها والبعض الآخر من بلاد القبائل وحتى تلمسان، وهي أعشاب معروفة وصالحة، يقول محدثنا مشيرا أن بعض الأطباء ينصحون بتناول بعض الأعشاب لفعاليتها.
وعن سر هذه الأعشاب التي صارت مصدرا للتداوي، كشف لنا محدثنا

أن   هناك أنواع لتخفيض السكر في الدم والقضاء على الكوليسترول تدريجيا وإزالة آلام الأمعاء والمعدة  والتخفيف من الزكام ومشروب صحي مضاد للربو أثبت نجاعته حسب بعض من التقينا بهم من الجنسين عند ذات العشاب، ولم يتوقف الأمر عند البالغين في السن من المترددين بل تجاوز الأمر لدى طالبات جامعيات ومن الثانوية يتناولون عشبة الدماغ العملاقة ومشروب البسباس والزيادة في الوزن بتناول بودرة الصويا وتزيين الوجه وتجميله بقيمة 750 دج وتحسين صورة الشعر، وهذا بستعمال زيت الحصان الذي يباع بـ 300 دج. كما عثرنا على أعشاب من الأدوية المعلبة على شكل خلطة خاصة بعلاج مرض الخلعة وهي ردود نفسية وهواجس، بالإضافة إلى الضعف الجنسي وهذا بغرض المقويات. هذا وعلمنا من شرطي متقاعد أنه تناول هذا الأسبوع أعشابا ساهمت في إزالة آلام المعدة والفشل الذي ظل يعاني منه منذ فترة، وحسب قوله فإنه تخلص من هذه الآلام التي لازمته مدة طويلة.
وبحسب محديثنا فإنّ الطب البديل من الأعشاب والعقاقير التي تباع أثبتت فعالياتها بنسبة كبيرة، ويبقى عملية التكوين لهؤلاء صارت ضرورية حفاظا على ممارسة هذه المهنة التي يتوافد على محلاتها آلاف المواطنين داخل الولاية التي تضم أكثر من 350 عشابا وعقارا، وهذا مؤشّر ينبغي أخذه بعين الأهمية حفاظا على صحة السكان.

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024
العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024