سيد أحمد عيادون رئيس جمعية شباب متطوّع بسيدي بلعباس

التّشجير العشوائي أفقد المدينـة خصوصيتها البيئية

سيدي بلعباس: غ ــ شعدو

«لكل بلعباسي شجرة»برنامج طموح لغرس 60 ألف شجرة

قال سيد أحمد عيادون رئيس جمعية شباب متطوع في حديثه لـ «الشعب» حول عمليات التشجير بولاية سيدي بلعباس، أن الجمعية وطيلة السنوات السبع من نشاطها تسعى إلى بلوغ هدفها الأسمى الذي حمل شعار «لكل مواطن بلعباسي شجرة»، وهو الهدف الذي سطّرت من أجله الجمعية عديد العمليات التطوعية الهادفة لتحسين إيكولوجية المدينة وتوسعة الغطاء النباتي داخل الأنسجة الحضرية وخارجها.
أطلقت الجمعية الولائية شباب متطوع المهتمة بالمجال البيئي برنامجا واسعا بالتنسيق مع المحافظة الولائية للغابات، الكشافة الإسلامية وعديد الجمعيات المحلية لغرس أكثر من 60 ألف شجرة بكل بلديات الولاية والبالغ عددها 52 بلدية، في حين سيتم غرس 9 آلاف شجرة في عاصمة الولاية لوحدها تجسيدا لفكرة لكل مواطن عباسي شجرة.
وفي هذا الصدد، أكّد رئيس الجمعية بأنّ هذه الحملة التي انطلقت شهر أكتوبر 2016 من شأنها تعويض الخسائر التي تتكبّدها الولاية كل سنة، والتي يعود سببها إلى الحرائق التي تتلف أجزاء هامة من الثروة الغابية، ما يستوجب القيام بتشجير مساحات واسعة من الغابات وإطلاق عمليات تحسيسية بأهمية التشجير داخل الأنسجة الحضرية وخارجها.
وفي ذات السياق، ولتعزيز عمليات التشجير داخل النسيج الحضري تبنّت الجمعية مشروعا غاية في الأهمية يتمثل في إنشاء غابة ترفيهية، وهو المشروع الذي تعمل عليه الجمعية منذ أزيد من سنة، ويندرج ضمن برنامج المشاريع المصغرة لصندوق البيئة العالمي للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة بالجزائر. وكانت الجمعية قد استفادت من دعم مالي في هذا المجال قدّر بـ 120 مليون سنتيم لتحقيق المشروع، حيث تمّ استيلام الحصة الاولى السنة الماضية في انتظار استكمال باقي المبلغ قريبا.
هذا وثمّن رئيس الجمعية مبادرة الصندوق في تدعيم مثل هذه الجمعيات البيئية، مبرزا أهمية الغابة الترفيهية التي اختير موقعها بحي بوعزة الغربي على مساحة تقدر بـ ٢ ، ٥ هكتار، والتي تهدف لخلق فضاء للعائلات العباسية المجاورة للموقع، وكذا خلق فضاء تعليمي يستغل لتربية الناشئة تربية بيئية.
وأضاف أنّ مشروع الغابة الترفيهية كان محل زيارة المنسّقة الوطنية لبرنامج المشاريع المصغرة لصندوق البيئة العالمي للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة بالجزائر رحيمة شحيح، التي أكّدت أنّ البرنامج يقوم بمساعدة جمعيات على انشاء مشاريع بيئية، حيث مكّنت المرحلة الأولى للمشروع والتي استمرت أربع سنوات من إنجاز 19 مشروع على المستوى الوطني بقيمة مالية قدّرت بـ 600 ألف دولار، في حين تمّ إطلاق المرحلة الثانية رسميا يوم التاسع مارس المنصرم بقيمة مالية تصل إلى 400 ألف دولار.
وفي دفاعها عن كل ما هو بيئي ومتعلق بعمليات التشجير، تسعى الجمعية إلى تحسين الثقافة البيئية لدى المواطن من خلال تحسيسه بأهمية التشجير وضرورة إختيار أنواع الأشجار الملائمة لطبيعة ومناخ المنطقة، وفي هذا الصدد رفعت الجمعية مؤخرا انشغالا هاما يتعلق بالتشجير داخل النسيج الحضري وعلى طول مسار الترامواي باعتبار أن المشروع أفقد المدينة عددا كبيرا من أشجارها، لتعوض بأشجار النخيل، وهو الأمر الذي خلق جدلا كبيرا لدى المهتمين بالبيئة محليا، وأحدث مقارنات عديدة حول ماهو واقع بالنسبة لمدينة سيدي بلعباس، وما يجب أن يكون في هذا المجال خصوصا وأن المدينة تعرف عمليات تهيئة كبيرة تتطلب رعاية جدية لموضوع البيئة للحفاظ على خصوصيات المنطقة، حيث استدل رئيس الجمعية كلامه برأي المختصين الذين أكدوا وفي أكثر من مناسبة أن عمليات التشجير العشوائية لا تخدم الجانب البيئي للمدينة، ولا تحقّق الأهداف المرجوّة من غرس هذا النوع من الأشجار في مثل هذه المناطق بحكم أن مدينة سيدي بلعباس تحتاج إلى نوعيات أخرى من الأشجار ممّن تستهلك كميات قليلة من المياه،تقلل وبنسب كبيرة من غاز CO 2 ، وتوفر الظل على أوسع نطاق، على غرار أشجار الخروب والبلاتان.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024