الركاب تحت رحمة السّائقين بتيبازة

الاكتظاظ والحمولة الزّائدة وانتظار فاق 45 دقيقة

تيبازة: علاء ملزي

اعتبر ممثلو أهم التنظيمات الممثلة للناقلين بتيبازة الزيادات الاخيرة في تسعيرة النقل بأنّها زهيدة لا تتوافق وإنشغالاتهم المطروحة مهنيا، وطالب بعضهم بضرورة دعم الدولة للقطاع لايجاد مخرج يرضي جميع الأطراف.
وفي ذات السياق، قال ممثل الناقلين باتحاد التجار والحرفيين بأنّ أعباء الناقلين متنوعة ومتشعّبة ولا تعنى بالوقود فقط فهي تجمع بين الضرائب المتنوعة وقطع الغيار والرصيف والعجلات، وهي أتعاب تستهلك من الناقل مبالغ مالية معتبرة دوريا، ومن ثمّ فقد اعتبر ممثل اتحاد التجار والحرفيين بأنّ الزيادات المقترحة تبقى ضئيلة ولا أثر لها في الواقع بالرغم من تأثّر المسافرين بها، وهو نفس الانشغال الذي عبّر عنه رئيس المكتب الولائي لاتحاد الناقلين الجزائريين، والذي أضاف أيضا بأنّ كلّ تذكرة نقل يفوق سعرها 20 دج يدفع منها الناقل 5 دج لفائدة الضرائب، ومن ثمّ فإنّ الخطوط التي ارتفع سعر التذكرة بها من 20 دج إلى 25 دج لا أثر لذلك في فوائد الناقلين، الأمر الذي لا يدركه عامة الناس، مشيرا إلى كون الزيادات في الأتعاب شملت عدّة جوانب بطريقة غير مباشرة كقطع الغيار بمختلف انماطها وحقوق الرصيف بمختلف المحطات، ولا يمكن للزيادات الطفيفة التي تمّ الاتّفاق بشأنها مع الوصاية استدراك هذا الخلل، والذي يقتضي مرافقة دائمة ومنتظمة من السلطات العمومية لضمان ديمومة الخدمة لفائدة المسافرين.
من جهته، أشار رئيس الجمعية الولائية لحماية المستهلك حمزة بلعباس، إلى أنّ الزيادات مبالغ فيها واتّخذ القرار بشأنها دون استشارة المستهلكين، كما أشار بلعباس أيضا إلى كون عدّة مواد استهلاكية شهدت ارتفاعا محسوسا بطريقة غير مباشرة، وأفرزها ارتفاع سعر الوقود بحيث لم يتأخّر ناقلو البضائع في الرفع من تسعيرة النقل لينعكس ذلك مباشرة على أسعار السلع المنقولة. وأضاف بأنّ الزّيادات المقترحة تعتبر عشوائية ولا يطيقها المواطن البسيط الذي يستغلّ وسائل النقل لاسيما في ظلّ وجود عوائق أخرى بالساحة تزيد من معاناة المسافرين يوميا على غرار ما هو حاصل بمدينة تيبازة، حيث تمّ اعتماد مخطّط نقل لا يتعارض ومصلحة المواطن، ويزيد من معاناته من حيث إهدار مزيد من الوقت والمال أيضا. وأردف ممثّل المستهلكين قائلا بأنّ معظم الناقلين الخواص يستعملون حافلات خردة تتطلب تعويض قطع الغيار بها بشكل دوري ممّا يزيد من معاناة الناقلين والمسافرين على حد سواء. ومن الأجدر تجديد الحظيرة وفق ما يتماشى ومصلحة الطرفين، وأشار ممثل المستهلكين أيضا الى كون الناقلين يتوقفون عن العمل خلال الفترات المسائية في وقت مبكر ممّا يعرّض المسافرين لحالات حرجة يضطرون من اجلها انتهاج طرق مختلفة للتنقل ليست محمودة العواقب في كل الحالات.
وعن هذه الانشغالات الميدانية التي لاتزال تؤرق المسافرين، أشار أحد ممثلي الناقلين إلى كون حظيرة النقل لولاية تيبازة تعتبر الأحسن مقارنة مع عدّة ولايات أخرى بما في ذلك ولاية الجزائر، ولا يمكن للعديد من الناقلين تجديد مركباتهم بالنظر إلى محدودية مواردهم المالية لاسيما وأنّ المصاريف متعدّدة بالتوازي مع تعرّضهم لمنافسة شرسة من طرف الناقلين غير الشّرعيّين، وفي وضح النهار وبأكبر مدن الولاية، كما أنّ الناقلين يتعرّضون لعقوبات صارمة من طرف لجنة العقوبات بمديرية النقل في حال تسجيل تجاوزات لا تتماشى والقانون العمول به. وأشار ممثل اتحاد النّاقلين الى كون محطة شرشال تشتغل بدون مسيّر رسمي لها منذ سنتين، الأمر الذي أفرز أجواء من الفوضى والتشنج هناك، كما أنّ المحطة الرئيسية بتيبازة والتي تسيّرها مؤسّسة عريقة لا يوجد بها رؤساء أرصفة يسهرون على احترام المواقت من طرف الناقلين، الأمر الذي ينعكس سلبا على سيرورة نشاط النقل الذي يتعلق في الواقع بعدّة أطراف وليس بالناقلين فقط. وعلى أرض الواقع لا يزال المسافرون عبر مختلف الخطوط يعانون من مشاكل عويصة تعنى بتدني خدمة النقل من حيث عدم احترام المواقيت والحمولة الزائدة وعدم احترام المسافر عن طريق عرضه كسلعة تباع وتشترى بين الناقلين أنفسهم. وأكّد عدد من العمال من بلدية مناصر نهاية الأسبوع المنصرم بأنّهم انتظروا بالمحطة مدّة 45 دقيقة كاملة لتحضر حافلة النقل نحو شرشال، في وقت يتحجّج فيه الناقلون بكون الخطوط مشبعة، كما أشار محدثونا أيضا إلى كون معظم الناقلين لا ينشطون أيام الجمعة لأسباب مجهولة، مع الاشارة الى كون تيبازة منطقة سياحية تقتضي توفر وسائل النقل خلال عطل نهاية الأسبوع، كما أنّ معظم الناقلين يتوقفون عن العمل في وقت مبكر من الفترة المسائية ممّا يعرّض العديد من العمال والمسافرين لأزمات نقل حادة. وتشهد العديد من الخطوط بالولاية تجاوزات بالجملة لا تليق بخدمة النقل، وتعكس هذه الأوجه مجتمعة عدم ارتقاء خدمة النقل الى وضعها الطبيعي، وعدم التزام الناقلين بالمواقيت التي تخدم المسافر، في وقت يتحجّج الناقلون بكون مسيري محطات النقل لا يعيرون اهتماما لذات المواقيت بقدر ما تهمهم مداخيل الأرصفة، وقد تكون هذه التجاوزات مجتمعة وراء دعوة ممثل الناقلين لدى اتحاد التجار والحرفيين لتكوين الفاعلين في قطاع النقل، ولاسيما القابضين الذي يتعاملون بشكل مباشر مع المسافرين.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024