كشف محافظ الغابات لولاية البليدة، محمد مقدم، أن مصالحه تلقت منذ بداية موسم الاصطياف في الفاتح ماي الماضي، أكثر من 70 اتصالاً عبر الرقم الأخضر 1070، ما يعكس – حسبه – مشاركة فعّالة من المواطنين في جهود مكافحة حرائق الغابات، خاصة في المناطق الجبلية التي تشكل خط الدفاع الأول عن الثروة الغابية وتنميتها.
تنوعت الاتصالات، حيث لم تقتصر فقط حول الإبلاغ بنشوب الحرائق بحسب ذات المسؤول، بل تم الإبلاغ أيضا عن وجود نفايات خطيرة وسط الغابات أو بجوار الفضاءات الغابية مثل إطارات العجلات المطاطية التي تُسهل التهاب النيران وانتشارها.
فضلا عن ذلك، فقد شارك المواطنون في مكافحة الحرائق في إطار الحملة التحسيسية التي أطلقتها محافظة الغابات بالبليدة مع الشركاء الأمنيين لتوعية الفلاحين وسكان الأرياف من أجل حماية المحاصيل الفلاحية والغابات، وأسهم في هذه الحملة مٌكونات المجتمع المدني على غرار الكشافة الإسلامية التي شاركت في عمليات لتنظيف الغابات من النفايات مع بعض الجمعيات على غرار جمعية الأزرق البيئية.
وتُعول محافظة الغابات لولاية البليدة كثيرا على سكان المناطق الجبلية الذين تربطهم علاقة جيدة مع جمعية الصيادين، ومن خلال التنسيق المحكم بينهم يمكن إنجاز التدخلات الأولية لإخماد الحرائق قبل توسعها، خاصة بعد صدور المرسوم 25-200 مطلع شهر أوت الحالي، والمتعلق بجرد الثروات الغابية والتنمية الغابية بحسب تعبير مسؤول القطاع.
في هذا الصدد، قال محمد مقدم : “ ينٌص هذا المرسوم على دعم سكان المناطق الجبلية لتشجيعهم على ممارسة نشاطهم الفلاحي ومن بين المزايا التي سُتوفر لهم وإشراكهم في التنمية الغابية مساعدتهم على إنجاز محيط الحماية لمستثمراتهم لحمايتها من الحرائق”، ويُجسد هذا المرسوم في فحواه سياسة الدولة لتشجيع عودة سكان الأرياف لخدمة أراضيهم، فذلك سيرفع من الإنتاج الفلاحي من جهة، ويٌعزز حراسة الغابات التي تُعد مصدر رزق لفئة كبيرة من المجتمع، فضلا عن أهميتها البيولوجية والبيئية- أضاف السيد مقدم.
وتعتبر بلدية حمام ملوان السياحية نموذجا يُحتذى به عن عودة سكان الأرياف الذين هجروا أراضيهم في فترة التسعينات، إذ ينشط في مناطق “ الدوابشية “ و«الشرفاء” و« السباغنية “ مئات الفلاحين في تربية الحيوانات والزراعة، وهذا ما أخذته السلطات المحلية بعين الإعتبار وقامت بتعبيد الطريق من “ مقطع لزرق” حتى “ السباغنية لتسهيل سير مركباتهم.