أعد سكان قرى بلديات تيزي وزو، بالتنسيق مع مختلف السلطات والمديريات المعنية على غرار الغابات، الحماية المدنية، الأمن والدرك، مخططاً وقائياً للحد من حرائق الغابات والمساهمة في مكافحتها، تجنباً لتكرار أحداث السنوات الماضية. ويقوم المخطط على تجنيد جميع الوسائل المادية والبشرية اللازمة للتدخل أثناء نشوب الحرائق، مع التشديد على ضرورة التحلي بالحيطة والحذر، ورفع مستوى الوعي في التعامل مع مثل هذه الآفات.
تم إطلاق حملات تحسيسية ساهمت بشكل كبير في توعية المواطنين بهذه المخاطر، والعمل على مكافحتها من خلال المشاركة في عمليات التنظيف وإزالة مسببات الحرائق، حيث نظم سكان القرى والمناطق الجبلية حملات واسعة قبل حلول فصل الصيف، وهذا لتفادي تكرار سيناريو الحرائق المهولة التي شهدتها ولاية تيزي وزو في السنوات الماضية، وتسبب في تسجيل خسائر بشرية ومادية خلقت عقدة نفسية في نفوس ساكنة المنطقة، الذين يسابقون الزمن من أجل اتخاذ التدابير اللازمة لوضع حد لاندلاع الحرائق خاصة مع التغيرات الجوية وارتفاع درجات الحرارة.
وقد شهدت عملية الاستعداد والتعبئة التي قام بها سكان المناطق الجبلية المحاذية للفضاءات الغابية عدة تدابير منها توفير صهاريج المياه المملوءة وتخزينها لمواجهة خطر الحرائق أثناء اندلاعها، حفر الآبار والينابيع الطبيعية إلى جانب فتح المسالك الفلاحية المؤدية إلى القرى والسكنات بالتنسيق مع محافظة الغابات، وذلك من أجل تسهيل مهمة أعوان الحماية المدنية أثناء تدخلاتهم عند اندلاع الحرائق، هي مشاهد تتكرر في القرى مع كل حلول لفصل الصيف، إلى جانب تنصيب المراكز المتقدمة على مستوى المؤسسات التربوية في البلديات التي لا تتوفر على وحدات للحماية المدنية.
إلى جانب تنصيب خلايا أزمة ومخططات وقائية، شملت مختلف السلطات والمديريات بالتعاون مع لجان القرى والسكان من أجل التدخل الاستعجالي عند اندلاع الحرائق، حيث يسارع السكان إلى إخمادها فور اندلاعها في انتظار وصول أعوان الحماية المدنية والدعم من مختلف المديريات لتفادي انتشارها على نطاق واسع وإحداث أضرار مادية في الثروة الغابية والمحاصيل الزراعية وحتى الممتلكات مثلما شهدته الولاية قبل سنوات.