سـيـاسـة الإهمال الطبي تهـدّد حياة الأسـير المناضـل محمد خالد الخـطيــب (1983م – 2023م)

بقلم: سامي إبراهيم فودة

 في حضرة القامات الشامخة جنرالات الصبر والصمود القابضين على الجمر، والمتخندقة في قلاعها كالطود الشامخ، إنهم أسرانا البواسل الأبطال وأسيراتنا الماجدات القابعين في غياهب السجون، وخلف زنازين الاحتلال الغاشم، تنحني الهامات والرؤوس إجلالاً وإكباراً أمام عظمة صمودهم، وتحمر الورود خجلاً من عظمة تضحياتهم، إخوتي الأماجد أخواتي الماجدات رفاق دربي الصامدين الصابرين الثابتين المتمرسين في قلاع الأسر..
أعزّائي القراء أحبّتي الأفاضل، فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على رجال أشداء صابرين على الشدائد والبلاء، رسموا بأوجاعهم ومعاناتهم وآلامهم طريق المجد والحرية واقفين وقوف أشجار الزيتون، شامخين شموخ جبال فلسطين، صابرين صبر سيدنا أيوب في سجنهم، فمهما غيّبتهم غياهب سجون الاحتلال الصهيوني وظلمة الزنازين عن عيوننا، فلن تغيب أرواحهم الطاهرة التي تسكن أرواحنا، فهم حاضرون بأفئدتنا وأبصارنا وعقولنا، وفي مجرى الدم في عروقنا مهما طال الزمن أم قصر، عندما نستحضر صور هؤلاء الأبطال البواسل جنرالات الصبر والصمود، ونستذكر أسماءهم المنقوشة في قلوبنا والراسخة في عقولنا ووجداننا، لا نستطيع إلا أن نقف إجلالاً وإكباراً لهؤلاء الأبطال، الذين ضحّوا بأجمل سنين عمرهم ليعيش أفراد شعبهم كباقي شعوب الأرض في عزة وحرية وكرامة، فأسرانا تاج الفَخَار وفخَر الأمة هم من قهروا الاحتلال الصهيوني بصمودهم وثباتهم، وأمام عظمة تضحياتهم لا يمكن لأي كلام مهما عظم شأنه أن يوافيهم ولو جزء بسيط ممّا عانوه، فمن حقهم علينا أن نستذكرهم ونذكر تضحياتهم، وأسيرنا محمد الخطيب ابن التاسعة والثلاثين ربيعا هو أحد ضحايا الإهمال الطبي المتعمد التي تمارسها إدارة السجون بحقه، والذي يعيش بين مطرقة المرض الذي يهدد حياته وسندان تجاهل الاحتلال لمعاناته والقابع في “سجن النقب الصحراوي”، والذي انضم إلى قائمة طويلة من أسماء المرضى في غياهب السجون ودياجيرها، وقد أنهى عامه العشرين على التوالي في الأسر، ودخل عامه الواحد والعشرين في سجون الاحتلال الصهيوني متنقلا بين زنازينها المظلمة وسجونها النازية منها شطه - مجدو- جلبوع- هشارون- هداريم - نفحة - النقب.
-  الأسير: محمد خالد محمد رضا خطيب.
-  مواليد:- 12 / 10 / 1983.
- مكان الاقامة: مخيم طولكرم.
- الحالة الاجتماعية: أعزب.
- العائلة الفاضلة: تتكوّن عائلة الأسير من الأب والأم، وهو البكر وله أخ اسمه أحمد وأخت اسمها سار.ة
- المؤهّل العلمي: تلقّى الأسير محمد الخطيب تعليمة الدراسي في مدارس مخيم طولكرم، وفي الثانوية العامة لم يحالفه الحظ ودرس في الصناعة تخصّص كهرباء، ولم يحصل على الشهادة بسبب تعرضه للاعتقال، وخلال سنوات اعتقاله تمكّن من استكمال دراسته وحصل على درجة البكالوريوس.
- تاريخ الاعتقال: 22 / 1 / 2003.
- مكان الاعتقال: سجن النقب الصحراوي.
- التهمة الموجه إليه: مقاومة الاحتلال.
- الحالة القانونية: عشرون عاماً.

إجراء تعسفي وظالم: يمعن الاحتلال الصهيوني في مواصلة إجرامه بحق الأسير محمد الخطيب منذ أن تعرّض للاعتقال بحرمانه من زيارة عائلته، فكانت أول زيارة لوالدة بعد 11 عاما، وكذلك والدته بعد أربع سنوات من المرور على اعتقاله بحجة “المنع الأمني” إلى أن سمحت إدارة السجون بزيارته.
^ اعتقال الأسير: محمد الخطيب
اعتقلت قوات الاحتلال الأسير محمد الخطيب، وخضع لتحقيق قاسيًا عقب اعتقاله 22 / 1 / 2003، واستمر عدة شهور في مركز تحقيق (الجلمة)، بقي موقوفا أربع سنوات دون محاكمة، وبعدها تم محاكمته بالسّجن لمدة 21 عامًا.
- الحالة الصحية للأسير محمد الخطيب: الأسير محمد الخطيب دخل سجون الاحتلال الصهيونية، وانتقاما منه واجه جريمة الإهمال الطبي المتعمد بحقّه “القتل البطيء” من قبل إدارة السجون، بتركه فريسة للأمراض تنهش جسده دون رحمه، ودون الاكثرات في تحويله إلى المستشفى لأخذ إبرة أُقرّت له بناءً على توصيات طبيب مختص قبل أعوام رغم نقلة المتكرر إلى عيادة السجن، وإلى المستشفى لمتابعة إجراءات تزويده بالإبرة.
وأمام سياسة التسويف والمماطلة، اكتفت إدارة السجن بتزويده بأدوية مسكنة ومخدرة للآلام تسبّبت له بمشاكل صحية في الكلى والكبد حتى وصل به المطاف الى مرحلة صحية حرجة جدا جراء معاناته مع الأمراض المزمنة التي تكالبت عليه، علما أنّ معاناته مع المرض بدأت منذ شهر تموز/ يوليو 2020، حين شعر بآلام بظهره وأمضى نحو 7 أشهر طريح الفراش نتيجة للآلام الشديدة التي يعاني منها، حيث أصبح يعاني من ضعف في التركيز وصعوبة بالحركة وتصلب في أصابع القدم، وأوجاع حادة بالظهر نتيجة إصابته بانزلاق غضروفي شديد، ومن تسارع في معدل دقات القلب، وعلى إثرها نقل على نقالة لعيادة سجن (النقب) بمساعدة رفاقه الأسرى لعدم قدرته علي السير.
ومن الخطوات الاحتجاجية التي نفّذها الأسير ضد سياسة الاهمال الطبي برفضه الدخول إلى القسم من أجل فقط تزويده بكرسي متحرك، حيث بقي خارج القسم ثلاث ساعات في البرد الشديد، حتى يتم تزويده بكرسي متحرك ليتمكن من الحركة، بسبب الصعوبة الكبيرة التي يواجهها في حركته وتلبية احتياجاته الأساسية، إلى أن (استجابت) إدارة السّجن لمطلبه، ومع صراعه مع الأمراض المزمنة تدهور وضعة الصحي بشمل متسارع صباح يوم الخميس المنصرم، وعلى اثرها نقلت إدارة سجون الاحتلال الصهيوني الأسير الخطيب إلى مستشفى “سوروكا”.
الحرية كل الحرية لأسرانا البواسل وأسيراتنا الماجدات، والشّفاء العاجل للمرضى المصابين بأمراض مختلفة

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024