من أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.. من بيت المقدس.. حاضنة الأنبياء والرسل.. أرض الرسالات السماوية الثلاث.. من المكان الوحيد في هذا الكون الذي يصعد فيه الأنبياء إلى السماء... تحية حب ووفاء إلى العواصم العربية ... إلى أمتنا العربية والإسلامية.. إلى الصحف العربية الغرّاء التي تحمل صوتي.. أنا القدس. أناديكم من الأعماق.. بلغة عربية فصيحة التي لا أعرف غيرها منذ كنعان الأول.. فوجهي عربي.. وهويتي عربية.. ولن أكون يوماً غير ذلك .. إنهم يمارسون عليَّ شتى أنواع القهر.. منذ العام 1967... إنهم يحاولون على مدى ساعات النهار والليل أن يعلّموني لغة غير مفهومة.. غير مستساغة.. لم أتمكن طيلة احتلالي أن أتعلم حرفاً واحداً من هذه اللغة الغريبة.. فلا تبتعدوا عني.. أرجوكم أن تنتبهوا.. فكل طفل وامرأة وشيخ يصرخ بأعلى صوته: واقدساه.. وكل حجر.. وكل ذرة تراب مني.. تنطق وتقول: «سجل أنا عربي .. سجل برأس الصفحة الأولى... أنا لا أكره الناس.. ولا أسطو على أحد .. ولكني إذا ما جعت.. آكل لحم مغتصبي.. حذار ... حذار.. من جوعي ومن غضبي.. ».
هيئة التحرير