عـيـد استـقلال الجـزائـر.. ثـمـار الـنضـال ضد الاستـعـمار

بقلم : تمارا حداد الباحثة السياسية في الشأن الدولي

يُخلد الجزائريون، اليوم 5 جويلية سنة 1962، ذكرى استقلال الجزائر بعد مسار نضالي ومواجهة ضد الاستعمار جمع بين الكفاح المسلح والنضال السياسي والجمعوي والفصائلي في مرحلة لعبت فيها كل مكونات الحركة الوطنية إلى جانب مقاومة الشعب الجزائري دوراً أساسياً في طرد الاستعمار. حيث إن مسار الجزائر التحرري تلون بدماء المليون شهيد لإحراز تحرر مثالي يُنهي الاستعمار على أرض الجزائر، واستأنفت الحركة الوطنية الكفاح والنضال بكافة أشكاله التي سلكته المقاومة ضد سلطات الاحتلال بأساليب الكفاح النوعي للتخلص من احتلال إلى الاحتفال باستقلال مُشرف بعد إعلان الاستقلال عام 1962. ويحتفل الجزائريون بذكرى الاستقلال وهم يستذكرون بمشاعر الفخر لقادة بلادهم التي أوصلتهم إلى التحرير من الاستعمار وأوصلت الجزائر نحو بناء دولة حديثة حيث واصلت مسيرة بنائها نحو نهضة مستدامة حتى يومنا الحالي.


عيد استقلال الجزائر هو بداية العطاء الذي يتجدّد في كل يوم، ويؤكد عليه الجزائريون في كل مكان وزمان بسعيهم نحو الاستمرار في النضال في كل المجالات العلمية والتكنولوجية والعملية لأجل أن يظل اسم الجزائر عالياً وأن يظل علمه خفاقاً في ميادين النصر والتميز، حتى أصبح الجزائري موضع فخر وانتماء لكل من يعرفه لأنه يُعطي بكرم وشهامة ولا تغيّره الظروف مهما كانت صعبة ما ينعكس على الجزائر بشكل كبير، لصناعة الاستقلال وترسيخ مفاهيم في أذهان الجميع ما جعل الجزائر دولة في المقدمة لها مكانتها السياسية. ذكرى الاستقلال تُجدد العهد في قلوب الجزائريين وتزرع في داخلهم حب الوطن وولائهم وانتماؤهم لدولتهم التي قدمت لهم الأمن والأمان والاستقرار، ومنحتهم القدرة على طلب العلم والعمل والنمو المستدام، فالجزائر بلد الأحرار الطيبين الذين لا يعرفون الذل أبداً، وعطاؤهم لا محدود لأهلهم ولدولتهم والاستقلال عزز هذه المعاني وزاد في حجم التصميم والإرادة في قلب كل جزائري ومُحبي الجزائر.
يعطينا الاستقلال كثيراً من الدروس التي يستفيد منها كل فرد فهم يرون ذكرى الاستقلال حياة جديدة تتجدّد مع كل شروق شمس فالاستقلال محطة مهمة من محطات الجزائر لهذا يستذكره الجزائريون بكل مشاعر الفخر والتقدير والامتنان ويتذكره الفلسطينيون الذين ما زالوا يُقدموا التضحيات والشهداء في سبيل حرية فلسطين، حيث تسير فلسطين كما سارت الجزائر نحو تحقيق الخلاص من الاحتلال وإزالة القيود العنصرية على شعب أعزل.
وبتحقيق الاستقلال، أخذت الجزائر دوراً مُتقدماً وبارزاً وهاماً عربياً وإفريقياً ودولياً لتتبوأ مكانة متقدمة موظفة استقلالها في الدفاع عن الأمتين العربية والإسلامية وخدمة قضاياها العادلة، وبالتحديد القضية الفلسطينية التي وقفت طيلة السنوات الماضية إلى جانب الشعب الفلسطيني وما زالت حتى اليوم تُقدم الدعم المعنوي والمادي للقضية الفلسطينية مؤمنة بعدالة القضية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ووصوله إلى الإستقلال والإستقرار والانتصار على الاستعمار الصهيوني الجاثم حتى اليوم على الأرض الفلسطينية.
الاستقلال مسيرة الخير والعطاء الذي رسم خريطته الجزائريون وساروا عليه بكل ثقة وعزيمة صادقة وبكل صبر وحرص على أن يكون الوطن مبنياً على أساس العدل والنظام مقترن بالعمل والإنجاز والتطوير، فالآباء والأجداد صنعوا الاستقلال والأبناء والأحفاد يحافظون عليه بكل ما أتوا من قوة وعزيمة ليظل الاستقلال مرحلة مفصلية في حياة كل جزائري وجزائرية.
فالجزائر طرَز اسمه بحروف من ذهب وبدماء الشهداء ورفع راية الوطن في الأعالي وصنع كرامة لجميع شعبه، أن الحديث عن استقلال الجزائر هو حديث شجون يأخذه إلى الكثير من الدروس التي تسطر التحدي والصبر لنيل الحرية والخلاص من المحتل. فالاستقلال عطر الجزائر من جميع نواحيه لينشر الفرح والبهجة بيوم الاستقلال وهو حديقة الزهور ويوم الاستقلال أجمل الزهور، بل هو الشجرة التي يستظل الجزائريون بها دوماً ويأخذون منها أطيب الثمر، والاحتفال بيوم الاستقلال يمنح الجزائري كل الفرح ليكون دوماً مواطناً منتمياً إلى دولته. إن الاحتفال بذكرى الاستقلال يأخذ طابعاً خاصاً لاسترجاع السيادة الوطنية على حدود الجزائر من الاستعمار حيث يكتسي يوم الاستقلال أهمية بالغة في عقول الجزائريين تتعلق بصون ذاكرة الأمة الجزائرية والحفاظ على أمانة الشهداء، وتعزيز روح الانتماء الوطني لجيل الشباب وبأن أسلافهم الذين ضحوا من أجل الوطن تركوا أمانة عليهم صونها لاستكمال بناء الوطن والتقدّم في التطوّر.
إن الإنسان الجزائري الذي يشكل كنزاً مجتمعياً لوطنه وهو الأغلى فيه الذي صنع الاستقلال من قبل ويصنع الإنجاز في شتى المجالات وهو يرسم صورة الجزائر الحضارية وهو محط الاهتمام من قادة الجزائر في سبيل أمن الوطن واستقراره والحفاظ على كرامة الشهداء التي زينت بأرواحهم أرض الجزائر عبر التاريخ الحافل بالمجد والكرامة، وهذا ما يسعى إليه المواطن الفلسطيني والانعتاق من استعمار بات يؤرق الأمة العربية والاسلامية. هنيئاً للجزائر بذكرى استقلاله وهنيئاً للشعب الجزائري وقيادته ومزيداً من التقدم والبناء في مسيرة العطاء المستمرة في بناء الجزائر ونهضته.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024