دون قيود أو اشتراطات وإملاءات..

الجزائر كما تعودنا مع فلسطين

بقلم: عمران الخطيب

كما كانت الجزائر الشقيق في مختلف المراحل تقدّم الدعم والإسناد للنضال الشعب الفلسطيني في سبيل إنهاء الاحتلال الصهيوني الاستيطاني العنصري والتحرّر الوطني، حيث عانت الجزائر من ظلم الاحتلال والاستعمار الفرنسي وقدمت الغالي والنفيس على طريق الحرية والاستقلال وإنهاء الاحتلال الفرنسي البغيض والذي استمر لمدة 130 عاما، وقدّمت قوافل الشهداء، حيث يقدّر عدد الشهداء الذين كانوا ضحايا الاحتلال الفرنسي 7 مليون جزائري في حين الذين استشهدوا خلال ثورة الاستقلال بقيادة جبهة التحرير الوطني الجزائري يقدّر بمليون ونصف المليون شهيد، إضافة إلى الجرحى والمصابين والمعتقلين والأسرى خلال مسيرة النضال والتحرّر الوطني والوصول إلى الحرية والاستقلال، لذلك ومنذ اللحظات الأولى لحركة فتح وقبل الانطلاقة العسكرية للثورة الفلسطينية كانت الجزائر تشكّل قاعدة التحضير للثورة الفلسطينية، حيث تمّ إلتحاق عشرات المقاتلين الفلسطينيين في الكلية العسكرية وبما في ذلك سلاح الجو، وكذلك قيام المعلمين الفلسطينيين في المشاركة بتعريب الجزائر بعد انتهاء حقبة جلاء الاستعمار الفرنسي كما قدّمت الجزائر المنح للطلاب الفلسطينيين في مختلف جامعات الجزائر وقد أرسلت الأسلحة إلى حركة فتح في سوريا بعد نكسة حزيران 1967، أي أن الجزائر لم تقدّم مجرد الدعم المالي الموسمي بل تقدّم الدعم المالي والعسكري والأهم الموقف والدعم السياسي في مختلف الاتجاهات والعناوين بما يحقّق انتصارا للقضية الفلسطينية، وخاصة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي وعلى صعيد الاتحاد الأفريقي، حيث منعت تمكين كيان الاحتلال الصهيوني أن يكون عضوا مراقبا في الاتحاد الأفريقي، أو مجرد المشاركة. كما أن الجزائر قد تمّ عقد العديد من دورات المجلس الوطني الفلسطيني بما في ذلك المجلس الوطني التوحيدي والمجلس الوطني الذي أطلق بيان إعلان قيام دولة فلسطين في قاعة الصنوبر، كما أن الرئيس عبد المجيد تبون هو من أطلق مبادرة لم الشمل الفلسطيني وأعلن استعداد الجزائر عقد دورة جديدة للمجلس الوطني الفلسطيني يجمع الشمل الفلسطيني، لذلك، فإن الجزائر وكما قال الزعيم الخالد هواري بومدين “نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”..
هذه هي الجزائر الشقيقة؛ لذلك تأتي مبادرة الجزائر بتقديم 30 مليون مساعدة عاجلة لمخيم جنين وأهمية المساعدة من الجزائر لم تأتي في إطار الشروط والتهدئة مع الاحتلال الصهيوني ولكن في إطار دعم الصمود لشعبنا الفلسطيني العظيم المؤمنين بمسيرة النضال والتحرّر الوطني وإنهاء الاحتلال الصهيوني الاستيطاني العنصري، لذلك نعتبر هذه المبادرة الجزائرية تقديم مساعدة مالية عاجلة للمخيم جنين أهمية كبيرة لدى شعبنا الفلسطيني الذي يكنّ التقدير والمحبة للقيادة والشعب الجزائري وقد تشكّل خطوة الجزائر حالة عدوة وفايروس قد تصيب بعض الدول العربية والإسلامية وتقدّم الدعم دون شروط للجانب الفلسطيني، وخاصة أن السلطة الفلسطينية تواجه حصارا ماليا ويحجز كيان الاحتلال الصهيوني أموال المقاصة من عوائد الضرائب الفلسطينية في إطار فرض الحصار والعقوبات بسبب قيام السلطة الفلسطينية بصرف رواتب الشهداء والأسرى والمعتقلين والجرحى، وانضمام دولة فلسطين إلى محكمة الجنايات الدولية وتقديم ملفات من جرائم ومجازر وحشية الاحتلال الصهيوني. وفي اللحظات الأولى من انتهاء العدوان على جنين كانت الحكومة الفلسطينية بمختلف الإمكانيات اللوجستية تقوم بواجباتها تجاه المواطنين الفلسطينيين في جنين والمخيم، لذلك نقول شكرا للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وحكومة وبرلمان الجزائر ووزارة خارجية الجزائر واللجنة التي شكّلها الرئيس عبد المجيد تبون من أجل لم الشمل الفلسطيني واستعادة الوحدة الوطنية، وعلى الدول العربية والإسلامية بأن تقدّم الدعم والإسناد لدولة فلسطين على غرار جمهورية الصين الشعبية التي سوف تباشر في إقامة المشاريع الاستثمارية والاقتصادية بدولة فلسطين نكرّر ونقول الشعب الفلسطيني يمضي بكل وسائل النضال بتحرّر وإنهاء الاحتلال الصهيوني الاستيطاني، وتكريس إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024