الجزائر تهدم جدار الصمت

دعـم ثابـت لفلسطين في وجـه الهجمــات الصهيونيــة

علي مجالدي

شنّ الكيان الصهيوني خلال الأسبوعين الماضيين ما وصفته عدة مصادر بأنه أكبر هجمة عسكرية همجية على مدينة جنين بالضفة الغربية منذ أكثر من 20 عامًا، مما أسفر عن استشهاد ثمانية أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 50 آخرين، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

وعلى إثر هذا العمل الهمجي الذي أقدم عليه الاحتلال الصهيوني، أدانت الجزائر هذا الهجوم واعتبرته جريمة تنتهك بصفة فاضحة جميع الأعراف والقوانين الدولية وأبسط القيم الإنسانية، كما دعت الجزائر الحائزة على العضوية غير الدائمة لمجلس الأمن خلال الفترة 2024-2025، المجتمع الدولي لا سيما مجلس الأمن، إلى تحمل مسؤولياته السياسية والقانونية في ضمان حماية دولية للشعب الفلسطيني ومحاسبة المسؤولين عن سلسلة الجرائم التي ما انفك المحتل يرتكبها في الأراضي الفلسطينية دون مساءلة أو ردع أو محاسبة.
إعمار جنين.. أولوية..
مباشرة بعد الهجوم الهمجي، تبنّى رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون قرارًا سريعا ومؤثرًا، حيث قرر تقديم مساهمة مالية قدرها 30 مليون دولار للمساعدة في إعادة إعمار مدينة جنين الفلسطينية. جاء هذا القرار ردّا على الهجوم الوحشي والإجرامي الذي شنته قوات الاحتلال الصهيوني على المدينة ومخيمها في الضفة الغربية. هذا الهجوم أسفر عن سقوط العديد من الضحايا بين الفلسطينيين العزل وألحق أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية، وأجبر العديد من الفلسطينيين على ترك منازلهم والبحث عن مآوي آمنة.
وأكدت الجزائر تضامنها المستمر مع نضال الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت الاحتلال الصهيوني، ترسيخا لحقوقه الوطنية المشروعة، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
من جهتها، عبرت عدة جهات داخلية في فلسطين، وعلى رأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن امتنانه وتقديره العميق لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، وقراره الكريم بتقديم المساعدة المالية. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” أن الرئيس عباس أعرب عن تقديره للرئيس تبون وحكومته وشعب الجزائر الشقيق على الدعم السياسي والاقتصادي المستمر الذي تقدمه الجزائر لدعم الشعب الفلسطيني ودعم قضيته العادلة نحو الحرية والاستقلال.

دعم متواصل..

وعبَّرت الجزائر عن دعمها المستمر لفلسطين، حيث قدمت في عام 2021 دعمًا ماليًا معتبرا. حيث أعلن الرئيس عبد المجيد تبون حينها أن الجزائر قدمت “مساهمة مالية” قدرها 100 مليون دولار للرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال زيارته للجزائر (شهر ديسمبر)، وذلك في إطار الجامعة العربية. وهذه المساهمة تأتي في إطار التزام الجزائر بدعم القضية الفلسطينية وتعزيز التضامن العربي، وخلال نفس الاجتماع بدأ التحضير لعملية الصلح التي احتضنتها الجزائر للصلح بين مختلف الفصائل الفلسطينية والذي توج بـ«إعلان الجزائر” وهو خارطة طريقة وآلية للوصول إلى طي الخلاف الفلسطيني بشكل كامل.

ازدواجية المعايير الغربية.. تتبدّد..

وفي ظل استمرار التوترات بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني مغتصب الأرض، شهدت مدينة جنين في الضفة الغربية سلسلة من الهجمات العسكرية الدامية. ومع ذلك، تبدو ردود الفعل الدولية هادئة جدًا، مما يؤكد الازدواجية الواضحة في المعايير التي تتعامل بها الدول الغربية مع القضايا العالمية العادلة.
بينما يتمتع الغرب بسجل حافل في الإدانة السريعة لدول أخرى على أدق تجاوزات حقوق الإنسان، إلا أنه يُظهر صمتا وسكونا عندما يتعلق الأمر بالعمليات العسكرية الصهيونية وجرائمها المستمرة ضد الفلسطينيين، فمنذ بداية الهجمات في جنين، تم تسجيل مئات الضحايا المدنيين، بينهم العديد من الأطفال والنساء، وتضررت البنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة بشكل كبير.

دعم الجزائر لفلسطــين.. عهد ثابت لنصرة الانسان

تبنى الدكتور عبد القادر دربالي، خبير في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، وجهات نظر هامة حول الدعم الجزائري المستمر للقضية الفلسطينية. وأكد دربالي أن الجزائر لم تتوقف يومًا عن دعم فلسطين، وهو دعم يتواصل منذ استقلال البلاد على كافة المستويات السياسية والاقتصادية.
وعملت الجزائر بقوة على طرد الكيان الصهيوني من الاتحاد الإفريقي، وهي ترفض أي عملية تطبيع قبل تحقيق الحل النهائي للقضية وفقًا لمبادرة السلام العربية.. هذه المبادرة تتضمن إقامة دولة فلسطينية داخل حدود عام 1967، مع القدس الشريف كعاصمة. بالإضافة إلى الدعم السياسي، فإن الجزائر تستمر في تقديم الدعم المالي لفلسطين، وهذا الدعم لم ينقطع على مر السنين.
وفيما يتعلق بعضوية الجزائر في مجلس الأمن، يرى دربالي أن لها دورًا هامًا في دعم القضية الفلسطينية في العام المقبل. فالجزائر ملتزمة بمبادئها في الدفاع عن القضايا العادلة، ومنصبها في المجلس يتيح لها الفرصة للعمل على تعزيز الدعم الدولي وتحقيق تقدم في حل الصراع.
بناءً عليه يرى دربالي أن الجزائر تستحق التقدير والإشادة لمواصلتها دعم فلسطين والتمسك بمبادئها المدافعة عن العدالة والتضامن. هذا الدعم المستمر الذي تقدمه الجزائر يشكل أملًا للشعب الفلسطيني ويعزز الجهود الدولية لإحلال السلام والاستقرار في المنطقة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19474

العدد 19474

الأحد 19 ماي 2024
العدد 19473

العدد 19473

السبت 18 ماي 2024
العدد 19472

العدد 19472

الجمعة 17 ماي 2024
العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024