يؤدي أدوار اجتماعية واقتصادية إلى جـانب دوره الدفاعــي

الجيـش الوطني الشعبـي.. حصن الجزائـر المنيـع

سعاد بوعبوش

 المرابطـون على الثغـور.. عـين ساهــرة على الأمـن والأمـــان

يؤكد الجيش الوطني الشعبي، في كل مرة، أنه وليد الشعب الجزائري، ولد من رحم معاناته وشارك في بناء الدولة الجزائرية بإطاراته، وهو مستمر على العهد حفاظا على الدولة الوطنية التي لا تكون إلا بقيام جميع مؤسساتها بالأدوار المنوطة بها، وإن كانت وظائف الجيش تعدت السهر على أمن وسلامة حدود الجزائر والدفاع عن سيادتها، إلى أدوار اقتصادية من خلال تطوير الصناعة العسكرية والمساهمة في الاقتصاد الوطني، إلى الأدوار الاجتماعية من خلال تجسيد أجمل صور التضامن والتلاحم مع مختلف النوازل والأزمات التي تمر بها البلاد، ولعلّ أحسن مثال عن ذلك الدور الفعال الذي لعبه في إخماد الحرائق الأخيرة، والذي كلّفه سقوط بعض أفراده شهداء من أجل إنقاذ أبناء الشعب الذين حاصرتهم النيران.

اليوم الوطني للجيش.. هو وقفة عرفان لجهاز تكوّن من أبناء الشعب، وأثبت وفاءه لمبادئ أول نوفمبر، كيف لا وهو سليل جيش التحرير الوطني الذي سجّل حضوره في مختلف المراحل الهامة التي مرّت بها الجزائر دولة وشعبا، من أجل ترسيخ مبادئ الديمقراطية، وعبر مسار نضالي متميّز أبهر العالم سواء إبان الثورة التحريرية، أو بعد الاستقلال وبدء مرحلة البناء، أو خلال العشرية السوداء بإنقاذ الدولة من الانهيار والزوال، أو من خلال مرافقة الشعب من أجل التغيير وتحت حمايته لعشرات الأسابيع من التظاهر الحضاري، ما قاد إلى إرساء جزائر جديدة بمؤسسات دستورية قوية عازمة على تحقيق رخاء وأمن الشعب الجزائري الموحّد رغم كل الظروف والتحديات الوطنية والإقليمية والدولية.  
ويثبت الجيش الوطني الشعبي أنه القلعة المنيعة على الحدود الدفاع بالتصدي لكل من تسوّل له نفسه التلاعب بمصير الدولة والمجتمع، وهو ما يعكس التفاف الشعب على جيشه والصورة عكسية، ففي كل مرة يبرز تمسك الجزائريين بشعار “الجيش، الشعب خاوة – خاوة”، وتجسيد تلك الرابطة النادرة والمقدسة بين الجيش وشعبه، وما ترسيم الرابع أوت من كل سنة يوما وطنيا للاحتفال بـ«اليوم الوطني للجيش الوطني الشعبي”، إلا ترجمة حقيقية للتلاحم المعروف بـ«رابطة جيش- أمة”.
وكان رئيس الجمهورية قد أكد في أحد لقاءاته الإعلامية أن: “الامتداد التاريخي والشعبي للجيش الوطني الشعبي، دائما ما كان السمة التي تميّزه عن باقي الجيوش، وأنّ الشعب الجزائري، أثبت مدى إدراكه لقيمة جيشه، ففي أحلك الظروف وأكثر المواقف صعوبة، لهذا لم يفوّت أدنى فرصة للاحتفاء به والتأكيد على الرابطة التي تجمعه به”، وعلى هذا، لا يمكن لأحد اليوم أن ينكر الرابطة التاريخية المتينة بين الجيش الوطني الشعبي بأمته، فثباته على مبادئ الثورة واحترام الدستور، وإثباته لقدراته القتالية وعقيدته الوطنية الراسخة، ومبادئه الإنسانية/ يجعله بحق جيش الشعب وحاميه، وقلعته الحصينة.
وتحرص القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي دوما على الاستمرار في تطوير منظومة الدفاع لقواتنا المسلحة، ضمانا لجاهزيتها الدائمة من خلال الرفع من قدراتها القتالية إلى أعلى مستوياتها، وإحاطتها بكل ما من شأنه أن يضمن الارتقاء بكفاءتها لصد أي تهديد مهما كان نوعه وطبيعته، ومجابهة أي خطر يتهدد الجزائر، بالعمل على إجهاض أي مؤامرة تحاك في الدهاليز المظلمة.
المؤسسة العسكرية ببلادنا، وضعت أقدامها باقتدار وكفاءة على طريق امتلاك ناصية العلوم الحديثة والتكنولوجيا العسكرية العالية، ومواكبة كل المستجدات المعرفية في المجال العسكري، ناهيك عن مواصلة تعزيز وتطوير القدرات العسكرية للجزائر تماشيا مع الرهانات والتحديات التي لا ترحم الضعفاء، وهو ما تكشف عنه مختلف الاستعراضات العسكرية كان آخرها الاستعراض المقام بمناسبة الاحتفال بستينية الاستقلال واحتفالية التخرج بأكاديمية شرشال، إضافة إلى الأبواب المفتوحة على مختلف المؤسسات التكوينية العسكرية في رسالة موجهة لطمأنة الجزائريين وكذا ضمانا لوحدة الوطن وسلامته الترابية.
وتبقى مؤسسة الجيش العين الساهرة التي لا تنام من أجل حماية واستقرار الجزائر، مهما كان الثمن، رغم التحديات المعترضة من خلال التحكم في مقومات استتباب الأمن في جميع ربوع الوطن، بلوغ التحكم الرفيع المستوى، والقدرة الفائقة على توفير مقدرات حماية الجزائر بكافة حدودها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024