الجيـش الوطني الشعبـي الجزائـري

حــافظ الاستقــرار والأمـن.. وحـامي الحدود

علي مجالدي

تسعى جميع الدول في العالم إلى بناء جيوش قوية تكون صمام الأمان لحفظ استقرارها وأمنها، في ظل نظام دولي ميزته الأساسية الفوضى وغياب سلطة عليا تحفظ الأمن، وتتجاوز قوة الجيوش مجرد أعدادها وإمكانياتها العسكرية، إذ تكمن قوتها في العقيدة التي تبنى عليها، والأسس التي قام عليها الجيش الوطني الشعبي قلّما تتوفر في جيش آخر، لاسيما وأنه سليل جيش التحرير الوطني وهو امتداد لنضال ثوري عظيم ضد الاستعمار الفرنسي الغاشم، وما يميز الجيش الجزائري أنه وطني شعبي بأتم معنى الكلمة. سواء من ناحية تركيبته البشرية أو القيم التي يقوم عليها.
تعد الجزائر عاشر أكبر دولة في العالم من حيث المساحة بـ 2.38 مليون كلم مربع، مع حدود مترامية الأطراف مع سبع دول هي (تونس، ليبيا، النيجر، مالي، موريتانيا، الصحراء الغربية، المغرب)، وشريط ساحلي يمتد على أكثر من 1200 كلم، ولتأمين هذه الحدود الطويلة لابد من جيش عصري متكامل، وتعمل القوات الجزائرية على تأمين الحدود وحمايتها من أي تهديدات محتملة سواء ما تعلق بالجريمة المنظمة مثل: التجارة بالمخدرات والتجارة بالبشر، وكذلك القضاء على الجماعات الإرهابية والحد من تهريب الأسلحة.
وبالرغم من حالة عدم الاستقرار الأمني التي عرفتها منطقة الساحل الإفريقي في العقد الأخير، نتيجة للأزمة في شمال مالي، إلا أن الجيش الوطني الشعبي، ونتيجة لجهوده الجبارة، لم تتأثر الجزائر من الناحية الأمنية، كما قام الجيش الوطني الشعبي بدور كبير في تأمين الحدود مع الجارة ليبيا، لاسيما بعد دخول البلد الجار في متاهات مع التدخل العسكري غير المدروس من القوى الغربية، والذي جعل من ليبيا ساحة للصراع الداخلي بين مختلف الميليشيات. وتقع الجزائر وسط حزام من نار، لاسيما بعد الانقلاب الذي وقع في النيجر في الأيام القليلة الماضية ما يجعل 90٪ من حدودنا غير مستقرة، وبفضل جهود الجيش الوطني الشعبي لا يشعر المواطن الجزائري في أي نقطة من التراب الوطني بهذه الأخطار الأمنية، ما يستوجب العرفان بالجهود التي يقوم بها أفراد الجيش الوطني وتوجيه التحية لهم في يومهم الوطني.

حامي الاقتصاد الوطني

لا تقتصر المهام الإستراتيجية للجيش الوطني الشعبي على تأمين الحدود والعمليات العسكرية فقط، بل يتعدى ذلك عبر تأمين منشآت إنتاج المحروقات في الجنوب الجزائري، والتي تعد عصب الاقتصاد الوطني، وللقيام بهذه الأدوار يتطلب الأمر يقظة إستراتيجية كبيرة، ولقد كان التدخل الفعّال والسريع والحاسم لأفراد الجيش الوطني في تيقنتورين، عين أميناس سنة 2013، خير دليل على ذلك، حيث سعت الجماعات الإرهابية إلى ضرب الاقتصاد الوطني عبر استهداف أحد أكبر المنشآت الغازية في إفريقيا، وجاء الرد سريعا بتحرير المنشأة والرهائن الأجانب والجزائريين، في عملية عسكرية نوعية أذهلت المتابعين، مع السعي قدما بعدم السماح لتكرار مثل هذه الحوادث والتي من شأنها أن يكون لها بالغ الأثر على الاقتصاد الوطني، بالرغم من أن المهمة ليست سهلة في دولة قارة مترامية الأطراف محاطة بدول تشهد معظمها أزمات سياسية واقتصادية وأمنية حادة.
ويتميز الجيش الوطني الشعبي عن بقية جيوش العالم بكونه لم يتأسس بمرسوم، وهذا من بين العوامل التي تفسر الدلالات العميقة للبعد الوطني والامتداد الشعبي لسليل جيش التحرير الوطني الذي ولد من رحم معاناة شعب تكبد الويلات وقرر تفجير واحدة من بين أعظم الثورات في القرن العشرين.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024