وحدة الحال شعــار الانتصار

بقلم الأسير: معمر شحروري - سجن (ريمون)

منذ إضراب 2004م والذي شارك فيه معظم الأسرى الفلسطينيين ولم يحقق فيه الأسرى أهدافهم بالرغم من البسالة والبطولة والإرادة العنيدة التي تحلى بها الأسرى الفلسطينيين لأكثر من”18” يوما من الإضراب عن الطعام، منذ ذلك التاريخ لم تحصل وحدة حقيقية داخل الحركة الأسيرة، وأصبح كل فصيل يعمل لوحده، وعززت هذا الشرخ إدارة السجون، فهي الوحيدة الرابحة من هذا الانقسام. واستمر هذا الحال حتى إضراب الكرامة عام 2012، فقد قرّر أسرى حماس والجهاد والجبهتين دخوله مع ثلة من أسرى فتح، كان على رأسهم الأسير الشهيد كمال أبو وعر، والأسير الشهيد ناصر أبو حميد، واستمر الإضراب لـ«28” يوم ليحقق الأسرى انتصاراً كبيراً ويخرج الأسرى من العزل والذين تركتهم صفقة وفاء الأحرار لمصيرهم في العزل، وإنجاز الأسرى إعادة زيارات غزة التي أوقفها الاحتلال على خلفية أسر (جلعاد شاليط). منذ ذلك التاريخ بدأ الحراك الداخلي لدى الأسرى وخاصة أسرى انتفاضة الأقصى الذين قاتلوا معا وجنبا إلى جنب، والهدف الوحيد من هذا الحراك هو توحيد الأسرى الفلسطينيين وإعدادهم لمواجهة السجان وهم على قلب رجل واحد. هذه المحاولات الفردية لم تحقق نجاحا حقيقياً، فالعوامل لم تساعد في تحقيق وحدة وطنية داخل قلاع الأسر في إضراب 2017م والذي خاضه أكثر من “1000” أسير بقيادة فتحاوية ومشاركة رمزية للفصائل، وظهرت بطولة حقيقية للأسرى الذين خاضوا معركة شرسة مع دارة السجون، وكانوا مقاتلين صمدوا(42) يوما صمود الأبطال، إلا أنهم تعرضوا لمؤامرات داخلية وخارجية أدت إلى فشل الإضراب، ومن أفضل ثمار هذا الإضراب انه اوجد قيادة فتحاوية شبابية أمنت بالعمل الوطني الحقيقي وأمنت أن تحقيق الانتصار على السجان لن يكون إلا من خلال الوحدة الوطنية. وفي عام 2019م كان إضراب لحركة حماس والذي كان على خلفية تركيب التشويش المسرطن فوق رؤوس الأسرى، واستمر الإضراب لـ«15” يوما، وتميز هذا الإضراب بظهور مجموعة أضربت عن الماء، وتميز هذا الإضراب بصمود الشباب معلنين أنهم استشهاديين، إلا أن الإضراب توقف باتفاق تفعيل الهاتف العمومي. إن هذه الإضرابات وهذه الأحداث أثبتت للجميع أن الأسرى ما زالوا مقاتلين يتحلون بروح المقاومة، وأنهم مستعدون للتضحية، وأن طول السنوات في الأسر لم تزدهم إلا إصرارا وثبات، معلنين انه آن الأوان لتوحيد جهود الأسرى المتظافرة في مواجهة هذا السجان. واستمر الحراك من بعض الأسرى المؤمنين أن قوتهم الحقيقية هي في وحدة الكلمة، ووحدة الموقف من خلال إقامة لجنة وطنية تضمّ الجميع، واتفق أسرى الحماس وفتح على إقامة قسم مشترك في سجن شطة مستثمرين كل الظروف السابقة، وبالفعل تمّ إقامة قسم مشترك فيه كل الفصائل، فكان نموذج للعمل الوطني الجماعي، وبدأ الإعداد لتطبيق ما تمّ الاتفاق عليه في العمل على إقناع الجميع بإقامة لجنة وطنية، إلا أن الظروف لم تنضج الفكرة بالشكل المطلوب حتى حصلت عملية (نفق الحرية) من سجن جلبوع، وأعلنت إدارة السجون حربا مسعورة على الأسرى وخاصة أسرى الجهاد الإسلامي. هذه الأحداث هيأت الظروف لتشكيل لجنة وطنية كانت نواتها موجودة في سجن ريمون، وشاركت فيها كافة الفصائل، وذلك لتنظيم الواقع وترتيب الصفوف وإعداد العدة، وبالفعل فقد نجحت هذه اللجنة بوقف الهجمة المسعورة على الأسرى العرل، واستطاعت أن تحقق انجازات فعلية كان أبرزها تمديد الهاتف العمومي للأسيرات وأسرى سجن الرملة، وصد الهجمة، وإلزام الحكومة الصهيونية بعدم السماح لوزير الأمن القومي بالتغول على الأسرى. أخيرا أدركت قيادة الحركة الأسيرة أنه لابد من العمل الوطني الجماعي ولابد من الخروج من النظرة الحزبية الضيقة، ولا مناص للاسرى من تشكيل لجنة وطنية، وتمّ الاتفاق الداخلي مع كافة الفصائل لإقامة لجنة الطوارئ الوطنية العليا لإدارة المعركة مع إدارة السجون والمحافظة على انجازات الأسرى، وقد تحقق ما تمناه أولئك الأسرى الذين امنوا أن قوتنا في وحدتنا ولم شملنا وتوحيد طاقتها وقوانا المظفرة للحفاظ على كرامتنا ومقدراتنا داخل السجون الإحتلالية الصهيونية. ونسال الله الذي جمع كلمة الأسرى ووحد صفهم أن يجمع كلمة الشعب الفلسطيني ويوجد صفهم لمواجهة ومقاومة هذا الاحتلال الغاشم الجاثم على أرضنا المباركة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024
العدد 19467

العدد 19467

الأحد 12 ماي 2024