الخبير الاقتصادي عبد الرحمان مساهل لـ “الشعب”:

فتح أبواب الاستثمارات وتحسين معيشـــة الجزائريـــين

هيام لعيون

بلادنا تعزز بناها التحتية وتحرص على ربطها بالعمق الإفريقي

تعمل الجزائر على تجسيد مختلف المشاريع في مجال البنى التحتية، كمؤشر على وجود إرادة قوية نحو تحقيق التطور والتفوق المنشود، بخلقها العديد من شبكة الطرق وبناء الموانئ والمطارات والسكك الحديدية، وقد بلغت أشواطا كبيرة في تشييد وبناء المنشآت القاعدية، ليس فقط ما تعلق بالبنى التحتية الوطنية، إنما تسعى لتحقيق الاندماج القاري كذلك في إفريقيا وفي دول المغرب العربي، من حيث تشييد الطرق، بغية، اختراق العمق الإفريقي، الذي أصبح أولوية وضرورة ملحة، اقتصاديا وأمنيا ودبلوماسيا لفك العزلة عن إفريقيا من خلال هذه الطريق ومحاربة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وتحقيق الأمن في القارة من خلال أهم منجزاتها في البنى التحتية ذات البعد القاري.

كما أن تحسين المنشآت القاعدية والبنية التحتية الخاصة بالنقل اللوجستيكي يؤدي دورا هاما في استقطاب المستثمرين الأجانب، وفق قانون الاستثمار الجديد، الذي منح مزايا لهم وألزمهم بواجبات أيضا تحترم السيادة الوطنية قبل كل شيء. لذلك، فإن الجزائر اليوم تلعب في مختلف الاتجاهات كبوابة أوروبا نحو إفريقيا عن طريق الموانئ والمطارات، لمكانتها الاستراتيجية.اعتبر الخبير الاقتصادي عبد الرحمان مساهل، أن البنى التحتية من أهم العوامل التي تساهم في إرساء التنمية، خاصة على الأمدين المتوسط والبعيد، نظرا لخصوصيتها التقنية التي من المفروض أن تدوم لوقت طويل. ولهذا فقد حرصت الجزائر ــ يقول مساهل ــ منذ الاستقلال على تعزيز بنيتها التحتية من مطارات وموانئ وطرق وسكك حديدية وطرق سريعة ومستشفيات وسدود وغيرها، والهدف من كل ذلك تسهيل الحركية الاقتصادية وتوفير الخدمات العامة للمواطنين والأعوان الاقتصاديين.

أهم المشاريع العمومية
أبرز الخبير الاقتصادي، أنه من أهم المشاريع العمومية التي باشرتها الجزائر، في إطار تحسين البنية التحتية التي تعتبر شريان الاقتصاد، نجد طريق الوحدة الإفريقية أو ما أصبح يطلق عليه الطريق العابر للصحراء، السد الأخضر، الطريق السيار شرق- غرب، الطريق السيار الهضاب العليا، مطارات دولية وأخرى محلية، السدود الكبرى وأخرى متوسطة الحجم، فضلا عن طرق وطنية وأخرى ولائية وجسور، إضافة إلى موانئ عديدة كبرى كميناء الحمدانية وغيرها... كما باشرت الجزائر تعزيز شبكة السكك الحديدية بشبكة جديدة تعتبر الأهم في أفريقيا، ناهيك عن تعزيز شبكات الاتصالات والألياف البصرية والأنترنت والشبكة الكهربائية، إلى جانب هياكل أخرى، أهمها المستشفيات الكبرى وتعزيز شبكة الهياكل الجامعية التي تجاوزت 100 جامعة ومركز جامعة ومدرسة عليا.
وحول سؤال متعلق بدور تطور البنى التحتية في رفاهية عيش الجزائريين، على غرار السكنات والسدود ومحطات تحلية المياه ومحاربة حوادث الطرق والإزدحام، بصفة عامة النقل.. والموارد المائية مثلا، أكد ذات المتحدث أن هذه البنى التحتية لها علاقة وطيدة بالإنفاق الحكومي وبتحسن الأوضاع والمؤشرات الاقتصادية للبلاد، مشيرا إلى أن الجزائر تعتمد بشكل كبير في مداخيلها في تصدير المحروقات والغاز، وبالتالي فإن تحسن مداخيل الجزائر وتحسن أسعار النفط يشكل متنفسا وعاملا مهما للحكومة وهامش مناورة مهمّا للإنفاق الحكومي.

البنى التحتية والتنمية الاقتصادية
في ذات السياق، أوضح مساهل، أن هناك علاقة وطيدة بين البنى التحتية ومستوى التنمية الاقتصادية، حيث أن البنى التحتية التي تم دراستها بشكل اقتصادي والتي تستجيب للمعايير الاقتصادية والمالية والتقنية وحتى معايير الجدوى الاقتصادية والسلامة والعقلانية، تساهم بشكل أو بآخر في إرساء التنمية الاقتصادية، من خلال تسهيل الحركية التجارية وانسياب السلع والمواد الخام والمواد الزراعية والسلع الاستثمارية وقطع الغيار والوقود وحتى الأشخاص والآليات ومعدات النقل والإنتاج وغيرها.وهذه الأخيرة ضرورية جدا لسير العمليات الإنتاجية الروتينية اليومية للمؤسسات الإنتاجية والاقتصادية على وجه الخصوص ــ يوضح ذات المتحدث- الذي أبرز أن توفرها ضروري لإنجاح العمليات الإنتاجية والتجارية والتسويقية، ليشدد على أن المشاريع الكبرى العمومية كالموانئ والمطارات والطرق السريعة والسكك الحديدة والسدود وشبكة الاتصالات وغيرها، لها علاقة وطيدة طردية وايجابية مع التنمية الاقتصادية للدولة.
وتطرق مساهل إلى مشروع الطريق العابر للصحراء، الذي يعتبر من بين أهم البنى التحتية في الجزائر وشريان الاقتصاد، في حال استكمال إنجازه، حيث تبلغ نسبة الإنجاز 90٪، وقال إن هذا “الطريق يعد من أقدم الطرق العابرة لإفريقيا، حيث يشكل شبكة طرق تربط بين ست دول إفريقية هي كل من الجزائر، تونس، مالي، نيجيريا، النيجر والتشاد، وهو ما يمكن من تقوية العلاقات الاقتصادية جنوب- جنوب وتقليص المسافات بين شعوب هذه البلدان.

تحديات ورهانات
وأشار المتحدث، إلى أن العمل بالطريق بدأ منذ ستينيات القرن الماضي، كما كان يسمى في ذلك الوقت بطريق الوحدة الإفريقية، حيث شهدت أشغاله تأخراً كبيراً بسبب الأوضاع الأمنية التي عرفتها بعض الدول المشاركة فيه، قبل أن تبعث الأشغال من جديد مؤخرا، بتشجيع وتمويل لبعض من شطره من بنك التنمية الإفريقي، والذي سوف يصاحبه الأنبوب الغازي الذي سيربط الجزائر بنيجيريا، والذي تراهن عليه الدولتان من أجل إيصال الغاز للدول الأوروبية، إضافة إلى خط الألياف البصرية العابر للصحراء، الذي سوف يربط البلدين وتستفيد منه الدول التي يمر بها، بطول 4500 كيلومتر، وسيربط الجزائر ومالي والنيجر وموريتانيا، وسيسمح بتطوير الاقتصاد الرقمي وتضييق الفجوة الرقمية في المنطقة، وتحقيق نقلة نوعية في جميع المجالات.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024
العدد 19467

العدد 19467

الأحد 12 ماي 2024
العدد 19466

العدد 19466

الجمعة 10 ماي 2024