صفعة قويّة للمخزن

خريطة مكتب نتنياهو تفصل الصّحراء الغربيّة عن المغرب

 

في الوقت الذي يواجه فيه تسونامي من الرفض الشعبي لسياسته التطبيعية، ها هو نظام المغرب يسقط مغشيا عليه بفعل الصفعة القوية التي تلقّاها على يد الكيان الصهيوني الذي يثبت يوما بعد الآخر بأنّه لم يقدّم أيّ مقابل للمخزن في سبيل إقامة علاقات معه، ويؤكّد بأن ما يردّده هذا الأخير من أنه حصل على تأييد صهيوني لاحتلاله للصحراء الغربية هو مجرّد مزاعم واهية قصد إسكات الشعب وخداعه.

رغم تطبيع المغرب، ورغم انشغال الكيان الصهيوني بتقتيل الفلسطينيين في غزّة، ظهرت خريطة العالم في وزارة الحرب الصهيونية، وأظهرت الصحراء الغربيّة إقليماً مُستَقلّاً، لا يخضع للسيادة المغربيّة، وذلك خلال استقبال رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو لرئيسة وزراء إيطاليا ميلوني،  ما أثار جدلا واسعا بين النشطاء المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبرها البعض رسالة من نتنياهو للمطبعين المغاربة الذين يكذبون على الشعب ويجرّونه إلى طريق لا يريدها.
وعلى عكس ما جاء في بلاغ الديوان الملكي في 17 جويلية الماضي بكون دولة الاحتلال الصهيوني قررت الاعتراف بسيادة المغرب المزعومة على أراضي الصحراء الغربية، أبرز استقبال نتنياهو لميلوني أن هذا الأمر يظل مجرد كلام، لا يعكسه الواقع ولا تثبته الخرائط.
واعتبرت العديد من التدوينات، أن هذا التصرف استفزاز للمغاربة ورسالة للمهللين للمكاسب الوهمية للتطبيع الصهيوني المغربي، وتأكيد على نفاق وابتزاز الصهاينة للمملكة عبر نافذة الصحراء الغربية.
وأشار النشطاء إلى أن إبقاء نتنياهو داخل مكتبه على خريطة تعتبر الصحراء الغربية والمملكة المغربية إقليمين منفصلين يعتبر إهانة للمخزن. وكتب بعضهم، أن المخزن أعلن من جانب واحد بأن الكيان الصهيوني قرّر الاعتراف بالسيادة المغربية المزعومة على الصحراء الغربية، حيث قال الديوان الملكي بأن نتنياهو هاتف الملك محمد السادس بهذا الخصوص، وهي المكالمة التي لم تعلن عنها إدارة الكيان الصهيوني، ولا وكالة أنباء دولة الاحتلال، بل أعلنها الديوان الملكي فقط ، ولو أن الصهاينة فعلا قدّموا هذا التنازل للمخزن لكانوا مرّروا القرار عبر “الكنيست”، الذي لم يبرمج اي جلسة لذلك لحد الآن.
ومع انتشار صورة نتنياهو وميلوني وخلفهما خريطة تفصل الصحراء الغربية عن المغرب، تعالت الأصوات وتجددت، للمطالبة بالتراجع عن كل أشكال التطبيع وإسقاطه، مع إغلاق مكتب الاتصال الصهيوني بالرباط، وهو المطلب الذي ترفعه الاحتجاجات المتواصلة بشوارع المدن المغربية منذ أيام.
مطالب عربية بإسقاط التطبيع
في الاثناء، أكدت شخصيات ورموز سياسية، أن “الشعوب العربية والإسلامية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني الاستعماري الاستيطاني العنصري البغيض، ولن تسمح له مطلقا بارتكاب نكبة جديدة في حق الشعب الفلسطيني تضاف إلى النكبات التي ارتكبها في عام 1948 ثم في عام 1967”.
وأعلنوا، في بيان مشترك “اعتبار الكيان الصهيوني، وكل مَن يسانده، عدوا للأمتين العربية والإسلامية”.وطالبوا بـ«عدم الاعتراف بأي معاهدات أو اتفاقات أبرمتها حكومات الدول العربية مع الكيان الصهيوني”. ودعوا إلى “مقاطعة منتجات جميع الدول التي دعمت أو شاركت في العدوان الصهيوني على قطاع غزة”، وشدّدوا على ضرورة “الوقوف صفا واحدا إلى جانب المقاومة الفلسطينية، بكل السبل التي تمكنها من مواصلة النضال حتى تحقيق النصر، وتحرير فلسطين التاريخية، من البحر إلى النهر، وإسقاط هذا الكيان الاستعماري الاستيطاني العنصري”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19479

العدد 19479

السبت 25 ماي 2024
العدد 19478

العدد 19478

الجمعة 24 ماي 2024
العدد 19477

العدد 19477

الأربعاء 22 ماي 2024
العدد 19476

العدد 19476

الأربعاء 22 ماي 2024