أستاذ التّاريخ بجامعة الجيلالي اليابس..تيزي ميلود:

العدوان الهمجي يضرّ بالصّهاينة أكثر ممّا يضرّ بالمقاومة

سيدي بلعباس: نسرين - ب

 

 يشهد العالم بأسره مجازر رهيبة تحرك ضمير الإنسانية، فما يحدث في فلسطين أصبح يذكّر بالعصور الوسطى، وينبئ بعودة البربرية من جديد، خاصة مع ما يقابله من صمت رهيب للأنظمة التي كانت تدّعي الديمقراطية والحرية.



تحدّث أستاذ التاريخ بكلية العلوم الاجتماعية والإنسانية بجامعة الجيلالي اليابس بسيدي بلعباس، الدكتور تيزي ميلود في لقاء مع “الشعب”، عن الوضع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني بسبب الهمجية الشرسة التي يقدم عليها الكيان الصهيوني، ولا تستثني الأطفال ولا النساء ولا المرضى في المستشفيات، بينما يسكت عليه العالم.
واستغرب الدكتور ميلود مواقف المناوئين للقضية الفلسطينية، رغم أنهم وقفوا صفا واحدا منذ سنتين من الأزمة الروسية الأوكرانية، بداعي الديمقراطية والإنسانية وحقوق الإنسان، بينما لا يرون أي حقوق للإنسان، حين يتصدى جيش بأسلحته الجهنمية ضد أبرياء عزل، ذنبهم سوى أنهم فلسطينيين.
هذه المفارقة - يقول المتحدث - هي التي أثارت شعور وعواطف الشعوب في كل العالم، لما أصبحت تراه من قصف صهيوني عشوائي لغزة، بمباركة قدماء الكولونياليين، علما أن القوى الغربية هي التي تسببت في الحصار الصهيوني على غزة، وهي التي اصطنعت الأزمة الفلسطينية تاريخيا.
وأكّد تيزي ميلود أن الخاسر الأكبر في هذا الاعتداء الجبان والهمجي، ليس سوى أمريكا التي تساند الصهاينة في إبادة الشعب الأعزل، وهذا ما يضرب مصداقية شعار الحرية التي يتغنّى بها ويدّعيها العالم الغربي، خاصة أن ما يقدم عليه الصهاينة في فلسطين هو إرهاب كامل الأركان.
وقال محدثنا إن كل المعطيات الحالية تشير إلى أن الشعوب سوف تتبنى مواقف سياسية مستقبلية تقوم على إدانة سياسة الكيل بمكيالين التي تتعامل بها أمريكا مع الشعوب المستضعفة في كل مناطق العالم، كما أن هذه المواقف سوف تؤثر مستقبلا حتى على الأنظمة الغربية في مختلف الانتخابات التي سوف تشهدها، مسترشدا بالانتفاضة التي شنّتها الشعوب في الماضي ضد الوجود الفرنسي والبريطاني في إفريقيا وآسيا، واليوم - يواصل المتحدث - تنتفض الشعوب ضد أمريكا والكيان الصهيوني في الشرق الأوسط، وأضاف أن هذه الأحداث برهنت على زيف الديمقراطية الغربية، وضعت هيئة الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان والهيئات العالمية الأخرى، أمام امتحان صعب واستنكار جماهيري كبير.  
وقال الدكتور ميلود إنّ الموقف العام اليوم، هو ما تعبّر عنه الشعوب وليس ما تقول به الأنظمة التي تقوم على الحسابات السياسية والإيديولوجية والعقائدية، حيث انتفضت الشعوب في جميع الدول العربية، حتى تلك التي طبّعت مع الصهاينة، كما انتفضت الشعوب الأوروبية في فرنسا وبريطانيا، وقامت الاحتجاجات في كندا وأمريكا، بعدما لاحظت الشعوب أن مواقف أنظمتها جائرة ومنحازة، بل منساقة وراء الرواية الصهيونية الكاذبة، القائمة على الاستيلاء على فلسطين، إضافة إلى الحصار الذي فرضه الصهاينة على غزة منذ 15 سنة، واغتنام الكيان الصهيوني الفرصة لإعادة هذه الورقة كطرح جديد، وخلق سيناريو تهجير سكان غزة والتعدي على المواطنين العزل، غير أن الفلسطينيين كشفوا هذه المؤامرة - يقول المتحدث - وكانوا يعلمون جيدا أن الحركة الصهيونية قد مهّدت للأمر قبل قصف غزة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19477

العدد 19477

الأربعاء 22 ماي 2024
العدد 19476

العدد 19476

الأربعاء 22 ماي 2024
العدد 19475

العدد 19475

الإثنين 20 ماي 2024
العدد 19474

العدد 19474

الأحد 19 ماي 2024