”فحـلة” جــزائــريــة تحــاول بــنــاء جــســر خــيري لــدعــم الفلــســطــينــيّـــين

غـــــــزّة تـــســـــــتـــصـــــرخ الصــــّالحـــــــين

فضيلة بودريش

 

 دعوة الجمعيات الخيرية للتّجنّد من أجل توفير الغذاء والوقود

هي مواطنة جزائرية تنتصر للقضية الفلسطينية وتدعم غزة المنكل بها من طرف الصهاينة، بطريقتها الخاصة، إنّها السيدة منى زهور دمارجي التي تعكف منذ بداية حملة الإبادة التي يقترفها المحتل الصهيوني، على جمع التبرعات لإرسالها للمدنيين الفلسطينيين الذين يعيشون تحت القصف. يفترشون دمار مبانيهم، محرومين من الكهرباء والغاز والماء والوقود..إنهم بشر محرومون بظلم من الاحتلال الذي التهم أراضيهم، وما زالت آلته الإجرامية تلتهم أجسادهم.

دمارجي..المتطوعة الجزائرية تحاول بناء جسر تضامني نحو غزة مع شقيقتها الجزائرية “سميرة” التي تعيش في غزة، فهي زوجة فلسطيني. “الشعب” وقفت على قصة الشقيقتين، وها هي تنقل صورا عن كفاحهما وصبرهما في الحياة على فوهة بركان.
صور الحياة في غزة تحت القصف الصهيوني الجنوني قد تكون أقرب إلى الخيال، السكان المدنيون العزل يواجهون الموت في كل لحظة، إنها رحى حرب أشعلها محتل يسعى لاقتلاع سكان غزة من أرضهم وجذورهم وهويتهم. هكذا تصف السيدة منى زهور لـ “الشعب” واقع الحياة بعزة، نقلا عن شقيقتها التي صمدت في المدينة رفقة أطفالها وزوجها الفلسطيني. منى زهور ردّدت بحزن قائلة: “إنهم يعيشون على هامش الحياة دون ماء وكهرباء وغاز وأنترنيت وكل الوقود نفد، وفوق ذلك عشرات الآلاف فقدوا منازلهم ويحتمون بمدارس الأونروا، أملا في البقاء على قيد الحياة، لأن وضعيتهم حرجة للغاية..”.
وذكرت السيدة منى زهور - في سياق متصل - أنه لا توجد أماكن آمنة بغزة؛ لأن هناك من تركوا منازلهم ولدى سيرهم في الطريق هربا للنجاة بحياتهم، قصفوهم وهناك ضحايا آخرين عندما كانوا يعكفون على دفن موتاهم قصفوا بشكل مرعب، واليوم جزء كبير من سكان غزة يحتمون في مدارس “الأونروا” بدون أكل ولا ماء ولا حليب للأطفال. ودعت السيدة منى الجمعيات إلى التكاتف وجمع المساعدات، واقترحت طريقة آمنة تتمثل في إرسال مبالغ مالية تدفع لأشخاص لديهم أقاربهم في الجزائر وآخرين في غزة أي تحول من يد إلى يد، وهي الطريقة التي باتت تستعملها في تضامنها مع المدنيين في غزة وعلى رأسهم شقيقتها.
للأسف..قصف فظيع مستمر يستهدف غزة بطريقة ممنهجة ومخطط لها، ووضع إنساني لا يحتمل ولا يغتفر للمجرم الصهيوني، إنها صورة الوضع في غزة التي تعيش في بحر من دماء الأبرياء..غزة اليوم تحتاج إلى الدعم الإنساني حسب تأكيد منى دمارجي، ودعمها يعني منح سكانها فرص حياة جديدة، لأن هروبهم من رصاص وقنابل آلة الموت الصهيونية، كلف كثيرين منازلهم وحياتهم وأطفالهم ومناصب شغلهم وتمدرس صغارهم، والحياة في غزة متوقفة - مثلما أوضحت المتحدثة في نقلها لشهادة شقيقتها - علما أن جميع التلاميذ والطلبة توقفوا عن الدراسة، وبعد أن نفد الدواء، أغلقت العديد من المستشفيات. الأسواق اختفت والمحلات التجارية للمواد الغذائية تفتح أحيانا بحذر لفترة قصيرة من أجل تموين بعض من تسوقهم حظوظهم إليها ثم تعيد الغلق خوفا من القصف.
وروت منى دمارجي أن شقيقتها فضلت البقاء في غزة لدعم زوجها عندما طلب منها مرافقة أطفالهما والسفر خارج غزة، لكنها ردت عليه أنها يمكن أن تسمح للأطفال بالسفر، لكنها ستواصل معه الرحلة وستظل إلى جانبه.
في خضم هذا العدوان الوحشي المكثف والخبيث على كل شبر من غزة، لم يبق غير الصمود داخل غزة، بل وبات الصمود أداة أخرى للمقاومة، والتأكيد على فلسطينية الأرض، إنها شهادة جزائرية تعيش في غزة يوميات الحرب، تعيش الموت بحذافيره..لكنها تنتظر شعاع نور تراه مشرقا في الأفق يحدّث عن نصرٍ آتٍ.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024