إنقاذ جنين بعد استشهاد والدته

النساء الحوامل في غزّة.. معاناة في جحيم الحرب

 

أصيبت سيدة حامل في شهرها التاسع بقطاع غزة، جراء قصف منزلها من جانب الطيران الصهيوني، وحين تم نقلها للمستشفى، اعتقد الأطباء أنها استشهدت جراء القصف، حيث كانت فاقدة للوعي بشكل كامل، فأجروا لها ولادة قيصرية عاجلة، ليتفاجأوا بعد ذلك بأنها لا تزال حية.
هذه قصّة مأساوية يمكنها أن تختصر حجم المعاناة التي تعيشها حوامل غزّة، فبالنسبة للنساء الحوامل في القطاع، الهجمات العنيفة، والحصار المشدد على القطاع سببا لهن كثيراً من الفزع والرعب، وأفقدا معظمهن أبسط أنواع الرعاية الصحية، والحماية اللازمة.
السيدة سهى سقا الله، نزحت من مدينة غزة إلى بيت ابن عمتها مع ابنها وزوجه، وابنتها الحامل وزوجها وأحفادها أملاً في الأمن، لكن قُصفَ منزلهم بمن فيه، رغم زعم الاحتلال أنها منطقة آمنة.
تقول: «استيقظت الساعة الخامسة فجراً، فوجدت المكان وما حولنا منطقة سوداء، ولحظتها لم استطع التحرك، فوجدت البيت مهدوما فوقنا والغبار ملأ المكان».
وتتابع حديثها عن ميلاد حياة من تحت الموت: «أصيبت زوجة ابني الحامل في رأسها وكانت حالتها خطرة للغاية، نقلت إلى مستشفى ناصر، وقرر الأطباء لها إجراء عملية قيصرية عاجلة».
وتضيف «لم نستطع أن نحملها وبعد لحظات جاءت الإسعاف سريعاً ونقلتها إلى المستشفى، وهي الآن بين الحياة والموت، وقالوا: أيضاً ممكن تبقى على قيد الحياة أو تفارقها، لكن الحمد لله أجروا لها ولادة قيصرية، والحمد لله، ولدت مريم».
وتستكمل سرد معاناة أسرتها «رأيت تطاير بعض أجساد أحفادي، رأيت العظم واللحم، الله لا يُريك ما رأيته، ماذا أتحدث بعد كل هذا». وتكمل وهي تغالب حسرتها «كان ابني يريد حمل الأسرة كلها، لكن لم يقدر، وأنا كذلك لست قادرة على أن أحمل نفسي، وأنا أيضا أرجلي انحرقوا من الركبة إلى تحت، عندي حروق كبيرة».
لكن بالسؤال عن صحة (زوجة ابنها) كانت الإجابة مفجعة على قدر الحدث «لم تتجاوز العشرين عاما، إيديها قطعت ورجليها، وقال الأطباء لنا: يجب تحويلها إلى مصر، وكما ترى المعبر مغلق، كيف تستطيع أن ترعى ابنتها؟».
وتشير تقديرات صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى أن نحو 50 ألف امرأة حامل في غزة، من المتوقع أن تلد 10% منهن خلال شهر نوفمبر المقبل.
وتواجه المستشفيات صعوبات كثيرة في قسم الحضانة الذي يعتمد على أجهزة كهربائية، وأجهزة تنفس صناعي ودافئات للأطفال، وفي ظل عدم توفر الوقود فسوف يتحتم موت هذه الأطفال، لذلك الوضع صعب جدا جدا».
وأفادت مصادر فلسطينية، بأن أكثر من مليون فلسطيني بينهم 50 ألف امرأة حامل فروا من مساكنهم، وأكثر من نصفهن يعشن في مدارس ومنشآت تديرها وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم (أونروا) دون أي رعاية صحية.
وأكد تقرير أممي أن النساء الحوامل يواجهن تحديات لا يمكن تصورها لا سيما أن الكثيرات منهن مهددات بمواجهة مضاعفات صحية بعد الولادة؛ وأن الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن ما زالوا أكثر الفئات ضعفا، ويُذكر أن الأطفال يمثلون نحو نصف عدد سكان قطاع غزة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024