أستاذ علوم العلوم السياسية والعلاقات الدولية.. د. رابح لعروسي:

الثورة التحرير الجزائرية مرجعية للمقاومة الفلسطينية

حياة. ك

 

أكدأستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، الدكتور رابح لعروسي، تقاطع المقاومة الجزائرية تاريخيا مع المقاومة الفلسطينية، في نقاط كثيرة تجمع بين الشعبين في جزئيات تتعلق بتحرير الأوطان، موضحا أنّ اللغة الوحيدة التي يفهمها المحتل، هي لغة السلاح.


أكّد الدكتور لعروسي في تصريح لـ«الشعب” بمناسبة ذكرى أول نوفمبر المجيدة، أنّ الثورة التحريرية تعد خزانا ومرجعية للمقاومة الفلسطينية، وراح يستذكر مسار المقاومات الشعبية، والنضال السياسي وصولا إلى الثورة التحريرية.
وقال د. لعروسي - في هذا الصدد - إنّ الجزائر إبان الثورة التحريرية، وقبلها في إطار المقاومات الشعبية، كانت سباقة إلى تجنيد مختلف فعاليات ومكوّنات المجتمع، في إطار تحرير الوطن، وخاصة بعد دخول الاستعمار الفرنسي 1830، وبالتالي، فإنّ الجزائر عملت على تثبيت هويتها، لغتها ونفسها في أرضها، دفاعا عن هويتها التي أراد الاستعمار طمسها، من خلال هدم اللغة والدين والسيطرة على الوطن.
وأضاف محدثنا أنّه منذ دخول الاستعمار الفرنسي إلى الجزائر، لم تتوقف المقاومات الشعبية التي كانت محدودة مكانيا، لكن كان لها الأثر الكبير في إعادة الاعتبار لبعض المناطق في إطار تمكين الجزائريين من الحفاظ على هويتهم، لغتهم، دينهم وأرضهم، مشيرا إلى أنّ هذه المقاومات الشعبية رافقها، في مرحلة معينة، نضال سياسي، هذا المجال، اعتقد الجزائريون أنّّه قد يكون اللغة التي يفهمها الاستعمار ويمكن التحاور بها معه.
وراح لعروسي يسقط ما مرت به الجزائر في فترة الاحتلال من مقاومة ونضال سياسي، وصولا إلى الثورة التحريرية على المقاومة الشعبية الفلسطينية، وقال إنّهما تتقاطعان في نفس المنطق التحرري، فالمقاومة الفلسطينية آمنت بمخرجات الثورة التحريرية.
 ويعتقد المتحدث أنّ الذين يهندسون للمقاومة في فلسطين اليوم، استلهموا من الثورة الجزائرية ومن فكرة المقاومات الشعبية التي تحولت إلى قناعة أنّ المستعمر يبقى مستبدا، يبيح لنفسه كلّ شيء ولا يترك لا أخضر ولا يابس، حتى الحيوانات أبادها.
 ويصنّف محدثنا استمرار القصف العشوائي على الفلسطينيين باستهداف النساء والأطفال وكبار السنّ وحتى المباني المحظور قصفها دوليا كالمستشفيات التي لم تسلم من العدوان وتم استهدافها، في خانة “الانتقام الذي يمارسه الكيان المحتل على هذا الشعب الذي احتضن المقاومة”، لافتا إلى أنّ الشعب الجزائري عاش نفس المأساة خلال تطبيق سياسية الأرض المحروقة.
وأضاف في السياق، أنّ الثورة التحريرية والمقاومة الفلسطينية تتقاسمان شقا آخر، وهو المجال السياسي، حيث أنّ الجزائريين في مرحلة معيّنة كانوا يشاركون في الحياة السياسية في إطار الحركة الوطنية، والأحزاب التي تم إنشاؤها آنذاك تحت لواء القانون الفرنسي في الجزائر، وذكر أنّه بعد اتفاق “أوسلو”، كان هناك تواجدا سياسيا في إطار الضفة الغربية، ومع مرور الوقت، تأكد أنّ المستعمر هو نفسه، ولا تنفع السياسة ولا الحوار معه، وبالتالي لا توجد لغة يواجه بها إلاّ لغة السلاح، والمقاومة الفلسطينية – يقول لعروسي - تؤكّد على أنّها تتخذ نفس المسار التحرّري الجزائري، لأنّ الكيان الصهيوني لا لغة يفهمها، ولا معاهدة سلام يحترمها، ليخلص إلى القول، إنّ التطبيع الذي أقامته بعض الأنظمة العربية، انطلاقا من أنّه يحمي القضية الفلسطينية ويخدم السلام في المنطقة، لم يجن منه الفلسطينيون شيئا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19479

العدد 19479

السبت 25 ماي 2024
العدد 19478

العدد 19478

الجمعة 24 ماي 2024
العدد 19477

العدد 19477

الأربعاء 22 ماي 2024
العدد 19476

العدد 19476

الأربعاء 22 ماي 2024