استشهــــــــاد 2800 طالـــــــب و130 معلــــــــم فـــــــــي غـــــــزة
قصف 220 مدرســـــــــة.. و70 مؤسســــــــة تعليميــــة أصبحــــــــــت مـــــــراكز إيـــواء
إعــــادة إعمـــــــار مــــدارسنــــا بعـــــد الحرب قد تتطلب عــــامــــا كــامــــلا
الكيــــــان المحتــــــل يسعـــــى إلى تطهــير عرقي ممنهج ضد الفلسطينيين
أعلن الأمين العام لاتحاد المعلمين الفلسطينيين سائد فؤاد احمد الرزيقات عن مقتل 2800 طالب في قطاع غزة وأكثر من 130معلم حتى الآن جراء القصف والتخريب الذي طال أكثر من 220مدرسة، 45 تعرضت إلى أضرار بالغة، في حين حولت 70 مؤسسة تعليمية إلى مراكز إيواء، الأمر الذي جعل التعليم يتوقف في غزة في حين أصبح غير منتظم في الضفة نتيجة اجتياح بعض المدن.
أوضح الرزيقات في تصريح خصّ به “الشعب” أن المدارس تعرضت للتخريب من طرف العدوان الصهيوني على شمال غزة، مما جعل التعليم يلغى نهائيا، بينما أصبح في الضفة الغربية غير منتظم بنسبة 70بالمائة، موضحا ان الجامعات لا تقدم التعليم الحضوري، كل التعليم إلكتروني بسبب الأوضاع في تلك المنطقة التي تعاني بعض مدنها اجتياحات الكيان الصهيوني.
وبحسب إحصائيات قطاع غزة التي تحوز “الشعب” نسخة منها، فإن أعداد ضحايا العمليات الصهيونية على القطاع ارتفع ليشمل عددا كبيرا من الطلبة والمعلمين، وبلغ عدد الجرحى إلى غاية الأربعاء 4 آلاف في صفوف الطلبة، بينما بلغ 403 بالنسبة للمعلمين والإداريين، في حين بلغ حوالي 1750 معلم منذ بداية الحرب على شمال غزة، لم يتمكنوا من الوصول إلى مدارسهم، بعضهم يداوم في مدارس أخرى وبعضهم يدرس عن بعد.
وأمام مواصلة الحرب ضد قطاع غزة المنهك من الحصار المستمر منذ شهر، والذي طال العديد من المنشآت التربوية، اجتمعت وزارة التربية والتعليم - يفيد الرزيقات - منذ يومين للتفكير فيما بعد الحرب وكيفية استرجاع التعليم الذي يجابه مشكلتين، مدارس متضررة وأخرى حولت إلى مراكز اجلاء، هذه المؤسسات – يقول المتحدث – لا يمكن استعادتها في وقت وجيز، خاصة وأنها تحتاج 4 أشهر بعد انتهاء الحرب لإخلائها من اللاجئين، وبعد استعادتها ينبغي تأهيلها لاستخدامها للتعليم.
وقال المتحدث إن الاتفاق كان بضرورة تحويل المدارس بعد الحرب إلى نظام الدوام الثالث لضمان التعليم للجميع، والأهم فتح المدارس في المناطق المتضررة خاصة شمال غزة، مشيرا أن إعادة فتحها يحتاج إلى خلق بيئة آمنة وجذابة لعودة النازحين الذين سيرفضون العودة دون توفير الخدمات الضرورية، وأوضح أن إعادة تأهيل هذه المدارس يحتاج مشاريع ضخمة لاتتم في أقل من سنة، أما بالنسبة للمدارس المتضررة، فيتم إعادة ترميمها في شهرين، مؤكدا ان إعادة تأهيل المنشآت التعليمية يعتمد على موعد نهاية الحرب، هذا بالإضافة الى التمويل، والسلطة لا تملك القدرة الذاتية لإيجاد تمويل لإعمارها.
وصرح أمين عام اتحاد المعلمين الفلسطينيين، أن القطاع يحتاج بعد الحرب إلى خطط تربوية ودعم نفسي للطلاب الفلسطينيين الذين عاشوا الابادة الجماعية التي تتعرض لها فلسطين والكوارث بسبب الهجمات المتكررة من قبل جيش الاحتلال على مناطق مختلفة من القطاع، مما أدى إلى قتل كثير منهم ومن أسرهم.
الحرب على القطاع أدت إلى استشهاد كثير من الطلبة، في حين تعرض آخرون إلى صدمات عصبية، هذا الضغط النفسي يعيشونه يوميا مخافة الموت، أصبح الإنسان عبارة عن أرقام جثث يتم احصاؤها، والضغط النفسي يؤثر على الطلاب لاحقا، لذلك فإن الوزارة بحاجة إلى خطة علاجية ودعم نفسي لهم لتجاوز مع ما عايشوه خلال الحرب.
وأفاد الرزيقات إن إعادة تنظيم العملية التعليمية ليس أمرا سهلا، ولا يمكن الحديث عنه إلا بعد شهرين من انتهاء الحرب، مشيرا أن أثار القصف على المدارس كانت كبيرة، وأن الناس هجروا والمعلمين نزحوا، وبالتالي فإن عودة التعليم نبقى رهنا بمراعاة ظروف الأطفال الذين عاشوا الخوف وظروفا نفسية صعبة جراء القصف الصهيوني المستمر، فحاليا - يواصل المتحدث – الناس يكافحون من أجل النجاة والعيش، وحتى هذا الامر أصبح صعبا بسبب استمرار القصف على القطاع هذا من جهة، الى جانب النقص الحاد في المواد الغذائية، وانقطاع المياه والكهرباء عمّق الازمة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع، الذين يزيد عددهم عن 2.4 مليون شخص.
وعليه، يرى الأمين العام لاتحاد المعلمين الفلسطينيين سائد الرزيقات، أن وضع خطط تربوية للتعليم في قطاع غزة مرهون بتوقف الحرب، لافتا إلى ان وزارة التعليم درست خلال اجتماعها المنعقد منذ يومين كل الأوضاع والاحتمالات لما بعد الحرب، وهذا لضمان التعليم للطلبة بحسب الظروف والمعطيات المتاحة إلى غاية إعادة الأعمار الذي يستغرق وقتا طويلا.
