أستـــــــاذة العلــــــوم السياسيــــــة.. نبيلــــــة بـــــــــن يحــــــي لـــــــــ “الشعــــــــب”:

الجزائر على العهد.. وفاء للقضايا العادلة وانتصار للأحرار

سعاد بوعبوش

 

 القضيـــــــــة الفلسطينيــــــــة تعالــــــــج وضعيــــــــات جيــــــــو-ستراتيجيــــــــة سريعــــــــة

أكدت أستاذة العلوم السياسية نبيلة بن يحيى أن ذكرى الإعلان عن الدولة الفلسطينية تعود والعالم يعيش تغيرات جيوـ إستراتيجية هامة وسريعة جدا ومن ذلك التأسيس لنظام سياسي دولي جديد، مشيرة أن هذه المقاومة جاءت في وقتها حتى تعيد كل القوى ترتيب حساباتها، وبضرورة الأخذ بالحسبان وجود شعوب أخرى يجب الاستماع لصوتها بما فيها الشعوب العربية والإفريقية.

أوضحت بن يحيى في تصريح لـ«الشعب”، أن ذكرى تأسيس الدولة الفلسطينية جاءت بنكهة خاصة هذه المرة، حيث سقطت كثير من الأقنعة خاصة بالنسبة للكيان الصهيوني، بعد أن انكشف الانقسام والشرخ الموجود في مؤسساته السياسية والعسكرية، بل حتى داخل المجتمع الصهيوني، ناهيك عن الهجرات العكسية للصهاينة إلى البلدان التي أتوا منها رغم محاولاتهم لتهجير الفلسطينيين إلا أن ذلك لم يفلح.
وأشارت المتحدثة أن تأسيس دولة فلسطين على أرض الجزائر كان في ظرف جد حساس حوصرت فيها فلسطين من كل الجهات، فتحملت الجزائر المسؤولية لأنها دائما كانت وما تزال ترافع لصالح القضايا العادلة، فهي قبلة للأحرار، وبقيت على العهد وفية لمواقفها وواقفة ومؤكدة على أحقية الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضه، فهي من يعرف جيدا معنى الاحتلال الاستيطاني ومعنى الاستعمار ومختلف وسائل التهجير والإبادة في الأراضي المحتلة.
المقاومة الفلسطينية أسقطت كل الأقنعة
وحسب أستاذة العلوم السياسية تبقى القضية الفلسطينية القضية المركزية في الأمة العربية، واليوم المقاومة الفلسطينية تنوب عن كل الشعوب العربية والأحرار في العالم وعن صوت حر رافض للاحتلال، من خلال محاربتها لهذا الاحتلال الاستيطاني المدعوم من الدول الغربية والامبريالية الأمريكية، خاصة بعد أن قدمت هذه المقاومة قفزة نوعية في مسارها الاستراتيجي والسياسي والعسكري من خلال حرب الأنفاق التي جعلت الآلية العسكرية الصهيونية تتدحرج إلى الوراء هربا، لأنها معركة حق وباطل.
وأشارت المتحدثة إلى تحرك نخبة من المحامين من مراكز الفكر لإدانة رئيس الكيان الصهيوني نتنياهو كمجرم حرب يجب محاكمته ومعاقبته، لهذا من الضروري الالتفاف حول هذه النقطة من أجل تقديم المساعدة للمقاومة الفلسطينية بكل فصائلها الـ14، خاصة وأن الصهاينة كانوا يعولون على هذا الانقسام وسطهم، لكن 07 أكتوبر غير مجرى الأمور، والذي كشف عن إستراتيجية ناضجة بأهداف واضحة وعن عقل فلسطيني قادر على تطوير السلاح الذي بين يديه والذي نسف أسطورة الجيش الذي لا يقهر وهو ما خلط حسابات الصهاينة وحلفائهم وأجهض كل رواياتهم أمام شعوبهم من خلال التحكم في مفهوم وتعاريف القضايا العادلة والحق في المقاومة.
في المقابل، بقيت الجزائر دائما وأبدا ترافع لأجل القضايا العادلة وفقا لمفاهيم القانون الدولي الذي يشرّع للشعوب حق المقاومة وتقرير المصير، إذا، ما يقوم به الفلسطينيون بكل المناطق المحتلة، هو أمر مشروع لأنه دفاع عن كرامة وحقوق الشعب الفلسطيني، رغم تحرك الآلية الغربية والأمريكية، لكن هيهات، انكشفت الحقائق وفضحت مشاريعهم بالمنطقة من خلال سياسات التطبيع التي كان مصيرها الفشل الذريع، بحيث جاءت هذه المقاومة لتفضح ما هو آت لتأسيس الشرق الأوسط الكبير والذي لن يكون مادام هناك مقاومة من الأحرار ومن النخب والمواطن البسيط والدفع بالمقاومة للأمام.
نسف أسطورة الجيش الذي لا يقهر..
وعادت الأستاذة لتذكّر بما يعيش الشعب الفلسطيني من مجازر على يد الصهاينة يوميا، ما يجعلها قضية إنسانية بالدرجة الأولى أمام القانون الدولي بكل منظماته التي لم تتحرك من الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ما عدا المجتمع الدولي حيث الرأي العام الدولي فارقة وقفزة نوعية، لاسيما الأوروبي والأمريكي الذي تحرك منددا بالجرائم المرتكبة في حق الفلسطينيين، رغم الترسانة الإعلامية التي تحاول منذ تأسيس الكيان الصهيوني في 1984 على توجيهه على أساس مشروعية هذا الكيان.
وأوضحت بن يحيى أن المشهد اليوم عرف كثيرا من المتغيرات وأصبح الرأي العام الغربي ينادي بـ«الحرية لفلسطين” وهو ما يعد قفزة نوعية في المجتمع الأوروبي والأمريكي، مرجعة ذلك إلى تواجد الجالية العربية والمسلمة بقوة ودورها المهم في هذا الموضوع، ونفس الأمر بالنسبة للرأي العام العربي والشعوب العربية، ورغم، أيضا، كل المحاولات للتحكم فيها عبر مواقع التواصل والوسائط الاجتماعية عبر محاصرة كل رأي حر مؤيد لفلسطين ورافض لما يحدث من إبادة داخل أراضيها.
  وأشارت الأستاذة أن ضرب المستشفيات واستهداف المدارس والمساكن بما فيها من أناس عزل من أطفال ونساء، كانت الفاصل بين الحق والباطل وكشفت إجرام الصهاينة وفضحت ازدواجية هذه المنظمات الدولية وضربت بكل القيم الإنسانية التي كان من المفروض أنها تأسست من أجل حمايتها وترسيخها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024