تضامــــــــن كامــــــــل مــــــــع الشعــــــــب الفلسطينــــــــي فــــــــي مواجهتــــــــه البطوليــــــــة للعــــــــدوان الصهيونــــــــي
تاريـــــــــــــــخ طويــــــــــــــــــــل من الكفاح المشترك ضــــــــــــــد أبشــــــــــــــــــع أنـــــواع الاحتــــــلال
جدّدت الجزائر، دعمها للقضية الفلسطينية في رسالة لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، أكد من خلالها أن الجزائر “ستبقى على العهد، داعمة لقضايا التحرر ولن تألوَ جهـدا في دعم صمود الشعب الفلسطيني حتى ينال حقوقه كاملة غير منقوصة”.
تأتي رسالة السيد الرئيس، في ظل العدوان المستمر الذي يتعرض له قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 10 آلاف شهيد فلسطيني، بينهم أكثر من 6000 طفل، 2000 امرأة، وإصابة أكثر من 50 ألفًا بجروح.
تعود جذور التضامن الجزائري الفلسطيني إلى تاريخ طويل من الكفاح المشترك ضد الاستعمار. فقد واجه الشعبان الجزائري والفلسطيني ويلات الاستعمار، وفهما معنى المقاومة والتحرر لنيل الاستقلال.
تجلى هذا التضامن التاريخي في العديد من المحطات المهمة، حيث كانت الجزائر من أول الدول التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية. كما احتضنت الجزائر عدة اجتماعات حاسمة بين الفصائل الفلسطينية، كان لها بالغ الأثر في سير المقاومة ضد الكيان الصهيوني. ومن بين أهم الاجتماعات إعلان قيام دولة فلسطين والذي أعلن عنه من الجزائر في أكتوبر 1988.
حاضنـــــــة للقضيــــــة الفلسطينيـــــة
ظلت الجزائر على الدوام حاضنة للقضية الفلسطينية، وساندت الشعب الفلسطيني في جميع مراحل كفاحه. وقد تمثل ذلك في العديد من المبادرات والمواقف التي اتخذتها الجزائر على المستويين الشعبي والرسمي، ومنها إعلان قيام دولة فلسطين من الجزائر العاصمة في أكتوبر 1988 وعاصمتها القدس، وفتحت بهذا الإعلان أفقًا جديدًا للاعتراف بفلسطين من قبل العديد من الدول كدولة تسعى لاستعادة حقوقها وحريتها. كما حصلت فلسطين منذ هذا الإعلان، على عضوية مؤسسات تابعة للأمم المتحدة، وانضمت إلى معاهدات ومنظمات دولية، بما فيها المحكمة الجنائية الدولية عام 2014.
وتسعى الجزائر خلال الفترة القادمة، إلى حشد الدعم الدولي لأجل حصول فلسطين على العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتحدة، خاصة مع توليها عضوية غير دائمة في مجلس الأمن، اعتباراً من جانفي 2024.
كما استضافت الجزائر اجتماعًا هامًا بين الفصائل الفلسطينية في أكتوبر 2022، تمخض عنه حل الخلافات بين الفصائل، والاتفاق على ما عرف بـ “إعلان الجزائر” وهو بمثابة خارطة طريق لحل كل الخلافات الداخلية العالقة بين الفلسطينيين، وشملت الاجتماعات أكثر من 14 فصيلا فلسطينيا، بما فيها الفصائل الكبرى: فتح، حماس والجهاد الإسلامي. علاوة على ذلك، عملت الدبلوماسية الجزائرية وعلى رأسها السيد عبد المجيد تبون، على وضع القضية الفلسطينية على سلم الأولويات خلال اجتماع الجامعة العربية الذي عقد بالجزائر في نوفمبر 2022.
العـــدوان الأخـير علـى قطـاع غـزة
أثبت العدوان الأخير على قطاع غزة، والمستمر منذ 52 يومًا، أن الحل السياسي وفق منطق تطبيع العلاقات غير ممكن، بحيث لا يمكن تجاوز إرادة الشعب الفلسطيني، فهو من يقرر مصيره بنفسه.
وقد دانت الجزائر هذا العدوان واعتبرته جريمة ضد الإنسانية، وطالبت المجتمع الدولي بضرورة التحرك العاجل لوقفه، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني. ولقيت دعوة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بضرورة التحرك لإدانة الكيان الصهيوني عن جرائمه في محكمة الجنايات الدولية، صدى عالمياً.
وقدمت عدة دول طلبات للمحكمة لفتح تحقيق عاجل، بالرغم من التقاعس الواضح في الاستجابة لهذه المطالب، نظير سيطرة لوبيات نافذة مساندة للكيان في أجهزة المحكمة، والدعم الغربي الاستثنائي للكيان الصهيوني والذي يطرح العديد من علامات الاستفهام، بالرغم من كل الدول كانت شاهدة على مجزرة هي الأعنف في العقد الحالي وثّقتها كاميرا الهواتف النقالة على المباشرة.
موقـــــف الجزائــــــر ثابـــــت لا يــــزول
أكدت الجزائر، من خلال رسالتها التي بعث بها رئيس الجمهورية، على موقفها الثابت من القضية الفلسطينية، وأنها ستظل سندًا وداعمًا قويًا للشعب الفلسطيني حتى ينال حقوقه كاملةً غير منقوصة، وإقامة دولته المستقلة على حدود 1976 وعاصمتها القدس الشرقية.
