أقولُ ودمعُ الحروفِ سخيٌّ :
نزيفكِ ياغزّةُ النّبضَ أطفأْ
يبلّلُ كلَّ السّطورِ ويحكي
مواجعَ شعبٍ بدمٍّ توضّأْ
بها الموتُ في كلِّ حدبٍ وصوبٍ
وعاصفةُ الظّلمِ كيفَ ستدرأْ ؟
بيوتٌ وأمستْ قبورَ الكرامِ
فيا للأسى .. يالقهرٍ تواطأْ
فبينَ الحطامِ نشاهدُ طفلاً
تسجّى وعرشَ الشّهيدِ تبوّأْ
وخيّبَ ظنَّ المنايا بوجهٍ
يشعُّ بأنوارهِ اللّيلَ يملأْ
وفي حضنِ أمٍّ دماءٌ تروّي
زهوراً بثوبٍ .. ولا الدّمعُ يفتأْ
يلفُّ رضيعتها حيثُ أغفتْ
ولكنّهُ النّومُ منها تبرّأْ
وكفّنَ أبناءَهُ بالأنينِ
أبٌ، كيفَ موتٌ عليهمْ تجرّأْ؟
تفيضُ السّماءُ بأرواحهمْ يا
لدمعٍ غزيرٍ بنا ليسَ يضمأْ
فصبراً فلسطينُ طالُ انتظارٌ
وجرحكِ من مديةِ الغدرِ ينكأْ
أفِقْ يانزارُ فليمونُ غزّة
أورقَ والنّسغُ فيهِ تهيّأْ
وتلكَ الدّماءُ ستسقي وروداً
تويجاتها بالرّصاصِ ستملأْ
ومن تحتِ جمرٍ فمدَّ جناحيــهِ
فينيقُ شعبٍ وبالنّصرِ أنبأْ
وأقصى بأنوارهِ سوف يبقى
منارتنا والجراحُ ستبرأْ
على شعبهِ لا نخافُ فميثاقهُ
الدَّمُّ منذُ تعلّمَ إقراْ