الدكتور خالد عبد السلام لـ «الشعب»:

مع ارتفاع الإصابات الاهتمام بالصحة النفسية أولوية

فتيحة كلواز

خطوات لتجاوز أثر عطلة صيفية تحت ضغط الحجر

عشنا عاما كاملا في ظلّ تفشي فيروس كورونا حاول فيه الكثير من الباحثين والاخصائيين النفسانيين والاجتماعيين تقديم خدمات نفسية متعدّدة عبر هذه المجموعة وعبر خلايا الاصغاء ومن خلال تدخلاتهم على مستوى وسائل الاعلام المكتوبة الالكترونية والمسموعة والمرئية وحتى على مستوى عمل جواري ميداني في القرى، الأرياف والمدن سواء كعمل فردي أو جماعي ضمن جمعيات فاعلة.
أكد الدكتور خالد عبد السلام قسم علم النفس جامعة سطيف2 أن الفيروس لم يبق بنفس الخصائص الجينية التي ظهر بها حسب الأخصائيين في علم الفيروسات، بل أصبح متحوّرا أكثر خطورة من حيث سرعة انتشاره وقدرته التدميرية للخلايا المناعية، يترتب عن هذه الحالة الوبائية الخطيرة انخراط الباحثين والاخصائيين في العلوم النفسية والاجتماعية لتقديم خدمات تفيد المجتمع لتجاوز ما تفرزه من اثار سلبية على الصحة النفسية للفرد.
«ان المرحلة لحساسة جدا وخطيرة في نفس الوقت، ونعتقد ان المجتمع يحتاج اليوم المختصين النفسانيين والاجتماعيين أكثر من أي وقت مضى»، وأضاف الأستاذ «لنساهم بكل الوسائل المتاحة في رفع معنوياته وتعزيز نظام مناعته النفسية لتمكينه من القدرة على إدارة الازمات والصدمات النفسية الناتجة عن هول عدد الإصابات والوفيات التي يعيشها الفرد في محيطه العائلي المباشر وعلى مستوى أقاربه أو جيرانه، أصدقائه أو سكان حيّه وقريته، ومساعدتهم على التصرّف بطرق ذكية وأكثر إيجابية في مثل هذه الظروف المعقدة تجنبا لكل التبعات السلبية على صحتهم النفسية والعقلية».
ويرى الدكتور أن المرحلة تتطلب تجند الجميع من أجل المساهمة كلٌ في مجال تخصّصه بالإرشادات والتوجيهات والخدمات النفسية الاجتماعية التي قد تخفف على الناس قلقهم، توتراتهم واحزانهم واوجاعهم اليومية، فالعمل المشترك ضروري ـ حسبه - بين الباحثين في العلوم النفسية والاجتماعية والممارسين النفسانيين العاملين في مختلف المستشفيات العمومية والخاصة، وهو يندرج بشكل مكثف في العمل التحسيسي والتوعوي لاتباع إجراءات مختلفة نفسية وسلوكية.

خطوات لصحة نفسية سليمة
لخصّ الدكتور ما يجب فعله في بعض الخطوات من أجل تفادي الوقوع في هوة الاكتئاب والتعب النفسي، حيث قال إن الصرامة في الالتزام بالإجراءات الوقائية من العدوى وعدم التساهل حتى مع الأبناء والأقارب والأهل لأن العواطف غير المعقلنة كثيرا ما دمرت عائلات بالتساهل واللامبالاة، هي أهم الخطوات أو الإجراءات الواجب اتباعها، لتليها تجنب كل الأعراس والجنائز مهما كانت صلة القرابة والتعاطف مع الناس عن بعد باستعمال كل وسائل الاتصال المعاصرة.
واعتبر تجنب كل التجمعات في الأماكن العمومية (أسواق محلات تجارية، محطات المسافرين، طوابير أما الادارات وعند الاطباء ومخابر تحاليل الدم) مهما كان السبب مع استعمال الاقنعة الواقية والمواد المعقمة عند ملامسة أي شيء كرسي، باب، قلم، او أي جهاز..) من بين أهم الإجراءات لاحترام التباعد الاجتماعي.
إلى جانب تجنب الزيارات العائلية والتواصل عن بعد باستعمال كل وسائل الاتصال المعاصرة، وأيضا تجنب اصطحاب الأطفال الى الأسواق والمحلات التجارية والإدارات تفاديا للعدوى من قبل حاملي الفيروس دون أعراض لها.
ونصح الدكتور بالالتزام بالهدوء والرزانة وعدم القلق والتوتر دون تهويل ولا تهوين للأحداث والواقع المعاش يوميا سواء كانت حالات الاصابة في العائلة أو لدى الأقارب أو وفيات أو أمور أخرى، دون أن ينسى التقليل من الخروج من البيت إلا للضرورة القصوى مع الصرامة في الالتزام بالإجراءات الوقائية كالتباعد، تجنب المصافحة والمعانقة مهما كان الشخص حتى ولو كان أبا أو اما او اختا او خالة او أبناء.
ولتفادي حالة القلق والتوتر بسبب البقاء في البيت لوقت طويل، أوضح ان الخروج مع العائلة الى الغابات من حين لآخر تجنبا للملل والقلق مع ضرورة الالتزام بالتباعد الاجتماعي (تجنب الاحتكاك مع أي عائلة او أشخاص مع تجنيب الأطفال الاختلاط مع أقرانهم من عائلات أخرى) سيعطي العائلات متنفسا من ضغط الحجر المنزلي، بالإضافة الى ممارسة النشاطات الرياضية داخل البيت وخارجه لتعزيز المناعة النفسية والمناعة البيولوجية، دون أن ننسى ضرورة إتباع تغذية جيدة مع النوم الجيد.
وعن طريقة التعامل مع الكم الهائل من الأخبار أوصى الدكتور بضرورة تجنب التعرض للأخبار اليومية حول الجائحة وعدد الإصابات والوفيات، مع تجنب التعرض للمعلومات التي تنشر يوميا في شبكات التواصل الاجتماعي حول أزمة نقص الاكسجين وغيرها، تجنبا لازمات القلق والخوف والهلع التي قد تترتب عن ذلك.
وضرورة قضاء اوقات الفراغ داخل البيت بالمطالعة، جلسات عائلية للضحك والتنكيت واللعب (لعبة الكلمات المتقاطعة، لعبة الدومينو، لعبة الشطرنج وغيرها..) للتسلية والترفيه عن النفس.. وغيرها من إجراءات، مع تقليل الأحاديث عن حالات الإصابة وعدد الوفيات مع تجنب سلوكيات الندب ومواقف اليأس من الحياة.
وكذا فتح خلايا إصغاء عبر الهاتف او عبر شبكات التواصل الاجتماعي يشرف عليها فريق مختلط من الباحثين والممارسين النفسانيين او تشرف عليها جمعيات مهتمة بالجوانب النفسية والاجتماعية وفق روزنامة وبرنامج مداومة محدد ودقيق.
إضافة الى الأدوار التي يقوم بها الاخصائيين النفسانيين ميدانيا في المستشفيات والمراكز الصحية، يمكن للمتطوعين من النفسانيين والباحثين النشطين ضمن جمعيات المجتمع المدني تنظيم عمليات مرافقة نفسية جوارية للعائلات المصدومة من عدد الإصابات وعدد الوفيات لدى أفرادها أو أقاربها على مستوى القرى والمدن في حدود الإمكانيات المتاحة والظروف المسموحة.   

دور مفصلي في مرحلة حرجة
وعن الدور الذي يلعبه الباحثين النفسانيين والاجتماعيين في هذه المرحلة الحرجة من الوباء، قال الدكتور انه يمكن تصوره فيما يأتي:
ـ رصد الواقع السلوكي، النفسي، المعرفي والاجتماعي للناس على مستوى الآسر والشوارع والادارات لفهم طريقة تفكير الناس، كيفية تعاملهم مع الوضع المعاش هذه الأيام عن طريق:
أ ـ إجراء مقابلات مع افراد العائلات المتضرّرة من فيروس كوفيد 19، سواء كانت إصابات مع الشفاء فقط أو إصابات مع وفيات فيما بينها.
ب ـ اعداد استبيانات ورقية والكترونية لجمع المعلومات الضرورية حول المشكلات لنفسية المتفشية.
ج ـ اعداد شبكات ملاحظات حول مختلف السلوكيات والظواهر المشاهدة والمعاشة لدى العائلات وأفراد المجتمع.
د ـ اجراء دراسات واستقصاءات ميدانية حول مختلف المشكلات والأزمات النفسية التي ترتبت عنه هول الازمة الوبائية باختبار أكثر المشكلات انتشارات وذات أولوية ملحة.

 

رأيك في الموضوع

« جويلية 2025 »
الإثنين الثلاثاء الأربعاء الخميس الجمعة السبت الأحد
  1 2 3 4 5 6
7 8 9 10 11 12 13
14 15 16 17 18 19 20
21 22 23 24 25 26 27
28 29 30 31      

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025
العدد 19810

العدد 19810

الإثنين 30 جوان 2025