مدينة غرداية جوهرة الجزائر، ومدينة القصور السبع ذات الهندسة المعمارية الفريدة، لموقعها الجغرافي، تقاليدها ذات الطابع المُميّز، وتاريخها الثري، أصبحت قطبًا سياحيًا صحراويًا بامتياز، حيث تمتلك غرداية سياحة بمذاقٍ خاص، يتسّم جمال طبيعتها بألوان خلّابة تتوزع على جبال شامخة وأشجار تُزيّن أراضيها.
عند السير بين أزقّة قصورها العتيقة ينبهر السائح لجمال سحرها الأخّاذ، فهي تضم الكثير من المناطق الأثرية المُدرجة ضمن قوائم التُراث الإنساني العالمي حسب تقييم منظمة اليونيسكو لها، كل هذا وأكثر في واحدة من أعرق مدن السياحة في الجزائر، يتواجد بها وجهات متعددة يمكن للسياح الاستمتاع بيومياتهم هناك، خاصة مع دخول شهر سبتمبر اين تعرف درجات الحرارة انخفاض ما يمنح زوارها متعة أكبر.
تُقدّم مدينة الرمال والجمال الطبيعي غرداية سياحة ذات طابع فريد في مخيم الهدارة الذي يُتيح العديد من الأنشطة المُمتعة للسُيّاح، ومن بينها التزلج على الرمال الذهبية، التجول على ظهور الجمال، وركوب دراجات الدفع الرباعي في أجواء مُفعمة بالمرح والانطلاق، مع إطلالات خلّابة تمزج بين الرمال المُمتدة والمساحات الخضراء الرائعة، كما يُمكنك الاسترخاء في أحد الخيام التي يُوّفرها المُخيّم مع تناول وجبة شهيّة من المأكولات المحلية.
ويعد سهل وادي ميزاب أحد الوجهات المهمة في المدينة، ويعود تأسيسه إلى ما يزيد عن ألف سنة، صنفته منظمة اليونيسكو كواحد من ضمن مواقع التُراث الإنساني العالمي، لزيارة هذه المنطقة المُميّزة يتم تنظيم جولات جماعية باصطحاب مُرشد ليساعد السُيّاح في اكتشاف كنوز البلاد، والاستمتاع بمُشاهدة معالمها التاريخية وهندستها المعمارية الفريدة من نوعها عبر العالم، التي تتمثل في الأضرحة، المساجد، والمنازل ذات الطراز الواحد.
أما القصور فهي من أكثر من يميز السياحة في غرداية، حيث يرجع تاريخها إلى العصر الحجري التي تشهد عليه النقوش الصخرية، وببداية الفترة الإسلامية اشتهرت بالتجمعات السكنية على شكل قصور عتيقة مُوّحدة في شكلها، تصميمها وألوانها المُتجانسة، مما جعل هذه المدينة تتميّز عن باقي المدن الجزائرية، المعروفة بعُمرانها وقصورها.
وفي سهل وادي ميزاب في مدينة غرداية، تم إدراج قصورها الخمس ضمن قائمة التُراث العالمي، وهم قصر بني غرداية، بنورة، العطف، وكذلك قصر مليكة وقصر بني يزقن، والتي يعود تاريخ تأسيسها إلى القرن الحادي عشر.
تتمتّع ولاية غرداية أيضا بالكثير من المساجد العتيقة التي تأتي في مُقدمة كل مدينة من مدنها كخط دفاع لها، أما تكوينها الداخلي فهو في غاية البساطة والانسيابية، لا يوجد على جدرانها نقوش أو زخارف، أما المئذنة فترتفع فوق البيوت المُتلفّة حوله بصورة دائرية، ومن بين مساجد المدينة مسجد عتيق، مسجد المنارة الكبير، ومسجد بنورة، والعديد من المساجد التاريخية في غرداية.
يُعتبر السوق القديم ناقل للحضارة وثقافة البلاد، يتميّز بهندسته المعمارية وتصميمه الرائع وكأنك تعود إلى قرون خلت، تم تأسيسه عام 1884 ميلاديًا، وقد كان مُنذ القدم قِبلة للقوافل التجارية المحلية، والأجنبية، هذا السوق لا يُعد وجهة لأهل غرداية فحسب، بل يستقطب سنويًا ملايين من الزوّار من مُختلف الولايات الجزائرية ومن السُيّاح الوافدين من الخارج، حيث يجدون به ضالتهم فيمنحهم فرصة للتعرف عن قُرب على حضارة ونمط معيشي فريد من نوعه، كل شيء تقليدي يُباع في هذا السوق، ولا سيّما نسيج الزرابي، الفرش، والسجاد المصنوع من الصوف، بجانب أعمال النحاس، الفخار، والمصنوعات الجلدية.
حديقة الحيوانات وحمامات زلفانة
تعد حديقة حيوانات سفينة نوح واحدة من أهم الأماكن شعبية في المدينة، والأولي من نوعها في ولاية غرداية، فهي الملاذ الأعظم للعائلات من سُكّان المدينة والمُدن المُجاورة لها، والتي يدل اسمها على أنها تضم أعداد كبيرة من الحيوانات الأليفة والمفترسة، الطيور، والزواحف، بمُختلف أنواعها، والتي تُتيح لك جولة رائعة بين أرجائها، فلا يفوتك زيارة هذه الحديقة المُميّزة.
أما حمامات زلفانة مياه معدنية فهي واحدة من ينابيع المياه الحمّوية، تعتبر من أشهر معالم المدينة، من خلالها تُقدّم غرداية سياحة علاجية، لما يُميّز هذه الحمامات من مياه ذات خواص قادرة على شفاء بعض الأمراض، كما يأتي لها الزوّار بغرض الاستجمام والراحة، لينعموا بكل ما يُقدَّم لهم من خدمات وإقامة مُريحة.