التّضامن بالشلف

عمليـات جراحيــة «مجّانـا»

الشلف: و - ي - أعرايبي

 لا يزال النشاط التضامني من طرف الجمعيات والمجتمع المدني والمحسنين بمعظم بلديات ولاية الشلف متواصلا ومستمرا منذ بداية الشهر الفضيل، وفي مبادرة خيرية فتح الدكتور المختص في جراحة الأذن والأنف والحنجرة الجيلالي عياد عيادته للعمليات الجراحية بالمجان خلال هذا الشهر المعظم.

احتشام كبير تعرفه الاعمال التضامني التي ألفناها خلال السنوات المنصرمة في مثل هذا الشهر المعظم، حيث تتزايد فيه مبادرات المحسنين عبر قنوات عديدة خاصة عن طريق الجمعيات النشطة لتموين مواد الإفطار الجماعية وعابري السبيل، سواء بوسط المدن والأحياء، ومسالك الطرقات والطريق السيار شرق غرب.
هذا التراجع فسّره البعض بتدني القدرة الشرائية وغلاء المواد الغذائية بصورة محسوسة، التي وصلت بعض أسعارها إلى 310 و470 دج لدى تجار التجزئة، ناهيك عن لهيب سعر الخضر واللحوم بأنواعها، ومادة البيض التي لم تغادر سعر 470 دج، مما أفرغ الجيوب وجعل العائلات في صراع يومي مع تذبذب عملية التسوق.
هذه المظاهر التي تفشت في عدة مناطق تجلت في قلة المبادرات المتعلقة بصور التضامن الخاصة بالبلديات الواقعة بالناحية الغربية كما هو الحال بعين مران والظهرة وتوقريت والهرانفة وتاجنة وتلعصة وأبو الحسن وبوزغاية وسدي عكاشة وتنس أين سجلنا إنخفاضا في الإقبال على المشاركة في تفعيل العمليات التضامنية.
أما بخصوص بلديات واد الفضة والكريمية وحرشون وبني راشد وأولاد عباس وأم الدروع وبوقادير، فكانت محتشمة باستثناء فرع الهلال الجزائري خاصة في بوقادير، في وقت تبقى العملية بمركز عاصمة الولاية الشلف لها وقع خاص من تنوع مظاهره لكن ليس بالحجم الذي عهدناها من قبل، حيث  أرجعه محدثنا محمد الى تراجع دور الجمعيات ورؤساء الأحياء والمجتمع المدني في مواكبة العملية التضامنية التي كان للمحسنين والفلاحين بما فيهم التجار الدور الكبير في تنشيطها، واستقطاب أعداد  هائلة من الافراد والعائلات والفئات الهشة بما فيها عابري السبيل ومستعملي الطرقات لمسافات طويلة، يقول محمد وعلي من بلدية واد السلي المعروفة بتقاليدها التضامنية في مثل هذا الشهر الكريم، الذي لم يفقد بنته بالرغم من الظروف التي أوردناها، والتي كانت لها انعكاسات سلبية على مظاهر العمليات التضامنية، حسب المتتبعين للشأن التضامني، بما فيهم الإعلاميين وحتى الأئمة ورواد المؤسسات المسجدية، لبقى برامج مؤسسة الإذاعة المحلية من أهم الفضاءات لجلب المساعدات التضامنية خاصة كسوة العيد لفائدة الأطفال المحتاجين والأسر من ذوي الدخل الضعيف، وهو ما يلقى ارتياحا لدى السكان رغم قلة المتصلين بذات الوسيلة.
العمل الخيري فوق كل اعتبار
 في سياق العمل التضامني الطبي، يسجل السكان بارتياح وافتخار مبادرة الدكتور المختص جراحة الأذن والأنف والحنجرة جيلالي عياد، الذي وضع جشع البعض جانبا وفتح قلبه وعيادته لإجراء عمليات جراحية لكل من زاره، وتمدد على طاولة العمليات الطبية التي خصصها ذات الإطار الطبي المحبوب لتكون مسرحا يعيد الفرج وإزالة الغبن وآلام المصابين بوعكات صحية في هذا الشهر الكريم، الذي أراد فيه ذات المختص العمل بالمجان لكل مريض مقبل على إجراء عملية جراحية في الاختصاص المذكور.
فالعمل الخيري بنظره فوق كل اعتبار مادي، خاصة في رمضان شهر الرحمة والغفران والتقرب بصالح الأعمال لله عز وجل.
ولقيت هذه المبادرة الخيرية إقبالا كبيرا، حيث يصل العدد المقبلين على العيادة إلى حوالي 70 مريضا يوميا ممّن يجرون عمليات جراحية بمساعدة ممرضين والدكتور الناشط في عملية التخدير.
وعرفت هذه العملية نجاحا كبيرا مست حتى بعض المتمدرسين من العائلات البسيطة ممّن زاروا عيادته، وكللت عملياتهم بنجاح أعادت الفرحة والبسمة لهؤلاء المرضى، فنعم الطبيب ونعم المبادرة، والله يجعلها في ميزان الحسنات مع بركة رمضان والقلوب الرحيمة.

 

رأيك في الموضوع

« جويلية 2025 »
الإثنين الثلاثاء الأربعاء الخميس الجمعة السبت الأحد
  1 2 3 4 5 6
7 8 9 10 11 12 13
14 15 16 17 18 19 20
21 22 23 24 25 26 27
28 29 30 31      

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19826

العدد 19826

السبت 19 جويلية 2025
العدد 19825

العدد 19825

الخميس 17 جويلية 2025
العدد 19824

العدد 19824

الأربعاء 16 جويلية 2025
العدد 19823

العدد 19823

الثلاثاء 15 جويلية 2025