بدأت من الهند وانتشرت لتصل إلى الجزائر

إقبال كبير من الشباب على طريقة «الحلاقة بالنّار» رغم ارتفاع تكاليف استعمالها

عمار حميسي

انتشرت موضة جديدة وسط الشباب ممثلة في حلاقة الشعر باستعمال النار، وهي الطريقة التي جاءت إلى الجزائر بعد أن انتشرت في العديد من البلدان المجاورة لتصل إلى العديد من صالونات الحلاقة التي أصبحت تعتمد هذا النوع من الحلاقة، الذي اصبح يستهوي شريحة كبيرة من الشباب الذي يفضلون الحلاقة بهذا النوع، وهو ما شجّع العديد من صالونات الحلاقة على اعتماد هذا النوع بالنظر إلى رواجه الكبير وسط الشباب.
 قامت «الشعب» بجولة على مستوى بعض صالونات الحلاقة بالعاصمة، حيث لاحظت الإقبال الكبير للشباب على هذا النوع من الحلاقة التي جاءت من آسيا وبالضبط من الهند.
 ابتكر حلاق هندي طريقة جديدة وغريبة لـقص شعر زبائنه من الرجال، وذلك بإشعال النار فيه بعد سكب مادة حارقة قابلة للاشتعال على شعره ثم يُمشّط بها، وما أن يبدأ شعر الزبون في الاشتعال يأخذ الحلاق مشطين لقطع الشعر بأسلوب فريد بينما تستمر شعلة نار هادئة في حرق أجزاء من شعر الرأس.
ويقول حفيظ صاحب صالون حلاقة بزرالدة إنّه اهتدى إلى هذه الطريقة الحديثة من الحلاقة بعد انتشار مقاطع فيديو في مواقع التواصل الاجتماعي لمصفف شعر هندي يستخدم النار كبديل لمجفف الشعر الكهربائي.
وقال أنه بدأ بتطبيق هذه الطريقة على شعر الزبائن بالنار منذ ثلاث أشهر فقط، وكان زبائنه قلقين من هذه الطريقة الجديدة ولكنهم اقتنعوا بها بعد ما شاهدوا النّتائج المبهرة لاستخدام هذه الطريقة ومقارنتها بالطريقة العادية.
وأوضح حفيظ أنّ طريقة حلاقة الشعر عن طريق النار تبدأ بوضع مادة من الكريم علي الشعر وتمشيطه ثم يتم غمر قطعة من القطن داخل مادة حارقة ثم نقوم بإشعالها ثم يتم تمريرها على الشعر مع تمشيطه عن طريق النار.
وأشار حفيظ إلى أنّ طريقة حلاقة الشعر بالنار تختلف عن الحلاقة العادية حيث انها تقضي على الشعر المقصف وتقوم بتسويته، بالإضافة إلى المساعدة في القضاء علي القشرة وحصول الشعر على مظهر جيد لفترة أطول من الحلاقة العادية.
وأوضح حفيظ أن تكلفة الحلاقة بالنار تختلف عن الحلاقة العادية، وتبدأ من 1500 دينار وقد تصل الى غاية 3500 دينار على حسب طول شعر الزبون، وأيضا المواد المستعملة في الحلاقة، وهو ما قد يزيد من تكلفتها.
من جهته أكّد «إسلام» أحد الشباب الذين قاموا بتجربة الحلاقة بالنار أنها من أفضل الطرق الذي قام بها لحلاقة شعره في الماضي، وأضاف قائلا: «لقد قمت بالحلاقة بالنار منذ أكثر من شهر قبل أن أعيد حلاقته مرة أخرى باستخدام النار بعد أن شجّعني على ذلك أصدقائي لتغيير مظهر شعري، الذي تحول للأفضل بعد هذه العملية بالإضافة إلى أن هذه الطريقة قضت على القشرة التي كانت موجودة، بالإضافة الى تسويته والقضاء على الشعر التالف منه».
وكشف «إسلام» أنه في المرة الاولى لعملية حلاقة شعره باستخدام النار كان قلقا جدًا من أن يصاب بحروق، ولكن بعد إشعال النار في رأسه لم يحس بأي شيء، وشجّعه على تكرار التجربة مظهر شعره الجديد، حيث قال: «لا أخفي عليكم أنّني كنت قلقا من هذا النوع، خاصة عندما علمت أن الحلاق يستخدم النار لكن بعد أن استعملتها للمرة الأولى قرّرت الحلاقة من الآن فصاعدا بالنار، وهو الأمر الذي لاقى إعجابي كثيرا».
 صالون حلاقة آخر بمنطقة الشراقة لجأ إلى طريقة غير معتادة لزيادة عدد زبائن محله الخاص بحلاقة الرجال، وهي الحلاقة بالنار حيث لاحظنا بعد دخولنا اليه تواجد عدد لا بأس به من الشباب من يرغب في حلاقة شعر رأسه بالنار رغم أن تكلفته أكبر من الصالون السابق الذي زرناه.
وقال صاحب الصالون ويدعى «نجيب» أنه لجأ الى هذه الطريقة لزيادة عدد زبائنه، حيث قال في هذا الخصوص: «بعد افتتاح الصالون لم يكن هناك عدد كبير من الزبائن من يأتي إلى هنا، ودفعني هذا الركود وتراجع عدد الزبائن إلى خوض تجربة قادتني  إلى ما بات يعرف بـ»الحلاقة بالنار» التي تعلّمتها من فيديوهات على موقع يوتيوب».
هذه المغامرة قال عنها «نجيب»: «قررت اللجوء إلى طريقة غير معتادة للفت انتباه الزبائن في محاولة للتغلب على الركود، وأيضا لتجريب طريقة جديدة والمفاجأة أنها لاقت استحسان العديد من الزبائن حيث أواظب عليها وهو الأمر الذي طور من طريقتي وأصبحت أستعمل طرقا مختلفة على حسب طلب الزبون».
وأكّد «نجيب» أنّه لم يجازف في البداية بتطبيقها على الزبائن، حيث قال: «قمت بتجارب عديدة على الورق في البداية قبل أن أستخدم الحلاقة بالنار على الزبائن جربتها أولا على نفسي وبعد نجاحها بدأت في تطبيقها على رواد محلي للحلاقة».
وعن طريقة استعمالها أوضح قائلا: «أستخدم لهذا الغرض مجموعة من المواد المشتعلة، بحيث أضعها في قارورات خاصة وأرشّها على شعر الزبون، فتشتعل النيران في شعره  وهذه العملية تحتاج إلى سرعة وخبرة للتحكم فيها وقص الشعر، كما يرغب الزبون وليس لها أي تأثير ضار على الإنسان وعلى شعره، خاصة أن خطا صغيرا قد تكون عواقبه وخيمة على الزبون».
وزاد عدد الزبائن بعد أن اشتهر هذا المحل بهذه الطريقة وكان الاول في المنطقة، حيث قال «نجيب» في هذا الخصوص: «عدد الزبائن تضاعف عدة مرات خلال أسابيع قبل أن يتحول المحل في أشهر قليلة إلى أحد أشهر صالونات الحلاقة في منطقة الشراقة».
وعن زبائنه قال «نجيب» إنّ «أغلبهم من الشباب الراغبين في قصات شعر جديدة وبأشكال مختلفة، ودخل المحل اليومي شهد ارتفاعا كبيرا منذ أن بدأت الحلاقة بالنار، إذ ارتفع إلى مستويات جيدة، وهو الامر الذي شجّعني على توظيف شباب آخرين معي بالنظر للعدد الكبير من الزبائن».
ويحصل «نجيب» على 3000 دينار جزائري من الشخص الواحد مقابل «الحلاقة بالنار»، التي قال إنّها تحرق الشعر الجاف التالف، وتكسب الشعر نعومة فضلا عن سهولة التصفيف».
وقال «فريد» وهو أحد زبائن محل «نجيب» للحلاقة: «اعتدت منذ فترة على الحلاقة في هذا المحل، وأنا معجب بالطريقة الجديدة التي استحدثها نجيب في الحلاقة».
غير أنّ هذا لم يكن هو انطباع «فريد» الاول، حيث قال: «شكّلت هذه الطريقة في البداية هاجسا بالنسبة لي لكن بعد أن تجاوزت هذه المرحلة أصبحت وسيلة مستحبّة وباعثة للتّسلية».  

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024