الإرادة والمرافقـة طريقهم إلـى النجاح والتميز

مواهـب شابـة تقتحم مياديـن المهـن وتتألـق

جلال بوطي

يجسد الناس مقولة “الحاجة أم الاختراع” في الحياة اليومية بحثا عن عمل في فضاء الواقع، إلا أن شباب جزائريين حققوا أصل القاعدة مع اقتحامهم أعمال زاوجت بين تحقيق الرغبة والكسب المادي من جهة أخرى، ولكن قد يتجلى هذا في أعمال دون أخرى حسب شباب تفننوا في الصناعة الحرفية والتقليدية، ننقل مواهبهم عبر هذا الفضاء الشبابي المخصص لهم.
يرى الكثير من الشباب أن الحصول على عمل أو مهنة معينة يتطلب وقتا طويلا وجهدا كافيا، إلا أن الشباب الذين التقينا بهم يبدو أنهم يحملون مواهب إبداعية شاءت الصدف أن تكون ضمن ميادين الصناعة التقليدية، وهو عمل يدوي شاق لكن رغبتهم حولت إلى كفاءة عالية وشهرة على المستوى الوطني.
يرى الشاب بوصبع إبراهيم علي من ولاية ورڤلة، أن البحث عن عمل في الحياة اليومية أمر يتطلب جهدا شخصيا كبيرا لا سيما وان كان الإنسان يبحث عن رغبة تلبي ميولاته الشخصية، فـ إبراهيم لم يتجاوز عقده الثلاثين عاما مبدع في النقش على مادة الجبس التي تشكل اليوم فنا وزخرفة يلقى رواجا كبيرا لدى عامة الناس وخاصتهم.
وقال إبراهيم أن الرغبة في ولوج عامل الشغل كانت هي الدافع الأول لاقتحامه بهذه المهنة، لكن سرعان ما طغت الذاتية على نفسيته لتتحول إلى رغبة جامحة حالت دون البحث عن المال فقط وهو ما سطره منهاجا في حياته وأصبح معروفا بولاية ورڤلة لدى عامة الناس في ظرف 5 سنوات من العمل والاجتهاد.
والملفت للانتباه مع الشاب إبراهيم انه تمكن من الحرفة عصاميا عن طريق الاكتساب الشخصي دون الدخول إلى مركز تكوين خاصة بالحرفة مؤكدة ان مساعدة الوالدين تعتبر الدافع الاول لمواصلة هذا المشوار، متاسفا على استقدام بعمالة من دول مجاورة تتقدمها المغرب في مجال الزخرفة بالجبس داعيا إلى الاهتمام أكبر بالشباب الجزائري الذي يصنع المعجزات إذا أراد ذلك.
من جهته، يرى الشاب المبدع زوبيري كمال من العاصمة وهو فنان في زخرفة النحاس أن المهنة شاقة إلا إنها تدر أموالا على صاحبها، حيث تفنن الشاب في الزخرفة النحاسية بأنامل أبدعت في تحويل النحاس كمادة أولية إلى أثاث وعتاد تزيين ولوحات تباع بأثمان باهظة، فضلا على حملها علامة صانعها.
 القوة الكامنة لبلوغ الشهرة
وبرهن الشاب زوبيري صاحب 35 ربيعا على رغبة الشاب الجزائري وتفننه في اقتحام ميدان الصناعة الحرفية واستغلال الإمكانيات البسيطة على مدار 15 سنة من التكوين لتتوج اليوم كفاءته العالية على المستوى الوطني، والمشاركة في المعارض والصالونات لعرض منتجاته الفريدة من نوعها.
وتتجلى الكفاءة التي تكتسبها زوبيري في العمل الجاد والتطلع إلى بلوغ مراتب عالية في المجال، لاسيما وأنه تلقى تكوينا عصاميا دون ولوج مراكز التكوين التي لم تكن توفر هذا النوع من الفنون إلا أنه منتمي في الوقت الحالي إلى غرفة الصناعة التقليدية بولاية الجزائر ويعرض منتجاته في فضاء خاص.
وتمثل الإرادة الشخصية أول دافع لدى أي إنسان في الانفراد بمجال معين واكتساب شهرة كبيرة، تضمن في نفس الوقت القوت الذي ينظر إليه كثيرون على أنه عامل ثانوي يقل أهمية عن الشهرة في المجتمع بقدر ما تمكن من تحقيق آمال الطفولة باعتبارها هدف أسمي.
وفي هذا الصدد، برز الشاب سعد قطيطة من ولاية سكيكدة كموهبة تستقطب الزوار في المعارض الوطنية والجهوية لتفننه في الخط والزخرفة على مادة الجبس، فالشاب استطاع بحركات يدوية بسيطة أن يخط عبارات وآيات من القرآن الكريم تعجز العين البشرية على واقعيتها.
وأكد لنا سعد وهو متزوج وأب لبنت أن الموهبة تمكن وراء هذا الإبداع الذي تعجز الآلة العصرية على أدائه، واعتبر الشاب الحائز على شهادات وطنية في مجال الخط والنقش على الجبس، أن الكثير من الأفكار تنبع من الخيال الشخصي ليتم احتضانها في الواقع وهو ما يدفع الشباب إلى المزيد من التألق والتطلع للمستقبل لتحقيق النجاح.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024