يعتبر اليوم العالمي للشباب مناسبة سنوية للوقوف عند ما تحقق وما لم يتحقق في مسيرة الشباب بالجزائر، وهو فرصة لتأكيد وإبراز دورهم في كل جهد ومسعى لتحقيق التنمية المستدامة، وأهمية الاستثمار في طاقاتهم وحماسهم وإبداعاتهم لتطوير البلد، مع ضرورة إيجاد حلول لحاجاتهم وإزالة المعوقات والتحديات التي أمامهم، ودعمهم في تحقيق آمالهم وتطلعاتهم وتمكين قدراتهم.
في هذا الإطار أكد، ياسين تاج الدين بوهريرة، عضو المجلس الوطني ومسؤول الإعلام بالجمعية الجزائرية للشباب المثقف، لـ«الشعب”، أن اتخاذ 12 أوت يوما عالميا للشباب بالنسبة للجزائر، التي يبلغ نسبة الشباب بها أكثر من 75%، لديه أكثر من دلالة، فأولاها أن الجزائر كانت دائما حاضرة في المحافل والاتفاقيات الدولية التي من خلالها تم اتخاذ هذا التاريخ يوما عالميا للشباب، عقب تحديده من طرف الجمعية العامة للأمم المتحدة، وثانيها أن تاريخ هذا اليوم العالمي يتزامن مع أحد مراجع التاريخ الوطني، وهي ذكرى انعقاد مؤتمر الصومام (١٩٥٦/٠٨/٢٠)، أين لطالما تشبث فيه الشباب الجزائري بوطنيته التي شربها من نضال أجداده الذين استماتوا في الدفاع عن الجزائر لنيل الاستقلال، مشيرا إلى أن الشباب الجزائري اليوم يكمل مسيرة البناء والتشييد من خلال إسهامات جليلة في مختلف المجالات، حيث رفع تحديات الأمة لتحقيق قفزة نوعية في التنمية المحلية والقضاء على الفقر، وهو ما تمخض عن عديد المشاريع المنتجة التي بادر بها الشباب في مختلف المجالات الفلاحية والاقتصادية، باستعمال مختلف الأطر التي وفرتها الدولة لهم كـ«أونساج” و«كناك”، وهذا الذي سمح لهم بخلق الثروة والقضاء على الفقر، ناهيك عن توفير مناصب الشغل وتنمية الدخل القومي.
وعبر بوهريرة، الذي يشغل أيضا مستشار إداري واقتصادي وإطار بوزارة المالية وعضو اتحاد الكتاب الجزائريين، عن تفاؤله بشباب الجزائر الذي أصبح ـ حسبه ـ يتمتع بوعي يجعله يبتكر أحدث الأساليب لتشجيع الاستهلاك المحلي والحفاظ على التوازنات الاقتصادية، مستحسنا التوجه الجديد للدولة في منح الفرصة للشباب وتبوئهم لمناصب مسؤولية هامة جعلتهم يعكفون على تحقيق التنمية الاجتماعية، باستغلال أساليب ايكولوجية بيئية حديثة تحافظ على المحيط وتساهم في خدمة المجتمع، وهذا الذي يبعث بالبشرى ـ كما قال ـ عن مستقبل الشباب، رغم بعض العراقيل التي لا تزال تعترض طموحاتهم وأهدافهم.
