فتاوى شرعية

بعض الناس يخرجون للتنزه في الصحراء خارج المدن غير ناوين السفر، ويأخذون معهم القليل من الماء وعند الصلاة يتيممون بدلاً من الماء، فهل يجوز ذلك؟
 إذا خرجوا للنزهة وحضرت الصلاة وليس عندهم إلا ماء قليل بقدر حاجتهم والماء بعيد عنهم، صلوا بالتيمم، لكن إذا حملوه معهم يكون أفضل إذا تيسر ذلك، فإن كان الماء قريباً منهم وجب عليهم أن يتوضؤوا، وإذا كان بعيداً عنهم ويشق عليهم الذهاب إليه، أو يضيعون أوقاتهم ببعده عنهم، فلا حرج أن يتيمموا، وكان النبي صلى اللّه عليه وسلم والصحابة رضي اللّه عنهم يتيممون إذا كان الماء بعيداً عنهم.
أما صلاة الجمعة فلا تجب عليهم إذا كانوا بعيدين عن البلد لا يسمعون الأذان، فرسخاً أو أكثر.

لا  يلج الجمل في سم الخياط

حتى'' يلج الجمل في سم الخياط (الأعراف٤٠) تعبير قرآني يعبر عن استحالة دخول الكافرين الجنة؛ وهو من المواضع القليلة التي عبر فيها القرآن عن الاستحالة والتشاؤم من حدوث شيء معين؛ فالأمل والتفاؤل هو الأصل والتبشير خير من التنفير.
وعلى الرغم من صغر حجم سم الخياط الذي جاء في معرض الحديث عن الاستحالة؛ فإنه بداية لدخول خيط رفيع يبدأ بنسيج رداء وحلل الأعراس وعباءات الملوك؛ وهو ما يدل على أن التفاؤل والأمل موجود حتى في سم الخياط.
فالتفاؤل هو حسن الظن باللّه سبحانه وتعالى؛ كما حدث مع نبي اللّه يعقوب عليه السلام حينما قال لبنيه: يا بني ''اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح اللّه إنه لا ييأس من روح اللّه إلا القوم الكافرون ٨٧ (يوسف). والتفاؤل هو ذكر نعمة اللّه سبحانه وتعالى: يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمت اللّه عليكم (المائدة: ١١)، والتشاؤم غشاء يغطي شمس النعمة.
وقيل أيضاً: إن التفاؤل هو حسن الرؤية في المستقبل.
والتفاؤل هو التصديق بوعد اللّه سبحانه وتعالى: وعد اللّه الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى'' لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون ٥٥ (النور).
والإنسان أحوج ما يكون للتفاؤل في أحلك لحظات الليل ظلمة وأشد أوقات الأزمة؛ ففي هذا الوقت يأتي دور التفاؤل؛ فما حاجتنا للتفاؤل وقت الرخاء والدعة؟ وهل نحتاج إلى إشعال الشموع إلا في الظلمات؟!
وقد قيل: علاج المصائب لا يكون بالوجوم والتحازن، ولكن بالرأي السديد والعمل الرشيد، ولا شيء يدمر إمكانيات الأمة ويدحر مستقبلها أكثر من الحزن واليأس والقنوط.
الشيخ أحمد حماني رحمه اللّه

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024