وسائل القـرآن التربويـة

بقلم الشيخ: إسماعيل سعداوي / المدية

قال تعالى: ﴾وقال الذين كفروا لولا نزل هذا القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا...﴿ (الفرقان الآية ٣٢)
فمن وسائل القرآن التربوية:  
ـ أولاً: تثبيت الفؤاد وترسيخ الإيمان.
ـ ثانيا: تعليم الترتيل في قراءة القرآن.
واتّبع الصحابة منهج الرسول ــ صلى اللّه عليه وسلم ــ في الأخذ بالقرآن والعمل به حتى قال قائلهم: كنّا في عهد رسول اللّه ــ صلى اللّه عليه وسلم ــ لا نجاوز السورة من القرآن حتى نحفظها ونعمل بها فتعلمنا العلم والعمل جميعا.
فآيات القرآن استخدمت بسرد المحسوس المسلم به وإثبات قدرة اللّه عز وجل أو ما يثير في النفس الانفعالات الربانية كالخضوع والشكر ومحبة الله والخشوع له، وتأتي العبادات تطبيقا عمليا وسلوكيا لتلك الأخلاق الربانية.
إن من يتربى علي تلك الأخلاق الربانية يصبح أكثر استجابة لإيقاظ الضمير وتحريك الوجدان، فإذا ما اجتمع مع العاطفة هذا السلوك المثالي تولدت عنه طاقة تملأ الإنسانية سعادة..وأما عن السنة فكانت ذلك المنهج التربوي الذي وضّح ما جاء في القرآن الكريم ثم قامت باستنباط الأسلوب التربوي الذي عاشه الرسول ــ صلى اللّه عليه وسلم ــ وصحابته في كيفية التعامل مع الأولاد وغرس الإيمان في نفوسهم. وكذلك مراعاة الفروق الفردية بينهم، وأيضا المواهب والاستعداد والطبائع ومراعاة الجانب الأنثوي في المرأة وفي الرجل رجولته وفي الكهل كهولته وفي الطفل طفولته، فجاءت التربية الإسلامية تهي  العقل الإنساني وتصوغ أفكاره وتوضح علاقته بهذه الدنيا..ثم جاء الجانب التشريعي ليقدم لنا الضوابط التي نقيم عليها سلوكنا وننظم بها علاقاتنا التي تبني علي الأمل والتفاؤل والجد والوعي.
إنّ الإسلام نظر للإنسان على أنه مخلوق مكرم، إذ رزقه اللّه قدرة تجعله يسيطر علي ما حوله من الكائنات التي سخّرها اللّه له، ومتعة من أن يذل نفسه لشيء منها، ولا يكون عبدا لشهواته ورغباته بل هيأ له الأخذ بأسباب التحكم في الهوي والرغبات، فلا يكون أسيرا أو عبدا لها.
والإسلام جعل الإنسان مميزا مختارا فجعل اللّه سبحانه للإنسان قدرة علي التمييز بين الخير والشر. ﴾ونفس وما سوّاها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكّاها وقد خاب من دسّاها﴿ (الشمس)، الإسلام وهب الإنسان القدرة علي التعلم والمعرفة وزوّده بكل أدوات هذه المعرفة علم الإنسان ما لم يعلم العلق.
الإسلام لم يكتف بتكريم الإنسان وتميزه عن كل ما خلق، بل حمله مقابل ذلك مسئولية عظيمة، وكلفه بتكاليف كثيرة، ورتب عليها الجزاء الأوفى.
وقد جعل للإنسان حرية الاختيار لأنه أعطاه القدرة على التميز بين ما يصلح له وبين ما يضره ﴾فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره﴿ (الزلزلة).
وجعل سمعه وبصره وفؤاده وجميع جوارحه هو مسئول عنها مسئولية مباشرة، ﴾ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا﴿ (الإسراء)، وأما الهدف الأسمى والغاية المأمولة من الإنسان الذي خلقه الله وأوجده هو توحيده واخلاص العبادة له سبحانه وحده، ﴾وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون﴿ (الذاريات).

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024