المجاهد عمر شيدخ يروي شهادته عن 20 أوت 1955:

منطقــة الميليــة عرفت معــارك لم تذكرهــا كتــب التاريـخ

سهام بوعموشة

زيغود أهدى مصحفا شريفا لمسعود بوعلي

يقدّم المجاهد عمر شيدخ العيدوني، شهادته حول نضال منطقة أولاد عيدون التي أصبحت تسمى اليوم الميلية، ومشاركة سكانها بقوة في الثورة وخاصة في هجومات 20 أوت 1955.
أبرز ذلك بالتفاصيل في كتابه المسمى «مملكة الفلاقة: شهادة المجاهد عمر شيدخ عن الأحداث بمنطقة أولاد عيدون (الولاية الثانية المنطقة الثانية الناحية الأولى 221).
يؤكد شيدخ، الذي استقبلنا بمنزله بالميلية، أن هذه الولاية المجاهدة عرفت معارك ثورية خالدة لم تذكرها كتب التاريخ، أو بالأحرى همشت المنطقة رغم ما قدمته من تضحيات بفضل رجالها ونساءها.
ويبرز محدثنا أن الضابط ترانكي قدم إلى المنطقة للقضاء على الثورة، لكنه لم ينجح، وقام بمشروع مع شال لقصف المجاهدين بالحدود، وقطع تمويل الثورة بالسلاح.
يقول المجاهد: «القوة الكبيرة في الثورة هي الميلية، قال الجنرال شال لترانكي أعطيك اكبر قسم صعب في الجزائر، إذا قضينا عليه ربحنا الجزائر، وإذا لم نقض عليه خسرنا الجزائر».
ويشير شيدخ أنه في 9 ماي 1955 بالميلية، قام مناضلو المنطقة بعملية استهدفت تدمير ممتلكات الاستعمار، وإحراق مزارع المستوطنين، فوقعت أول معركة بالنسبة للشمال القسنطيني بين سطارة والميلية قتل فيها الدرك الفرنسي.
وبحسب ما سمعه عن مسؤولين كبار، كان زيغود يوسف رفقة بن طوبال عندما سمعا بالعملية قرر التخطيط لهجومات 20 أوت 1955، وتوسيعها إلى غاية الميلية، ويؤكد الفضل يرجع إلى المناضلين الأشاوس بالميلية في إنجاح هجومات 20 أوت، أغلبيتهم استشهدوا وهم مسعود بوعلي، وحسين بوتشيشة، صالح بوبرطخ، وغيرهم.
ويروي لنا المجاهد أشهر المعارك التي وقعت بالميلية، وهي معركة كتينة، حاليا سطارة وسط المدينة، قام بها سي عابد رحمه الله، وعلي بوزغدود، قتل فيها الجنود الفرنسيون واستشهد مجاهد من المنطقة، ومعركة أخرى بأراقوا قادها بن طوبال ومن كانوا معه من المناضلين، ومعركة اخرى في الحامة بقسنطينة، استشهد فيها مجاهد من منطقة الشلف، كان مع بن طوبال.
البركة.. من كبار مجاهدي المنطقة
ويبرز محدثنا شجاعة الشهيد مختار دخلي الشهير بالبركة من كبار المجاهدين الذي أبلى بلاءا حسنا في المعارك بالمنطقة ومن المقاتلين الشجعان يستحق الاحترام، قتلته الطائرة الفرنسية في اسردون بالميلية، وعلي منجلي أيضا قاموا بمعارك كبيرة بالميلية وسكيكدة، وفي قسنطينة.
ويؤكد شيدخ أن عظمة 20 أوت 1955 في سكيكدة، التي استشهد فيها الكثير من الجزائريين، وفي الميلية خرج الجزائريون حاملين أسلحة بيضاء .
ويشير الى أن المناضل علي بن جكوا وعلي بوتشيشة طلبوا ممن لا يحمل السلاح أن ينسحب كي لا تقتلهم قوات العدو، ويقول:
« المناضل سي مسعود بوعلي أشرف على هجومات 20 أوت في الميلية».
ويتحدث شيدخ عن هجومات في 20 أوت 1955 التي انطلقت في سكيكدة التي قادها ميدانيا المناضل إسماعيل زيغد والذي قتل فيما بعد، وفي ناحية الميلية أخذوا مواقعهم بحسب المهمة الموكلة إلى كل واحد منهم.
يقول: «كلفنا بالحراسة في مكان يسمى الدخسة من بسباس قرب مشتة بين لجبالة برفقة المجاهد محمد توبور، وفي يوم 22 أوت صعد المجاهد محمد بعداش إلى مرتفع يسمى الطهر، وصاح في الناس «الجهاد في سبيل الله»، فهب الناس حاملين السيوف والسكاكيين، ومن لم يجد قضيبا من حديد».
ويضيف: «فلما اقتربوا من منطقة لمروج توقفوا بأمر من بودشيشة حسين وبن جكون، ثم طلبا ممن يحملون سلاحا ناريا أن يتقدموا ليكونوا في الصفوف الأولى».
وبحسب شهادته: «في 22 أوت بقسنطينة، والميلية وقعت معركة كبيرة، لكن اكبر المعارك هي في اسردون، في 22 أوت قتل فيها 45 جنديا فرنسيا، واستشهد مجاهد من جيشنا، وهناك جرحى، المهمة الكبيرة في 22 أوت 1955 وقعت معركة ما بين الميلية وسيدي معروف، قتل فيها الحاكم رينو برتبة عقيد، استشهد جزائري بنواحي قسنطينة والخروب وفي قالمة، بحسب ما سمعنا».
في الميلية قتل من الجيش الفرنسي الكثير، وغنمت الثورة أسلحة كثيرة في معركة أسردون بقيادة علي بن جكون ومعركة بين الميلية وعين قشرة بقيادة بوزردوم السعيد ولم يقتل الشعب، وفي سكيكدة حدث العكس حيث قتل الشعب بكثرة، يضيف محدثنا.
يقول: « أهدى زيغود مصحفا شريفا لمسعود بوعلي بهذا النجاح ولبلائه الحسن في هذه الهجومات التي فاق نجاحها كل التوقعات». ويشير إلى أنه في 1955 اندلعت معارك كبيرة بين زرزور والميلية في المكان المسمى أخرطن، وبين العنصر والميلية في المكان المسمى تابوقار أغلبيتها من تخطيط وتدبير خيري محمد المدعو الكابران.
ويؤكد المجاهد شيدخ أنه بعد هذه العمليات النوعية الكبرى، وما حققته من نجاحات سياسية وعسكرية كان لها صدى واسع، ترسخت الثورة في المنطقة وقوت شوكتها وازدادت صفوف المجاهدين وحدة ونظاما.
وأصبحوا مسيطرين على الوضع متحكمين فيه إلى حد كبير وبقرار من المجاهدين صالح غربي، محمد زويكري المدعو بلحملاوي، بودشيشة حسين، محمود لبصير ورابح بودندونة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024