في 20 ديسمبر 1960، قدّم كريم بلقاسم نائب ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في الحكومة الانتقالية للجمهورية الجزائرية، بمناسبة نهاية المناقشة بشأن المسألة الجزائرية أمام الدورة الخامسة عشرة للجمعية العامة للأمم المتحدة، التصريح التالي:
«نعبر عن ارتياحنا بالتصويت الإيجابي، بمناسبة انتهاء المناقشات بشأن المسألة الجزائرية أمام الدورة الخامسة عشرة للجمعية العامة للأمم المتحدة في اللجنة السياسية، قرار المجموعة الأفرو-آسيوية المقرّرة تنظيم استفتاء في الجزائر، المنظم والمراقب من طرف الأمم المتحدة أعتمد بأغلبية الثلثين».
في اجتماع الجمعية العامة، يعترف القرار بالحق في تقرير المصير والاستقلال ووحدة وسلامة أراضي الجزائر، والحاجة إلى ضمانات صادقة وأكيدة للتطبيق الفعّال لتقرير المصير، ومسؤولية الأمم المتحدة للمساعدة في تنفيذ التطبيق العادل والفعّال لهذه المبادئ، حاصلا على 63 صوتا ضد 8 أي كثر من أغلبية الثلثين.
بالمقابل، فإن التعديل الذي اقترحته بعض البلدان الإفريقية بما يسمى «الناطقة بالفرنسية» والتي تبنت أطروحات الحكومة الفرنسية، لم تحصل حتى على أغلبية بسيطة.
وبهذا الصدد يعبر الوفد الجزائري عن امتنانه وتشكراته لجميع البلدان التي دعمت خلال هذه الدورة كفاح الجزائريين من أجل الاستقلال، كما أننا لم نتفاجأ بموقف الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا وبعض دول حلف شمال الأطلسي في جميع مراحل النقاش، من خلال المساعدة التي قدّموها على فرنسا.
نعبر عن خيبة الأمل العميقة للشعب الجزائري من موقف بعض الدول الإفريقية المسماة الناطقة بالفرنسية والمستقلة حديثا.
لقد تدخلت فرنسا باستمرار في المناقشات بالضغط على وفودهم، أما نحن بالعكس على يقين بإرادة شعوبهم، إن التصويت المعادي لهذه الوفود كان يبدو حاسما في رفض فقرة من القرار الأفرواسيوي في الجمعية العامة، بينما امتنع حتى الحلف الأطلسي عن التصويت النهائي، لقد صوتت هذه الدول وحدها ضد الجزائر، جنبا إلى جنب مع اتحاد جنوب افريقيا والبرتغال.
يعكس التصويت في الأمم المتحدة رفض الرأي العالمي للصفة التي منحها ديغول للجزائر، والموقف الرافض لجميع التدابير من جانب واحد، المستمد من الإلهام الاستعماري الجديد والذي شرع في تطبيقه الجزائر.
يقدّم هذا التصويت للشعب الجزائري دعما معنويا، في كفاحه من أجل الاستقلال منذ ست سنوات، وقد أثبت مؤخرا بشكل بطولي تطلعاته الحقيقية، عن طريق دعم الرأي العام العالمي له، فإن الشعب الجزائري عازم على مواصلة كفاحه وتحقيق حريته واستقلاله.
