صُحف أجنبية ضحية مغالطات الأخبار الفرنسية

تزييف الحقائق وتبريـر القتـل..تضليـل وبهتان إعلامي فرنسي!

س. بوعموشة

وقعت الصحف الأجنبية في مغالطات مصادر الأخبار الفرنسية، بحيث أعادت نشر ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية، ولم يتمكن الصحفيين الأجانب من الدخول إلى مناطق الانتفاضة، وقد ترجمت الصحف الاستعمارية مواقف مسيريها السياسيين، وغطت مختلف نشاطات المسؤولين الاستعماريين المدنيين والعسكريين وتغاضت الحديث عن المجازر وتلاعبت بالألفاظ للتأثير على الرأي العام.
وصفت برقية قسنطينة الأوروبيين بالشجعان والمعمرين بالمحاصرين والمعتدي عليهم، وصورتهم على أنهم ضحايا دافعوا عن حياة أسرهم المهددين من قبل المنتفضين وقالت: “المعمرون يعودون للكد في وسط الزوبعة الوحشية التي دمرتهم، عمال نساء قتلوا ببرودة وآخرين جرحوا.. يجب إحياء تلك الأحداث المشرفة، وخشونة المنتفضين وإفراطهم في القسوة “.
في حين وصف الجزائريون بالمتوحشين والمتعصبين والعصاة المتمردون والمعتدون والدمويون، وجاء في برقية قسنطينة بتاريخ 10 ماي 1945: “عناصر ذات طابع هتلري، قدمت نفسها لاعتداءات بأيادي مسلحة ضد سكان كانوا يحتفلون بالنصر فعبروا عن إرادتهم في تعكير صفو الفرحة العامة”.
وقالت أيضا: “العديد من القبائل البربرية في البابور، تقتات على الأرض ولها عادات غليظة وتفكير بسيط وهي اندفاعية يسهل التأثير عليها”، وجاء في عدد 13 جوان 1945 “العنصرية العربية التي يبثها القرآن”.
وكتبت جريدة صدى الجزائر بتاريخ 14 جوان 1945: “الحركة المتعصبة تسعى للانفصال عن الوصايا الفرنسية السخية والإنسانية.
وكتبت جريدة السطايفي الصغير petit sétifien بتاريخ 14 ماي 1945: “مجموعات متوحشة، التي توحشها لا يعرف الحدود، سارت بكل عنف تنهب تحرق تخرب، لم تترك ورائها إلا الآلام والخراب”.
 واتهمت الحركة الوطنية بأنها نازية، حيث قال الحاكم العام إيف شاطينو: “إنه من الواضح أن الاضطرابات من عمل أعضاء حزب الشعب المحظور، والأعضاء المحليين لأحباب البيان”، وطالبوا بإصدار حكم الإعدام على فرحات عباس، والدكتور سعدان وإدانتهم بمسؤولية الأحداث.
وتميز الخطاب الإعلامي لهذه الصحف الاستعمارية بالتهويل وتبرير القمع والتضليل وتجاهل الضحايا الجزائريين وشن حملة ضد الحركة الوطنية.
وكتبت أسبوعية الجمهورية الرابعة Quatrième république، بتاريخ 3 جوان 1945: “هيا لنعبر عن إرادة فرنسا، بعدم قبول المساس بسيادتها في الجزائر، وبذلك سنعبر عن فكر الجنرال ديغول، لا أحد يشجع الانتفاضة، لا المعمرون ولا غيرهم لا أحد يقتنع بانتهاج الطرق الميكيافيلية”.
استخدمت الصحف الاستعمارية أساليب عاطفية، معبرة عن معاني الحزن والأسى على الضحايا الأوروبيين، فوصفت الصحف المواكب الجنائزية للضحايا الأوروبيين بأسلوب عاطفي حزين، كتبت جريدة السطايفي الصغير بتاريخ 31 ماي 1945:« المدينة بكاملها عاشت موكب جنائزي رهيب، وبليغ الأثر للضحايا الأبرياء، ففي مساء 9 ماي وضعت الجثث في قاعة الحفلات، التي تحوّلت إلى قاعة الموتى..  كل السكان الأوروبيين تعاطفوا وانحنوا أمام الشهداء.. في الصبيحة 10 ماي سكان وأسر وأولياء جاؤوا بأعداد كبيرة للبكاء على مجازر مفقوديهم.. من المؤلم أن يكون النصر بالنسبة لمدينتنا، يوم حزن وحداد وأحداث مأساوية، إنها إشارة مستقبلية ويا حسرتاه! العديد من الفرنسيين دفعوا من دمائهم”.


 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024