التعليم في الجزائر.. مـن التواجـد العثماني إلى فجـر الاستقـلال

عنـدما هزمـت الكتاتيـب مشـروع الاحتـلال الفرنســي

سهام بوعموشة

كان للوقف دورا مهما في تمويل التعليم، فكان الاعتناء بالعلوم والآداب والمهام العلمية والدينية في المدينة بيد الحضر الأعيان من الجزائريين وفي الريف بيد شيخ الزوايا، وكان الاهتمام كبير بالمساجد والمدارس والزوايا والكتب والمكتبات والرحلات العلمية إلى خارج الجزائر.
انحصر التعليم قبل العهد العثماني في الحواضر الكبرى تلمسان، بجاية، وقسنطينة، إلا أنّ الدولة الجزائرية العثمانية حرصت منذ تأسيسها في 1518 على نشر التعليم في كافة المناطق وبناء المدارس والكتاتيب واشتراك الزوايا في هذه العملية.

كان المعلم الموجّه للتلميذ والمرشد للمجتمع، فهو الشيخ والأستاذ والإمام وأحيانا المفتي والقاضي، وكان المعلم يدرس كلّ أبناء المجتمع في المساجد أو الزوايا أو يدرس أبناء أسر معينة.
كان التعليم العام الرسمي من حظ الأبناء الذكور أما البنات فكان حظهن قليل، وكانت مدينة تلمسان، وقسنطينة مدينة جزائرية بعد الجزائر العاصمة تحظى بمكانة ثقافية وبنشاط العلماء والتعليم، فاشتهرت قسنطينة بمساجدها وزواياها وبيوتها الكبيرة التي تعجّ بالمكتبات التي تحتوي على كتب المشارقة والأندلسيين، إضافة إلى التآليف المحلية.

واقع التعليم في الجزائر قبيل الإحتلال
لم تكن الأمية سائدة في الأوساط الاجتماعية قبيل الغزو، بل كان التعليم متطورا، ويتجلى ذلك من خلال الهياكل الإسلامية التي أشرفت على أداء الرسالة التعليمية من مساجد، زوايا، كتاتيب، مدارس قرآنية، حيث كان يدرس فيها العلوم والمعارف، وتقوم مهمتها في تعليم الشعب وتنشئته نشأة عربية دينية صالحة.
وكانت مداخيل المدارس ونفقة المعلمين تؤخذ من الأحباس وعائدات الأوقاف عبارة عن أراضي فلاحية، فنادق وغيرها، مثلما تؤكده أنيسة بركات درار في كتابها”محاضرات ودراسات تاريخية وأدبية حول الجزائر”.
اشتهرت مدينة تلمسان بمدارسها حوالي 50 مدرسة ابتدائية وثلاث معاهد للتعليم الثانوي والعالي، وفي مدينة قسنطينة حوالي 90 مدرسة ابتدائية و7مدارس التعليم الثانوي، والعالي، وفي مدينة الجزائر توجد 100مدرسة لتعليم القراءة والكتابة والحساب، أما في البوادي فإنّ الزوايا هي التي كانت تهتم بنشر التعليم ومبادئ الدين.
ويعترف الجنرال فيالار أنّه لاحظ سنة 1834، أنّ العرب كانوا يتقنون القراءة والكتابة وفي كل قرية توجد مدرستان.
وعدد المدارس يناهز 2000 مدرسة، توجد معاهد وجامعات في الجزائر العاصمة، قسنطينة، مازونة، تلمسان ووهران.
تجمع العديد من مصادر التاريخ على أنّ نسبة المتعلمين في بداية الإحتلال الفرنسي تراوحت ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف في كلّ ولاية، يصلون إلى دراسة علم الحقوق (الفقه) والشريعة، ويحصلون على لقب علماء. لكن إدارة الإحتلال عملت على قدم وساق لتدمير رموز الهوية الوطنية عبر محاربة اللغة العربية بهدم كلّ المؤسسات التعليمية التي كانت موجودة، وترسيخ الثقافة الفرنسية والبداية كانت بمحاربة الزوايا.
أدركت إدارة الإحتلال الفرنسي أنّ اللغة العربية هي أبرز مقوّمات الشخصية الجزائرية، فاستهدقت المدارس، الصحافة، الكتب والمخطوطات، استولت على بعض البنايات المدرسية بدعوى استغلالها وفق حاجاتهم وحولوها إلى مكاتب إدارية مدنية أو عسكرية، واضطرت بعض المدارس إلى غلق أبوابها بعد مقتل معلميها في المعارك أو هجرتهم إلى مناطق آمنة وخارج الجزائر، لتحويل المجتمع الجزائري إلى مجتمع أمي.
وسنّت قانونا يمنع تنقل الأشخاص من مكان لآخر بدون رخصة، وحدّدت المدارس القرآنية وراقبت مدارس الزوايا وأغلقت، كما منع فتح المدارس العربية إلا برخصة من السلطات الفرنسية، وبخاصة منذ صدور قانون 18-10-1892، وفي حالة تسليمها توضع إجراءات منها الاستعلام عن صاحب الطلب، قبول عدد محدود جدا من التلاميذ في هذه المدارس، وفي 1904 صدر قانون يمنع فتح أية مدرسة لتعليم القرآن إلا برخصة من السلطات، وإذا سمح بفتحها تبعا للشروط السابقة، فإنّه يمنع عليها تدريس تاريخ الجزائر وجغرافيتها، جاء في أحد التقارير الفرنسية (لجنة القروض الإستثنائية في 1847)، :«لقد تركنا المدارس تسقط وشتتناها، لقد أطفأت الأنوار من حولنا، أي أننا حولنا المجتمع المسلم إلى مجتمع أكثر جهلا وبربرية مما كان عليه قبل معرفتنا”.
وفي المدن الكبرى منع تعليم اللغة العربية والقرآن الكريم، واستولت سلطات الإحتلال على الأوقاف حرمت المساجد والمدارس من موردها الأساسي الذي كان يمونها، إلا في الحالات التي تدخل فيها السكان للتكفل بحاجيات المعلم الذي أصبح يتعاقد مع القبيلة أو الدوار فيما يدعى مشارط.

نهب الكتب والمخطوطات
في الوقت الذي كان التوسع العسكري على أشدّه كان الفرنسيون من مدنيين وعسكريين يستولون على ما تحتويه المكتبات العامة والخاصة في المساجد والزوايا والدور، وقد لقيت مكتبة الأمير المصير نفسه بعد سقوط عاصمته المتنقلة “الزمالة”في 1843، وتلت هذه العملية نهب وسطو على مختلف المخطوطات في مختلف المجالات، وكان الكثير من الفرنسيين من صحفيين وعسكريين أو هواة أو غيرهم يتنقلون بين المدن والقرى وفي المؤسسات الثقافية يجمعون هذه الكنوز الثمينة لدراستها أو بيعها لدور الوثائق والمخطوطات في فرنسا أو غيرها من البلاد الأوروبية.

إنشاء مدارس فرنسية
عرف الفرنسيون أنّ تعليم لغتهم لأبناء الجزائريين هو السبيل السهل للسيطرة عليهم، واستغلالهم، ولهذا دعا الكثير من عسكريين ومدنيين إلى الاهتمام بتعليم الأهالي اللغة الفرنسية، ومن أشهرهم الجنرال بيجو الذي كان يرفع شعار:«السيف والمحراث والقلم، وكان الدوق دومال هو أيضا من المطالبين بهذا، حيث قال:«فتح مدرسة وسط الأهالي يعد أفضل من فيلق عسكري لتهدئة البلاد”.
كان يتعلم الطفل الجزائري في هذه المدارس اللغة الفرنسية والتاريخ الفرنسي والحضارة الأوروبية، لكن لم يكن يسمح لهؤلاء بإكمال تعليمهم، كما أن الكثير منهم اضطر لترك المدرسة بسبب الفقر، وكونت فئة من الجزائريين خدمت في المؤسسات الرسمية الفرنسية كمترجمين وقضاة وكتاب وإداريين بسطاء.
اهتمت الكنيسة بالتعليم في الجزائر منذ 1838، وفتحت مدارس ابتدائية تحت سلطتها، وبعد كارثة المجاعة التي أصابت الحرث والنسل، أسس الكاردينال لافيجري، جمعية الآباء البيض، التي انتشرت في شمال إفريقيا، فتحت المدارس والمصحات ومراكز التكوين المهني للتوغل بين السكان لمحاولة تنصيرهم وبرنامج لهدم العقيدة والأخلاق الاسلامية. وقدمت الدواء للمرضى والمشردين والعجزة تحت ستار المساعدة والأعمال الخيرية.
عارض المعمّرون في الجزائر وفرنسا تعليم الجزائريين وطالبوا بتعليم أبناء الفلاحين تعليما فلاحيا École Ferme، لخدمة مصالحهم ومصالح المستعمرة لتكوين يد عاملة محلية رخيصة لمواجهة اليد العاملة الأوروبية التي تطلب أجورا أعلى وإبقاء الجزائريين في الأرياف بعيدا عن الحواضر حتى لا ينافسوا الأوروبيين في الوظائف إذا ما تابعوا التعليم العادي.
تسير العديد من المصادر إلى أنّ التعليم العربي الإسلامي، كان مزدهرا في 1830، تنتشر المدارس في أغلبية القرى والدواوير، ويعترف الجنرال فاليزي عام 1840 بأنّ وضعية التعليم في الجزائر كانت جيدة قبل التواجد الفرنسي لأنّ كلّ الجزائريين تقريبا يعرفون القراءة والكتابة، ويؤكد ذلك المسؤول عن التعليم العمومي في الجزائر “ديشي”، بقوله “كانت المدارس بالجزائر والمدن الداخلية وحتى في أوساط القبائل كثيرة ومجهزة بشكل جيد وزاخرة بالمخطوطات، ففي مدينة الجزائر هناك مدرسة بكلّ مسجد يجري فيها التعليم مجانا ويتقاضى أساتذتها أجورهم من واردات المسجد، وكان مدرسيها أساتذة لامعون تنجذب إلى دروسهم عرب القبائل”.
ارتكز التعليم الاسلامي على الدراسات الدينية واللغوية والأدبية، وقليل من الدراسات العلمية كالرياضيات والهندسة والفلك والفيزياء، وكانت الكتاتيب القرآنية والمساجد والزوايا أهم المعاهد، غطى تعليمها المدينة والقرية والجبل والصحراء.
كانت الزوايا تضمن للطلبة نظام داخليا يعفيهم من تكاليف ونفقات المأوى والملبس والمأكل، كان التعليم العربي يتألف من مستويات ثلاث هي الابتدائي والثانوي والعالي وكان التعليم الثانوي والعالي مجانا، والتعليم الابتدائي يتم في المدارس القرآنية، والتعليم في المساجد كان بمثابة التعليم المتوسط يتعلم الطفل فيها حفظ القرآن ويتقن القراءة والكتابة ويتعلم مبادئ الدين، ويحفظ المتون والنصوص الضرورية، وفي الثانوي يواصل المطالعة والفقه ودراسة النحو والصرف وأوليات التفسير ومصطلح الحديث والسيرة النبوية، والدراسات العليا تشمل الفقه وأصول الدين والتوحيد والتاريخ الإسلامي وبعض الحساب والفلك والجغرافيا والطب وكلا التعليميين الثانوي والعالي يتم في الزوايا.
كان لدور جمعية العلماء المسلمين الجزائريين منذ تأسيسها في 5 ماي 1931 بنادي الترقي بالعاصمة، ردا على الاحتفال بمرور قرن على احتلال الجزائر. في تأسيس المدارس لإعداد جيل جديد متشبع بالمبادئ والقيم الاسلامية ومتقن للغة العربية، قال الشيخ البشير الابراهيمي:« جاء الدور الثاني لجمعية العلماء وهو دور التربية الاسلامية والتعليم العربي الابتدائي الحر المستحمل على المبادئ العربية وآدابها ومبادئ التاريخ الاسلامي والتربية الاسلامية... للجمعية الآن (1954) بل للأمة الجزائرية أكثر من 150مدرسة ابتدائية حرة، رغم الإستعمار الفرنسي، يتردد عليها أكثر من 50 ألف تلميذ من أبناء الأمة الجزائرية بنين وبنات يدرسون مبادئ لغتهم وآدابهم وأصول دينهم وتاريخ قومهم”.

سكان الجزائر كانوا أكثر ثقافة من سكان فرنسا
أغلقت إدارة الإحتلال نحو ألف مدرسة ابتدائية وثانوية وعالية، كانت موجودة في الجزائر منذ 1830، وقد حمل أحد الكتاب الفرنسيين ويولار فرنسا مسؤولية تأخر الجزائر في القرن العشرين، إذ يقول:«لقد أشاع دخول الفرنسيين إلى الأوساط العلمية والأدبية اضطرابا شديدا فهجر معظم الاساتذة مراكزهم هاربين، وقد قدر عدد الطلاب قبل 1830 بـ15 ألف طالب أو يزيدون ومهما يكن من أمر فلم ينجح من المدارس القديمة سوى عدد قليل من المدارس الصغيرة وحرمت أجيال عديدة من التعليم”.
كان التعليم الجزائري مزدهرا قبل الإحتلال الفرنسي وبشهادة الفرنسيين أنفسهم، الذين أكدوا أنّ الأمية كانت منعدمة تقريبا في الجزائر، وذكروا أنّ سكان الجزائر أكثر ثقافة من سكان فرنسا وأنّ نسبة الأمية في 1830 أقل منها في فرنسا.
عملت فرنسا على إزاحة اللغة العربية التي كانت هي لغة التعليم في كلّ المستويات التعليمية، وعوضتها باللغة الفرنسية.
ويذكر الاستاذ زرهوني، أنّ التعليم الثانوي في 1962 كان في حالة يرثى لها على غرار الميادين الأخرى، وأنّ نسبة الإنتساب إليه كانت أقل من 20 بالمائة من مجموع التلاميذ الذين صادف بلوغهم سنّ الدراسة أي الدخول المدرسي الأول بعد الاستقلال وكانت المدرسة المفتوحة لهم تتلخص مهمتها فيما يحتاج إليه الإستعمار من مساعدين وعمال جزائريين، والأغلبية الساحقة من أبناء الجزائريين كانوا يعانون سياسة التجهيل، وبفضل الكتاتيب والجوامع القرآنية والدروس، التي كانت تلقى بالعربية والقرآن الكريم حافظت البلاد على شكل من التربية يتفق وقيمها العربية الاسلامية.
ولقد كانت هذه المرحلة الموروثة من النظام الفرنسي تخص من هو في سن يتراوح ما بين 6 سنوات إلى 14سنة كاملة تمتد على ثماني سنوات دراسية ابتداء من السنة التحضيرية لتعليم الجزائريين اللغة الفرنسية وكانوا يضيعون لنا سنة السنة التحضيرية، وكذلك بالنسبة للسنة النهائية الثانية بعد ترشيح التلاميذ، الذين تجاوز سنهم 14سنة إلى شهادة التعليم الابتدائي، ثم بتقديم بعضهم إلى امتحان القبول إلى القسم الخامس أي السنة السابعة من التعليم الأساسي حاليا.
يعني السنوات 3,4.5.6، ومن السنة 1.2 بالنهائية أي القبول في القسم الخامس من المدارس التكميلية أو من الطور الأول للتعليم الثانوي العام أو ثانويات التعليم التقني.
كانت السنة الأولى من التعليم الابتدائي تعتبر آنذاك سنة دراسية خاصة بالأهالي، لتعليم مبادئ اللغة الفرنسية، الشئ الذي كان يضيع لهم سنة كاملة أضف إلى ذلك أنه لا يتم تسجيل البعض إلا بعد تجاوزهم السنة السادسة، وذلك في المدارس الريفية والحضرية على حد سواء عمدا وبحجج مختلفة كعدم وجود مكان، وفي بعض الأحيان لا يسمح لهم بالتسجيل إلى غاية السنة التاسعة، ويتم التمدرس غالبا في ظروف غير ملائمة للنشاط المدرسي، وأقول ربما في ظروف صعبة، فضلا عن ذلك كان التعليم يتسم بالتباين من منطقة إلى أخرى والفوارق التي كانت موجودة بين نسب البنات والبنين..وقد بلغ إلى حد منع التلميذ الجزائري أن يتلفظ في القسم وحتى في فناء المدرسة بعبارات غير فرنسية، وإجباره على حفظ تاريخ غريب عن تاريخ أجداده قصد مسخ التلميذ وعزله عن محيطه الطبيعي وتشويه انتمائه التاريخي والحضاري.
المرحلة ما بين 1962و1963، في عهد الجزائر المستقلة، اتخذت وزارة التربية آنذاك قرارا يقضي بإدخال اللغة العربية في جميع المدارس الابتدائية بنسبة سبع ساعات في الأسبوع في بداية الاستقلال، وقد وظف على أساس ذلك في جميع المدارس، وكان في الأحياء الشعبية بنسبة ثلاث ساعات أسبوعيا، وقد وظف 3.452 معلما للعربية و16.450 للغة الأجنبية منهم عدد كبير من الممرنين، وكان الممرن له أحيانا مستوى السنة الرابعة متوسط، وكان التوظيف في البداية بدون امتحان، لأنه كان هناك فراغ كبير، وكان يجب أن نسد هذا الفراغ في أقرب وقت ممكن حيث كانت طلبات الجزائريين الاجتماعية كثيرة.
أدخلنا التلاميذ وأعمارهم ما بين  9 و10سنوات لأنهم لم يدخلوا في السن القانونية قبل الإستقلال، إذن الأبواب كانت مفتوحة 100بالمائة لجميع التلاميذ، ولهذا اضطرت الوزارة إلى توظيف الممرنين في البداية بدون تكوين، المهم أن يكون حاضرا في القسم ولو كان لا يعرف كيف يعلم.
وظف الممرنون قصد سد الفراغ الذي تركه 16 ألف أو 10 آلاف معلم فرنسي غادروا الجزائر بصفة جماعية، زيادة على 425 معلما جزائريا من مجموع 2.660 معلما غادروا التعليم ووظفوا في شركات لأسباب اجتماعية وغيرها.
وأسندت لهؤلاء المعلمين المبتدئين مهمة التدريس بعد أن تدربوا في ورشات صيفية، وفي انتظار إصلاح شامل يتناول بنيات التعليم ومضامينه وطرائقه أجريت على التعليم تحويرات مختلفة منذ 1962.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024