السيدة زوبيري فاتيا، مسيّرة مخبر تحاليل ومراقبة النوعية بالوادي

مشاريع تجسّدت وأخــرى تهتـم بالبيئـة في الأفـــق

سلوى روابحية

اختارت السيدة زوبيري فاتيا حرم جبالي الاستثمار في مجال تخصّصها في البيوكيمياء من خلال مخبر التحاليل التي أنشأنه قبل ثلاث سنوات فقط في مسقط رأسها بوادي سوف، بدعم من الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب التي قدّمت لها يد المساعدة من أجل تحقيق حلمها في إنشاء مشروع خاص بها، وكان لها ما أرادت.

عندما تخرّجت السيدة زوبيري في سنة 2000 بدبلوم في البيوكيمياء من جامعة قسنطينة لم تجد من سبيل سوى استغلال الفرصة التي كانت توفرها وكالة دعم تشغيل الشباب في تقديم المساعدات المباشرة لكل من يرغب في إطلاق مشروع ما، خاصة في سنة 2007 والحملة الواسعة التي قامت بها هذه الأخيرة من أجل حثّ الشباب على الاستفادة من الفرص المتاحة في هذا الإطار.
وكانت السيدة زوبيري واحدة من الشابات اللاّئي لم يتردّدن في التقرب من الوكالة الجهوية على مستوى وادي سوف،وبقدر ما رحبّوا بها ــ مثلما تقول ــ بقدر ما اندهشوا عندما تقدّمت امرأة وفي منطقة لا تزال محافظة، طالبة دعما ماليا لفتح مخبر تحاليل ومراقبة النوعية، ومن هنا بدأت المغامرة.
لا يحلو للسيدة زوبيري الحديث عن مغامرتها إلاّ بالتنويه بالدعم الكبير والمساندة المطلقة التي وجدتهما في رفيق دربها السيد جبالي، الذي رافقها منذ أن بدأت الفكرة تتبلور بداخلها وكان السند القوي لها، ووقف إلى جانبها إلى غاية تجسيد المشروع في فتح مخبر للتحاليل هو الأول من نوعه في منطقة وادي سوف والمدن المجاورة لها، وذلك من حيث نوعية المخبر وتجهيزاته الحديثة التي نالت إعجاب وزير العمل السابق السيد الطيب لوح خلال تدشينه له في جانفي 2012،وكان المشروع يعدّ نموذجا لإصرار الشباب عموما والشابات على وجه الخصوص على رفع التحدي والثبات على النجاح.
غير أنّ بلوغ الهدف المسطّر من طرف البيولوجية زوبيري لم يكن مفروشا بالورود، إذ وجدت العديد من الصعوبات
والتحديات بدءا بالبيروقراطية التي عطّلت تجسيد المشروع في الآجال المعقولة.
أولى الاجراءات انطلقت في 2007 ولم تتحصّل على القرض من البنك إلاّ في سنة 2009 بقيمة 350 مليون سنتيم، بينما ساهمت وكالة دعم الشباب بحوالي 100 مليون والمستفيدة من التمويل بحوالي 80 مليون، هذه المبالغ سمحت لها باقتناء تجهيزات حديثة لتهيئة المخبر الذي خضع فيما بعد إلى عملية مراقبة دقيقة قبل منح الاعتماد، لينطلق العمل فيه بعد عملية إشهار واسعة مكّنت المخبر من كسب العديد من الزبائن داخل وخارج وادي سوف ولاسيما في المناطق المجاورة كورقلة، تبسة وبسكرة.
مخبر التحاليل ومراقبة النوعية والمطابقة يقدّم نفسه على أنّه المخبر الوحيد في المنطقة القادر على القيام بالتحاليل بواسطة جهاز الكروماتوغرافيا السائلة ومطيافية الامتصاص الذري، وتمتد خدماته لتشمل التحاليل الميكروبيولوجية والفيزيوكيميائية في كل ما يتعلق بالمواد الغذائية ومواد التجميل والصيانة المنزلية، ومياه الشرب وتحاليل التربة،
وغيرها من المواد بما فيها المستوردة.
وعن المشاريع الحالية والمستقبلية، تقول السيدة زوبيري أنّ طموحها لا يقف عند هذا الحد وأنّها ترغب في توسيع مشروعها وتطوير المخبر من خلال عملية لإعادة التأهيل للحصول على الاعتماد الدولي، فضلا على طلبها الخاص بالحصول على الاعتماد الخاص بالبيئة. وفي هذا الإطار أعدّت دفترا تجاريا ثانويا لمكتب دراسات بيئية يبحث في مسائل مرتبطة بالمخاطر التي تهدّد المحيط والبيئة.
المرأة الجزائرية بطبعها ذكية وما عليها إلاّ استعمال هذا الذكاء في تطورها وازدهارها، وخاصة إذا كانت حاملة لمشاريع استثمارية تتطلّب الكثير من التحدي والعزيمة والشجاعة أيضا تقول السيدة زوبيري، التي تضيف بأنّ على المرأة التي تسعى لإطلاق مشروع ما أن لا تتردّد في تجسيد حلمها، وأن لا تتراجع إلى الوراء وتتقدّم بثبات رغم الصعاب التي لا تزال موجودة، وما عليها إلا أن تواصل بكل ما أوتيت من عزيمة وصبر وإرادة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024