المولعة بعالم الروبوتيك والألياف البصرية «العالية أوداي» لـ»الشعب»:

أدعو نساء الجزائر لتغليب ثقافة الإبداع على ثقافة اليأس

علاء.م

إسمها «العالية أوداي» وعمرها 28 سنة وتنحدر من مدينة شرشال الأثرية، هي نموذج حي للشابة المتألقة في ثوب سيّدة أعمال لا تيأس ولا تعرف معنى لمصطلح اسمه الفشل، إختارت منذ حصولها على البكالوريا في 2006 تخصصا لطالما كان إلى وقت قريب حكرا على الجنس الخشن وغاصت في أعماق الالكترونيك الدقيقة لتكتشف عن قرب معاني الألياف البصرية والشبكات الهاتفية والكهربائية وعالم الروبوتيك السحري الذي قلّما يجرأ أحد من أبناء البلد على الغوص في أعماقه.
اختارت تخصص الالكترونيك عن قناعة في خضم دراستها بجامعة البليدة أين حصلت على شهادة الليسانس عن جدارة في نظرية المعلومات والأنظمة الكهربائية، ولأنها كانت تنتمي دوما إلى فئة المتفوقين فقد وقف الحظ إلى جانبها لمواصلة المشوار مع مستويات الماستر بالجامعة ذاتها في تخصص الروبوتيك وأنظمة الرؤية . ختمت دراستها بهذه الدرجة بمشروع نموذجي بمعية زميلة لها يعنى بصناعة رجل آلي يفقه مداعبة كرة القدم، كان ذلك سنة 2011 عقب مرور عام كامل على حصولها برفقة جمع من زملائها كفوج عمل مشترك على المرتبة الثالثة في تظاهرة «أوروبوت الجزائر» بقسنطينة مما أتاح لهؤلاء الاستفادة من دعوة للمشاركة في النسخة العالمية لذات التظاهرة بسويسرا بحيث حصل الزملاء على المرتبة 33 عالميا فيما غابت «العالية أوداي» عن الموعد لأسباب ربطتها بكثافة الامتحانات وضغط الدراسة، الا أنّ ذلك لم يمنعها من تجربة حظها بمعية زملائها من جديد في «أوروبوت الجزائر» في طبعتها الجديدة لسنة 2011 لتتم بذلك 6 سنوات كاملة من المشاركة في ذات التظاهرة العلمية وتنهي مشوارها الدراسي بجامعة البليدة بمشروع علمي بارز له علاقة وطيدة بعالم الروبوتيك.
ولأنّها لا تزال إلى اليوم مولعة بعالم الروبوتيك فقد إنتقتها جمعية «كوكب المعرفة» المنظمة لتظاهرة «أوروبوت الجزائر» للانتماء إلى لجنة التحكيم للنسخة المقبلة المزمع إقامتها بجامعة البليدة منتصف الشهر القادم، بحيث دعيت المتألقة «أوداي العالية» لتربص تكويني وتاهيلي بومي 27 و28 فيفري للاطلاع عن كثب على مختلف الحيثيات والتفاصيل التقنية المتعلقة بتقييم المتسابقين في التظاهرة التي تعتبر من بين أهم التظاهرات العلمية البارزة في مجال بعث روح المنافسة العلمية بين الجامعيين ببلادنا.
و بعيدا عن عالم الروبوتيك السحري، تمكنت المتألقة «أوداي العالية» من تكوين مؤسستها الخاصة بعنوان «إنشاء الوحدات الهاتفية والكهربائية ومختلف الشبكات» بدعم من جهاز دعم تشغيل الشباب بحيث حصلت على عتادها نهاية العام المنصرم لتشرع مباشرة في مزاولة نشاطاتها على أرض الواقع من خلال تجسيد مشاريع تنموية تابعة لقطاع الاتصالات عقب توقيع اتفاقية في الموضوع مع وحدة ولاية تيبازة لمؤسسة اتصالات الجزائر.
 أعربت «العالية أوداي» بذلك عن أملها في توسيع مؤسستها لتشغيل أكبر قدر من العمال وتمكينهم من الاسترزاق والتكفل بعائلاتهم في ظروف تحمل في طياتها قدرا كبيرا من الكرامة وراحة الضمير.
 للإشارة فإنّ المؤسسة تضمّ حاليا 5 عمال متخصصين يتم التكفل بهم بصفة شاملة بما في ذلك ما تعلق بالإطعام، فيما ترغب مسيرة المؤسسة لتوسيعها مستقبلا على أمل إقتحام المشاريع التنموية بمختلف ولايات الوطن وعدم الاكتفاء بما يقترحه قطاع الاتصالات لولاية تيبازة، وهو القطاع الذي يقترح أوجها مختلفة من مشاريع تطهير الكوابل النحاسية ونصب الألياف البصرية وتجسيد أعمال جديدة في الاختصاص تعتبرها المتألقة «اوداي العالية» في مجملها تندرج ضمن تخصصها الذي كافحت من أجله طيلة دراستها الجامعية بمرحلتي الليسانس والماستر، بحيث مكنها هذا التألق من كسب ثقة إدارة التكوين المهني بالولاية والتي كلفتها بتكوين دفعة من المتربصين حاملة لمشاريع في الاتصالات بمركز التكوين المهني لتيبازة على مدار 3 أشهر.
 مع الإشارة إلى كونها لم تنقطع يوما عن العمل والكد والجد في كل مناحي الحياة بدءا بالتدريس لمادة الرياضيات بإحدى المؤسسات التربوية عقب التخرّج من الجامعة مباشرة وانتهاءً بتسيير مؤسسة إنشاء الوحدات الهاتفية والكهربائية ومختلف الشبكات مرورا بتسيير مصلحة الإمداد بمؤسسة «لافارج» المختصة في صناعة الاسمنت وتسيير مؤسسة مؤسسة الفندقة والاطعام التي تملكها شقيقتها الكبرى.
ومن هذا الموقع الحصين الذي استلهم معالم وجوده من مقتضيات التكنولوجيا الحديثة، فقد خطت «العالية أوداي» رسالة قوية لتلقي بها في أحضان بنات حواء عبر الجزائر العميقة مفادها كون الحقوق المعتبرة التي حصلت عليها المرأة  تبقى بحاجة ماسة إلى تثمين وتحصين من خلال فرض المرأة لكيانها كمكمل لابد منه للرجل في كل مناحي الحياة، وإذا كانت المرأة مجبرة على التقيّد بمقتضيات أنوثتها وتبعيتها المعنوية للرجل فهي تبقى مطالبة أيضا بالتخلي عن ثقافة مهن المكاتب وتلقي الرواتب الزهيدة التي لا تسمن ولا تغن من جوع مع التحلي يروح الإبداع والبحث الدائم عن واقع أفضل.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024
العدد 19444

العدد 19444

الأحد 14 أفريل 2024