المنتخبـــــة المحليــــــة قالــــــة نــــــوارة بباتنــــــة

منطقتها النائية لم تمنعها من ممارسة السياسة

لموشي حمزة

ارتبط اسمها بالتحدي والإصرار على تحقيق النجاح رغم كل العقبات، بداية تواجدها في إحدى المناطق النائية بعاصمة الاوراس باتنة، ومرورا بدراستها بولاية قسنطينة سنوات العشرية السوداء، وانتهاء بكونها أول امرأة تنتخب بالمجلس البلدي لبلدية منعة لا تخاف لا التحدي ولا الفشل ولا حتى النقد، إنها السيدة قالة نوارة زوجة خليف، من مواليد1971 بمنعة بولاية باتنة، إحدى حرائر الأوراس الأشم، التي إلتحقت بالعمل وعمرها 17 سنة، حيث «تعففت» عن المسؤولية كثيرا لما أعطيت لها، لتنتقل بعدها إلى المعهد العالي لإطارات الشباب بولاية قسنطينة سنة 1986 ودرست باختصاص الفنون التشكيلية كمربية مختصة، لمدة عامين لتعين بالمركز الثقافي لثنية العابد أول منصب عمل تبدأ به مشوارها المهني كان المركز الثقافي كأستاذة تربية، أين قامت بتنشيط الحركة الثقافية والفنية بالمنطقة عندما كان الفن أخر اهتمامات السكان بتلك المناطق نظرا للظروف الصعبة التي عايشوها خاصة زمن الإرهاب الأعمى.
وأشارت السيدة قالة أن  حولت منزلها إلى ورشة مفتوحة للخياطة والحلاقة لتعليم بنات منعة وكسر الطابو بخصوص أن المرأة لا يجب أن تخرج من منزلها واستفادت  من »حنكة« هذه السيدة التي أزالت النقاب عن قدرات المرأة وطموحاتها، ولعل ما ساعد  المرأة في مناطق الأوراس النائية بعيد عن الميدان هو غياب المرافق الضرورية والخدماتية الخاصة بها،حيث واصلت القوة الناعمة مشوارها، حيث أغلقت بحلول هذا العام 22 سنة خدمة، تقول ضيفتنا أنها لم ترض بعد طموحها كإمرأة أولا وكعاملة مؤكدة على التحدي والتضحية هما عنوان مسيرتها التي انطلقت مرة أخرى في مجال أخر كعضوة في بلدية منعة،  قالة نوارة أنها كغيرها من نساء الجزائر تزوجت زواجا تقليديا ، حيث أكدت لنا أنها لم تفكر مطلقا في حياتها بولوج هذا العالم نظرا للتعقيدات الكثيرة الموجودة فيه و لكن عندما شرف رئيس الجمهورية الجزائريات بمنحهن حصتهن من المقاعد المحلية والبرلمانية، رأت أنها ستفيد منطقة منعة وبالتحديد فئتي النساء والشباب، وتعطي رفقة كل كفاءات المنطقة دفعا جديدا للتنمية وفك العزلة عنها، وبعد إلحاح أعيان المنطقة وكل من يعرفها على الترشح قبلت المسؤولية وحملت على عاتقها كل انشغالات المنطقة فكان لها ما أرادت وحققت قائمتها الانتخابية فوزا ساحقا مكن حزبها من ترأس البلدية.
وأكدت محدثتنا أنها نشطت رفقة زملائها في الحزب أفضل حملة انتخابية لأنها كانت حملة صادقة هدفها رفع الغبن عن سكان منعة وإعادة الاعتبار للبلدية التي عانت لأكثر من 15 سنة من التهميش بسبب العروشية التي نخرتها وجعلتها في مؤخرة ترتيب البلديات من حيث التنمية خاصة رغم توفرها على طاقات وإمكانيات مادية وبشرية قيمة، ولعل أبرز شيئا أكدت عليه السيدة قالة نوارة هو موضوع ضرورة الاهتمام أكثر بالمرأة الريفية كونها طموحة بحكم المعاناة، من خلال توفير بعض المرافق لمساعدتها أكثر على الاندماج في المجتمع وإستغلال طاقتها و هذا ما دفعا لقبول منصب نائب رئيس المكتب الولائي لباتنة للجمعية الوطنية للمرأة الريفية موجهة نداء لكل نساء باتنة ومنعة لرفع التحدي ومواجهة الفشل بقوة والاستمرار في مسيرة بناء الجزائر.
وقبل مغادرتنا لمنزلها أرادت توجيه رسالة شكر لفخامة رئيس الجمهورية لفضله الكبير في ترقية المشاركة السياسية للمرأة الجزائرية و إعطائها  الفرصة لصناعة الذات.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024