السيدة بنو جعفر كريمة (صاحبة أول مشروع من نوعه في الجزائر)

أعلاف الزيتون للتدفئة وإنتاج الكهرباء والتجميل

سلوى ــ ر

بدأت السيدة بنو جعفر مشوارها المهني في قطاع التعليم، لم تكن أبدا تتصور أنها بعد تجربة 28 سنة في التدريس سيتغير مسارها نحو مجال يمكن وصفه بأنه فريد من نوعه، ويتعلق الأمر بجمع أعلاف الزيتون في الجزائر ومعالجتها قبل أن تكون قابلة لاستعمالات عديدة، وتصديرها نحو أوروبا وخاصة إيطاليا، حيث يتم استغلالها في إنتاج الكهرباء والتدفئة.

عندما زارت السيدة بنو جعفر بعض الدول العربية والغربية، واطلعت على تجارب العديد منها وخاصة تونس وإيطاليا استهوتها عملية معالجة فضلات الزيتون. من هنا جاءت فكرة إطلاق مشروعها، خاصة وأنّ هناك آلاف الأطنان من البذور ترمى وتحرق في العديد من المناطق خاصة في منطقتي القبائل الصغرى والكبرى.
تقول السيدة بنو جعفر أنّها بصدد توسيع المشروع ليشمل تكرير زيت الزيتون، وتتأسّف لكون الجزائر بلد منتج لزيت الزيتون لكن تكريره لا يحظى بالاهتمام. وتضيف في هذا الصدد أنّه وفقا لإحصائيات تمّ جمعها من عدة مناطق، يمكن معالجة 100 ألف طن من البذور المتوفرة بكثرة في كل من أقبو، البرج، القبائل الكبرى والصغرى.
حبّها الشديد لعملها الجديد الذي بدأ قبل أربع سنوات بعد أن كانت على مشارف التقاعد من التعليم، جعلها تصف مقر عملها الواقع في طفراوي بأنه بيتها الثاني، تقضي فيه معظم وقتها في الإشراف على معالجة أطنان من أعلاف الزيتون، قدّرتها بحوالي 500 طن، بعد أن تقوم بتجفيفها طبيعيا بدون مواد كيميائية ليتم تكسيرها بواسطة آلات صغيرة تساعدها في ذلك مجموعة من العمال وظّفتهم لتوفر بذلك مناصب شغل لبطالين عن العمل.
طموح السيدة بنو جعفر لم يتوقف عند استغلال أعلاف الزيتون وجعلها مادة أولية تستعمل لأغرض طاقوية
وتجميلية، بل تسعى حاليا إلى التصدير نحو أوربا وبالذات إيطاليا، حيث من المقرر أن تنطلق أول شحنة في الأسابيع القادمة بعد أن وجد منتوجها رواجا لدى شركات أوربية أبدت اهتمامها بالنوعية الطبيعية لهذا المنتوج.
ما أنجزته صاحبة المقاولة إلى اليوم، يعدّ مرحلة أولى في مشروعها، أما الثانية التي لا تقل أهمية عن الأولى والحلم الذي يراودها منذ مدة ، تكمن في الحصول على آلة لتكرير زيت الزيتون ومعالجة “كسب” الزيتون أي البقايا منه بعد عملية العصر. وحسب المعاينة التحليلية التي قامت بها في بعض المناطق على غرار ولاية تلمسان تبين لها أنّ حوالي 14في المائة من زيت الزيتون يبقى عالقا في  “الكسب” لأنّ إنتاج الزيتون يتم بطريقة تقليدية. المعالجة الأولية وبطريقة عقلانية ستؤدي إلى رفع كمية الزيت للاستهلاك المنزلي، وسوف تنعكس إيجابا على الأسعار المرتفعة جدا في الوقت الراهن المقدرة حاليا ما بين 600  إلى 800 دج للتر وقد تنخفض إلى ما دون ذلك بكثير وفي مرحلة ثانية.
وعن طريقة استعمال مواد كيميائية تضاف إلى كسب الزيتون يمكن الحصول على زيت هذه البذرة لاستعمالات تجميلية وإنتاج أنوع من الغسول كالصابون، وبعد ذلك وعن طريق الآلة يتم فصل كسب الزيتون عن الأعلاف
ويصدر مباشرة إلى أوروبا، ومردودها المالي مربح للغاية خاصة من حيث العملة الصعبة وبالتالي المساهمة في دعم الإنتاج خارج قطاع المحروقات.
خبرة تفوق أربع سنوات في هذا المجال تريد السيدة بنو جعفر استثمارها لتوسيع مؤسستها التي توظف حاليا خمسة أشخاص، وفي حالة ما إذا تمكنت من اقتناء آلة للتكرير فإنّه بوسعها توظيف المزيد من العمال قد يصل إلى 40 عاملا مثلما تؤكد، مضيفة أنّ انطلاق المرحلة الأولى من مشروعها تم بوسائلها الخاصة وبمساعدة وكالة
«جيز” الألمانية التي منحتها تكوينا في مجال المقاولاتية سمح لها بتوسيع معارفها وخبرتها.
أما إذا لم تجد المساعدة الحكومية لإنجاز عملية توسيع المشروع فإنها ستضطر إلى البحث عنها مع شريك وطني أو أجنبي، لأنّ ثمن الآلة باهض للغاية ولا يمكن حتى لوكالة دعم و تشغيل الشباب توفير المبلغ المناسب طالما أنها لا تمنح أكثر من مليار سنتيم فقط.
المشروع الفريد من نوعه للسيدة بنوجعفر صنّف في وهران من بين أفضل المشاريع، وتأمل في أن يجد اهتماما من طرف الجهات المعنية خاصة وأن فوائده متعددة بيئية، صحية، اجتماعية واقتصادية بامتياز.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024