الشهيــدة وهيبــة قبايلــي

فضلــت شهــادة الأبطال على ترك المعركة

فضيلة / ب

تركت مقاعد الدراسة، لدعم صفوف ثورة التحرير المجيدة، آمنت مثل جميع الشعب الجزائري المضطهد بأن النضال الطريق الوحيد للاستقلال، إنها الشهيدة البطلة وهيبة قبايلي التي رفضت الهروب من معركة كانت تخوضها تحت إلحاح أهالي القرية للنجاة مفضلة الشهادة، تحتضن سلاحها مثل الأبطال، إنها إحدى بنات الجزائر اللائي احترقن وضحين بأنفسهن من أجل استعادة الكرامة والسيادة، يستحقن كل العرفان والثناء حتى يبقى صيتهن خالدا.  

سمعنا عن المسار البطولي لهذه الشهيدة العاصمية التي وقفنا على وجود إكمالية تحمل اسمها وقيل لنا أنها كانت الثانوية التي درست بها، وبحثنا كثيرا عن تفاصيل كفاحها الثوري غير أننا لم نجد شيئا يختزل ما قدمته للجزائر، أو حتى بورتريه عن حياتها.  
ومن خلال البحث تمكنا من الوصول إلى شقيقة الشهيدة وهيبة قبايلي التي تلقب باسم (شهيدة) إلى جانب شهادة المجاهدة صفية بن ماضي.  
استحضرت أخت الشهيدة وهيبة ذكريات شقيقتها لأنها قبل إلتحاقها بصفوف ثورة التحرير تلبية لنداء الثورة للطلبة الجزائريين بتاريخ 19 ماي 1956، كان سنّها لا يتعدى السابعة عشر، ومازالت تحمل الكثير من التفاصيل.  
قالت السيدة شهيدة في شهادتها، إن أختها وهيبة قبايلي من مواليد 12 أوت 1938 ببئر مراد رايس، انتقلت عائلتها للعيش بالمرادية وتلقت دراستها الأولية لدى الشيخ عبد الكريم بمسجد الشيخ المكي التابع لجمعية العلماء المسلمين، ورغم انتقالها للدراسة بالثانوية الفرنسية (برناز) الكائنة بـ(ميسوني) والتي صارت اليوم إكمالية وتحمل اسمها، استمرت في المشاركة في الاجتماعات التي تنظم بمسجد الشيخ المكي خفية عن عيون المستعمر.  
وأكدت السيدة شهيدة، أن أختها لم تتمكن يوم 19 ماي 1956، بالالتحاق بالثورة بسبب مرض جدّها الذي كان عضوا في تنظيم جمعية العلماء المسلمين بالعاصمة، وتأجل التحاقها بصفوف جيش التحرير الوطني إلى غاية شهر نوفمبر من نفس السنة، حيث حملت السلاح وشاركت في المعارك في الجبال.
وتتذكر السيدة شهيدة عندما سلمتها وهيبة بطاقة تعريفها بعد أن حددت هدفها والمتمثل في الكفاح الثوري.
وعن ظروف استشهادها أوضحت أنها استشهدت في كمين في الجبال بمنطقة أولاد يحيى موسى الكائنة بذراع الميزان، وذكرت أنه كان بإمكانها النجاة، لأن سكان القرية عرضوا عليها ارتداء لباس آخر حتى يخفوا هويتها وسط نسائهم لكنها رفضت ترك إخوانها المجاهدين واستشهدت مع إحدى المجاهدات تحت قصف جوي بالطائرات، ولم تخف أنه تم إحضار جثمانها، حيث كانت ترتدي بدلة عسكرية ثورية ودفنت بمقبرة سيدي يحيى بالعاصمة.  
أما المجاهدة صفية بن ماضي، فقالت إنها شهيدة تنحدر من أسرة ثورية، جدها كان رفيقا لوالدها بجمعية العلماء المسلمين إلى جانب شقيقها علي قبايلي الطبيب، واعترفت أنها كانت متميزة ويعتمد عليها كونها نشيطة جدا.  
وتتذكر المجاهدة صفية عندما كانت في الاتحاد النسائي وعيد المرأة الذي يتزامن مع الثامن مارس، أنها اقترحت تسمية الثانوية التي درست بها والتي تحوّلت اليوم إلى اكمالية لتحمل اسمها، وحدثتنا عن تقليد كان مرسخا حيث يوم الثامن مارس من كل سنة يطلق اسم شهيدة على المدارس وعمّم عبر جميع الولايات. 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024
العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024