في ظل الهجمة الصّهيونية الشرسة بحق القضية الفلسطينية بشكل عام وحق قضية الأسرى بشكل خاص، تزداد التعقيدات العنصرية اليمينية المتطرفة على قضية الأسيرات الفلسطينيات داخل السجون الصهيونية، والتي تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم في ظل تهميش دولة الاحتلال المتعمد للقوانين الآدمية والإنسانية والدولية، والتي راعت حقوق الأسرى والأسيرات داخل السجون الصهيونية.
نلحظ تصاعد مستمر في الإجراءات اللاانسانية بحق الأسيرات من قبل الاحتلال وازدادت شراسة وهمجية أكثر بعد السابع من أكتوبر، فملف الأسيرات بات ألما كبيرا لعائلات الأسيرات وهما وطنياً من الدرجة الأولى لذا تستوجب قضيتهن التحرك على كافة الأصعدة والمستويات حتى تلبية الحد الأدنى من حقوقهن بما أقرتها القوانين الدولية واتفاقية جنيف الرابعة.
الدّفاع عن الأسيرات واجب وطني
تعتبر قضية الأسيرات داخل السجون الصهيونية من الملفات الساخنة، والتي فاقت الخطوط الحمراء تحتاج إلى دعم وإسناد، وهذا يأتي عبر تلك الطرق:
1 - تسليط الضوء على قضية الأسيرات بشكل مستمر ومتواصل، وتوثيق القصص والتجارب ونشرها وتعميمها على الجمهور المحلي والعربي والعالمي لخلق نقاش متواصل ومكثف يساهم في الدفاع عنهن.
2 - بلورة هذه القضية بإستراتيجية إعلامية شاملة وواضحة المعالم وكسر قالب النمطية في التعاطي مع قضية الأسيرات حتى إثارتها محليا وعربيا ودوليا.
3 - استغلال الإعلام الجديد في خدمة الأسيرات، وإنشاء حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى اليوتيوب لنشر أفلام ووثائق ولقاءات مع الأسيرات وذويهم، وتحديث الخطاب الإعلامي بلغة إنسانية هادفة ترتقي بحجم تضحيات الأسيرات.
4 - إنشاء مدوّنات لتفعيل الدور الشعبي والجماهيري للتأثير على الرأي العام لمحاكاة الغرب بآلام الأسيرات، كون الأسيرات دائما يعولن على الالتفاف الشعبي والعربي والدولي لدعمهن.
5 - تفعيل دور الجاليات في الخارج من خلال حث الجمعيات والمراكز الحقوقية للارتقاء في هذه القضية.
6 - دعوة الإطراف في اتفاقيات جنيف للانعقاد،وإلزام الكيان الصهيوني بتطبيق الاتفاقيات.
7 - دعوة الصليب الأحمر للقيام بدوره وواجبة الاخلاقى ومسؤولياته الإنسانية والقانونية .
8 - دعوة الجامعة العربية لمتابعة قراراتها وان تأخذ الأمة العربية دورها في التوحد من اجل الأسيرات.
9 - دعوة المؤسسات المجتمع المدني بتفعيل مسؤولياته .
10 - الانتقال من مرحلة العاطفة والشعار الى مرحلة المواجهة القانونية الملموسة والجدية لحمايتهم.
11 - استقطاب خريجي وطلاب وتشجيعهم لعملية التوثيق، بإنشاء مكاتب الكترونية تدعم الأسيرات.
12 - تشجيع المؤسسات لتبني توثيق قضية الأسيرات.
13 - استقطاب مخرجين ومخرجات لإنتاج افلام وبرامج تظهر معاناة الأسيرات.
14 - عمل حملة توقيعات لتكليف نقابة المحامين العرب والدوليين على حمل ملف الأسيرات وتفعيلها.
أهمية توثيق الانتهاكات الصّهيونية بحق الأسيرات
تأتي أهمية التوثيق لاستخدامه كإطار إنساني وقانوني، وشهادة دولية أمام العالم يدين الانتهاكات الصهيونية بحق الأسيرات إن كان أثناء الاعتقال او التعذيب أو استخدام الكيان الصهيوني سياسة العزل الانفرادي أو الإهمال الطبي أو حرمان الأهل من الزيارة أو سياسة الاعتقال الإداري للنساء.
التوجه إلى محكمة الجنائيات بوجود أدلة موثّقة، وإنصافا بحق الضحايا وحماية الأسيرات وحقوقهم وعدم إبقاء المجرمين طلقاء، وحتى لا تظل دولة الاحتلال فوق القانون تستبيح حقوقهم وتستهتر بالثقافة والعدالة الإنسانية.
والتوثيق إحياء للقضية يساهم في إخراج الانتهاكات من الموقع المحلي إلى العربي إلى الدولي لإبراز معاناة الأسيرات، وخلق رأي عام ضاغط للتضامن والمؤازرة، وإيصال صوت الأسيرات وتعزيز احترام المناضلات، والتوثيق ليس سبق صحفي بل البحث عن الحقيقة والتنقيب عن مشكلات وهموم الأسيرات وذويهم. والتوثيق واحة من التعبير النفسي والاجتماعي كونه علاج لمن يتحدث عن تجاربه خلال الاعتقال من النساء، والتوثيق يعطي دور حقيقي ورؤية إستراتيجية لملامسة الواقع دون شعارات، ويفرز فرص لدعم إبداع الشباب في توثيق قضية الأسيرات تحت شعار (كي لا ننسى) ممّا يؤدي إلى حشد ومناصرة المهتمين دوليا بقضية الأسيرات، وإبراز الدور التاريخي الذي يقنن نضال الأسيرات والاستفادة من خبراتهن.
خـــــــــلاصـــــــة
معركة الأسيرات هي معركة جميع أبناء الشعب الفلسطيني، فالأسيرات يحتجن دعم ثلاثة عشر مليون فلسطيني في أنحاء العالم، فإذا تضامنوا معهن سيقلب شعبنا المعادلة بوجه كل هذا العالم الظالم. ودور الفصائل يجب أن يكون بارزا في دعم تلك المعركة المصيرية التي تخوضها الأسيرات، فالأسيرات في أعناق الجميع وعنق كل ضمير حي استعصى على الذوبان، فقضيتهن تجاوزت الخطوط الحمراء. الأسرى بشكل عام يمثلون ضمير هذا الشعب وعنوان كرامته، وبالتالي وجب على الجميع كل من موقعه أن يقوم بدور فعّال في نصرتهم، والوقوف إلى جانبهم وجانب أهاليهم وأولادهم.