حتـى تموت شبعانــة!

بقلم: إبراهيم ملحم

كانت الدموع تومض في عينيه، وقلبه الخارج للتوّ من جرح مفتوح، يكاد يسقط بين يديه، بينما كان يروي لي قصة شقيقته الصغرى، التي تكابد منذ أشهر مرض السرطان، وسط نقص حاد في الدواء والغذاء في المشفى الذي ترقد فيه بمدينة غزة، منذ بدء الحرب التي توشك أن تغلق عامها الثاني.

كان محدّثي الذي التقيته في إحدى المناسبات برام الله يفصح لي بصوت متهدّج، عن رجاء لم يستطع تلبيته، طلبته منه شقيقته الكبرى كي يتدخل بما يملك من معارف في غزة، لينقل شقيقته المريضة من الشمال إلى مستشفى ناصر في الجنوب، وحين سألها عن سبب طلبها، وأحوال المستشفيات تكاد تكون واحدة من حيث تقديم الخدمة العلاجية، قالت له: حتى تموت شبعانة، لأن الطعام متوفر في مستشفيات الجنوب أكثر من الشمال، التي تعاني شحاً حاداً في الغذاء والدواء.
في التفاصيل الصادمة الواردة من غزة، يعاني الناس الهزال ونقصاً حاداً في الأوزان، يثير الرعب لدى من يغامرون بالوقوف على الميزان، بينما العديد من الشبان يُغشى عليهم، ويسقطون في الشوارع من أثر المسغبة التي نهشت أمعاءهم، وهم يزحفون إلى فخاخ المساعدات ببطون خمصاء.
ساعة ذهاب الصحيفة إلى المطبعة، يكون اللقاء المرتقب بين ترمب ونتنياهو قد بدأ، بينما تشير الترجيحات إلى أن اتفاقاً لوقف إطلاق النار سيتم الإعلان عنه الخميس، على أن يدخل حيز التنفيذ صباح الجمعة. لا نملك سوى الرجاء والدعاء بأن توضع نهاية لنزيف الأوجاع وتباريح المعاناة..

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19819

العدد 19819

الخميس 10 جويلية 2025
العدد 19818

العدد 19818

الأربعاء 09 جويلية 2025
العدد 19817

العدد 19817

الثلاثاء 08 جويلية 2025
العدد 19816

العدد 19816

الإثنين 07 جويلية 2025