سيدتي.. إن كنتُ قد تعلّمتُ القراءة والكتابة مؤخرًا، فأنا اليوم أتعلم التقدير بالحروف. حروفك أنارت طريقي بالشموع، وأنا اليوم أصعد سلّم النجاح بروح كلماتك التي تزرع بداخلي قوتي.
قمرٌ، وأيّ قمر!
قد أضاء بنوره سجون الطغاة، أسيرًا خلف القضبان، يبتسم رغم الأحزان، ويتأمل الفرج قريبًا،
لكي يضع إكليلًا من الورد على جبينك العالي.
أنا اليوم قد تنفستِ، وازددتِ قوة، لأن حروفكِ كانت، وسوف تبقى، على مرّ الأجيال نورًا فوق نور.
«لا تحزن”، تقول لي إنسانة طيّبة (معلمتي تدعى غانية الدنبك رحمها الله).
تبتسم، وتُربّت على كتفي كأني جريح، وتقول:
«اجعل الكرة في ملعبك.”
فغابت، وغيبها الموت،
واليوم الكرة في ملعبي، ويا ليتها بجانبي، لكي تحصي معي أهدافي المتبقية.
تقول لي في حلمي أمس:
«أرأيت كم أنت عظيم؟ أرأيت كيف زالت الغمّة عن كاهلك بإرادتك وقوتك؟”
فكتبتُ صباح اليوم على صفحتي عبر “فيسبوك”:
من الإعاقة إلى صاحب الإرادة،
وأيّ إرادةٍ هذه؟
إنها إرادة النجاح، والتفوق، والعنفوان.
قمر عبد الرحمن،
أنتِ من تُضيئين الظلام، وتُحوّلين الأقلام إلى أجمل الكلام. فلا آلام بعد اليوم، ولا أحزان.
إهداء إلى الصديقة، ابنة خليل الرحمن، قمر عبد الرحمن.