صرّح الأمين العام للاتحاد العام للكُتّاب والأدباء الفلسطينيين، الشاعر مراد السوداني بشأن رحيل الفنان اللبناني الكبير زياد الرحباني، بما يلي:
«رحل الوتر المقاتل، شفيف اللحن، العناد في كوابيس الأعداء، وكنوزنا الخالدة؛ الصّامدة مع الرياح للعودة عن غدرٍ كان في البداية، ولم يترك للوتر وسادةً لكي تبقى الأغنية خلف متراسها وتحت اللواء.
رحل زياد الرحباني، صاحب الأصابع الخمسة لحناجر الملايين، تكرّر من بعدها ما جادت به القريحة، وما اتسع فيه المدى دون تراخٍ، رغم وجع الكبد، وسُقْم الضمائر في مقتلة فلسطين المستمرة.
يموت الملحن، نعم، ولن تموت الأغاني. يموت كاتب النص، ويبقى النص في محاريب العبادة. وهكذا هو زياد الرحباني، صاحب القنطرة العالية في أرض الصامدين، رغم أنف التخاذل، وجفاف الوفاء للقضايا الكبرى.
وإذ نودّع نجمًا به اهتدى هدير المتعبين في مشوار العمر، نغرس زيتونةً لروحه الطاهرة فوق تلةٍ تطل على نبض كل قلبٍ أحبّه، وعرف من صوته وجع الحكايات الصعبة، في سخرية نبيلة صنعتها مسرحيات المواجهة، بلغةٍ تتفتّح على صباحات الحالمين.
ننعي بالوفاء المبين الفنان والإنسان زياد الرحباني من قلب الأرض المنهكة بالمحتلين، والبشارة لأهلها، رغم الدمار السحيق، والفقد لأرواح الأبرياء، أهل السماء الآن.
رغم الجفاف في زمن الرمل والرماديين، إلا أن في وداعه عرفانًا لعطاءٍ يزهر كل صباحٍ مع سماع ألحانه، وكلامه الذي أصبح قناديل تُضيء لكل المتعبين.
رحم الله زياد الرحباني، وخالص العزاء لسيدة الأغنية فيروز، ولعائلة الرحباني، ولبنان، وفلسطين، ولكل محبّيه.