مروان البرغوثي..

جسدٌ خلف القضبان وروحٌ تقـــود شعبًــا نحــو الحريـــة

بقلم: إبراهيم مطر

لم تُكسر عزيمته رغم السلاسل، فصار رمزًا لوطن لا يُهزم.» لعل الشيء الذي غاب في النقاش حول دخول بن غفير لزيارة مروان البرغوثي (وليس اقتحاماً) هو جوهر الفكرة القائمة على إدراك المتطرف أن فتح وقيادتها هي الجدار الأصلب في القلعة الفلسطينية.

بن غفير حين أراد أن يتحدث عن مستقبل الصراع والقتال الذي لا يتوقف مع الفلسطينيين ذهب لمراون، أي ذهب لفتح، لم يذهب لأي سجين من قادة التنظيمات الاخرى، مع كل الاحترام والحب للجميع ففيهم قادة كبار ورموز وطنية وعلى رأسهم أبو غسان (احمد سعدات وغيره)، تخيلوا لم يذهب لقادة الحركة الأسيرة من حماس التي من المفترض أن حرب أكتوبر معها كما يفترض بن غفير، بل ذهب إلى جوهر الصراع، إلى قيادة فتح.
ذهب لماضي الصراع ولحاضره الحقيقي ولمستقبله، وهو يعرف أن كل هذا يكمن في فتح. وحين تحدث، فقد أشار لمستقبل الصراع ورغبة الصهاينة بالقضاء على كل أعدائهم، لأنه يعرف أن فتح لا تبدل ولا تغير، لا تتحول ولا تتلون. العدو يعرف عدوه الحقيقي.
وبن غفير يعرف أنها فتح. وفيما هو يدمر غزة ويبيدها، يدرك بأن من سيظل واقفاً صلباً في مواجهة المشروع الصهيوني شعب يهتدي بروح ياسر عرفات ورفاق دربه.
بن غفير لم يهدد مروان، بل كان متغطرساً منتشياً بما يفعله في غزة وهو يدمر ويقتل ويزيل ويبيد، لكنه أيضاً ومثل كل القتلة يعرف خصمه الأصعب والأشرس والأكثر صلابة، ففتح حتى لو لم تقف على منابر البلاغة التي لا تفضي إلا للاستعارات والكناية والتشبيه وإلى ما غير ذلك، تظل ببساطة جملها وتعابيرها الأصدق والأكثر مقدرة على التعبير عن الهم الوطني، وفتح ودون إدعاء ودون مبالغة تعرف البوصلة وتقود الطريق إلى درب الوطن، حتى حين تخوض المفاوضات فهي لا تضحي بالوطن من أجل بقائها، كما يفعل غيرها، بل تضحي بنفسها من أجل الوطن.
قد لا يحب خصوم فتح هذه الحقيقة، لكنها تظل إحدى أكثر البديهات رساخة في الممارسة السياسية الفلسطينية، وفي دواخلهم يقرون بها. ومروان الذي ظهر في الصورة بكبرياء يليق بحركتنا الأسيرة ويليق بفتح وبمنظمة التحرير، كان يمكن تخيله رجلاً من غزة يعاني الجوع والعطش وتقلبات الجو في خيمة جرداء، لكنه ممتلئ كرامة وكبرياء يليقان بشعبنا. بالنسبة لكل أهل غزة كان مروان واحداً منهم، وهو كذلك.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19874

العدد 19874

السبت 13 سبتمبر 2025
العدد 19872

العدد 19872

الأربعاء 10 سبتمبر 2025
العدد 19871

العدد 19871

الثلاثاء 09 سبتمبر 2025
العدد 19870

العدد 19870

الإثنين 08 سبتمبر 2025