من كِتـاب الأرواحِ الحُرَّة

حبيبة محمدي

عصافيرُ تَنْقُرُ هذا الرّأسَ
كأنَّ العالَمَ عُشِّي
هناكَ بين فصوصي
تسقطُ دمعةٌ، يَلُفُّني عِقدٌ من هوى
فَأُطَوِّقُ حزني
بينما روحي تسأل:
«من أيِّ نَجْمٍ سقطنا
نحنُ الإثنين كيْ نلتقي؟»
البيتُ الذي يتعانقُ فيه ظلَّانا،
رأيتُهُ بالأمسِ يرفَعُ رأسَهُ
لتنسجَ العناكبُ
أشواقَهَا.
 **
أغلقتُ حقائبِي على شهوتِي،
لا قميصَ ليُوسف.
 **
أعرفُ أنَّ هواكَ ذنبٌ
لكنِّي أطلب الشّفاعةَ، لأعودَ
«لا ترجعْ إلى ذكرِ الذنبِ، فتذنب بالرجوعْ».
 **
كلُّنا بوجهين
أمَّا الرُّوحُ
فليستْ ثالثًا.
 **
أعيشُ السَّفرَ مرةً،
يَعيشُني اغترابُ الأزمنةِ مرّتين،
مرّةً عند نزولي ذاتين،
ومرّةً عند انقسامِ الذاتِ
نصفين.
 **
يا غربةَ الرُّوحِ، لِمَنْ أَرُوحْ؟
تعبتْ يدايَ من الحَفْرِ في الماءِ
وتعبَ الماءُ، من كفِّي ومن وَشْمِي
يا غُربةَ الرُّوحِ، لمن أَرُوحْ؟
وكُلُّ ما لي، ليسَ لي
بعضٌ لاغتسالِ الروحِ بالذنبِ
وبعضٌ لانفجاري
وقتَ البَوْحْ.
أبكاني الشّاهدُ الذي على قبورِكم،
أسماؤكم مُحيتْ
من طول انتظارْ.
أنا أوطانٌ، يدخلونها من أسقفِ الكلماتْ..
فلماذا لا يغازلون رُّوحي بما تشتهيهْ؟

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025
العدد 19810

العدد 19810

الإثنين 30 جوان 2025